شرح قول ابن مالك رحمه الله: كالفضل و الحــــــارث و النعمان *** فذكـــــــــر ذا وحـــــــذفه ســــــيان. حفظ
الشيخ : طيب ، مثاله : " الفضل " : هل تعرفون أحداً يسمى الفضل ؟
الطالب : نعم ، الفضل بن عباس .
الشيخ : نعم ، الفضل بن عباس ، الفضل لو حذفت أل ، وقيل : فضل ، صح الكلام ، ولم نحتج إلى : أل ، لماذا ؟
الطالب : لأنه علم .
الشيخ : لأنه علم ، حصلت معرفته بالعَلَمية فلا حاجة إلى أل ، إذن تكون أل زائدة ، لكن لماذا زادوها ؟ قالوا : لأجل لمح الأصل الذي هو المصدر ، لأن فضل : مصدر ، فضُل يفضُل فضلاً ، مِن أجل إذا سمع السامع : الفضل ، يروح ذهنه إلى إيش ؟
الطالب : إلى المصدر .
الشيخ : إلى المصدر الذي هو المعنى الذي يُرغب فيه ، فيكون تفائلاً بأن هذا الرجل المسمى بالفضل ، يكون ذا فضل ، وذا شرف .
ثانيًا : " الحارث " : الحارث يسمى حارث ، ويسمى الحارث ، الحارث : هذه أل زائدة ، ووجه زيادتها : أنه لا يحتاج إليها في تعريف مدخولها ، لأن مدخولها معرفة لكونه إيش ؟
الطالب : علمًا .
الشيخ : علمًا ، إذن لماذا أدخلت ؟ للمح الأصل وهو الحارث : اسم فاعل من الحرث ، اسم فاعل من الحرث ، كأن الذي وضع هذا الاسم له أراد التفاؤل بأنَّ هذا المسمى يكبر ويكون حارثًا عاملاً كما جاء في الحديث : ( أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن ، وأصدقها حارث وهمام ) ، طيب ،
" والنُّعمان " : النعمان من أسماء الدم ، والدم أحمر ، فيسمي الإنسان ولده النعمان تفاؤلاً بأن يظهر أحمر ، والغالب أنَ الحمرة تدل على الصحة والنشاط ولهذا يقال للإنسان إذا رُؤي وجهه أصفر : لا بأس عليك عسى ما أنت مريض ، لكن أحمر يضرب به المثل بالقوة والنشاط ، فيسمي ولده بالنعمان للمح إيش ؟
الطالب : الأصل .
الشيخ : الأصل وهو الحمرة في الدم ، طيب ، هذه أل في هذه الأمثلة زائدة ، علل ؟ للاستغناء عنها بالعَلَمية السابقة عليها ، فهي داخلة على علم ، قال :
" كالفضل والحارِثِ والنُّعمانِ *** فَذكْرُ ذا وَحذْفُه سِيَّانِ " :
ذكر ذا وحذفه سيان مِن حيث المعرفة ، أما من حيث المعنى فيختلف ، لأن الذي يضع أل للمح الأصل ليس كالذي لا يضعها ، لكن من حيث أنه معرفة ذكره وحذفه سيان .