شرح قول ابن مالك رحمه الله: الإبتداء حفظ
الشيخ : فمن هذا الباب تبدأ التراكيب وفائدة النحو ، لأن ما سبق كله فهو في المفردات ، مِن الآن فصاعدًا في التراكيب ، وقال : " الابتداء " ، ولم يقل : المبتدأ والخبر كما قاله غيره ، اختصارًا ، ولأن الابتداء يستلزم المبتدأ ، والمبتدأ يستلزم الخبر ، فاستغنى بذكر الابتداء عن ذكر المبتدأ والخبر ، للتلازم ، ومع ذلك فهو لم يُعرف -رحمه الله- المبتدأ ، لم يعرف المبتدأ ، وصاحب الآجرومية عرّف المبتدأ ، فصارت الأجرومية في هذا أوسع من الألفية ، في الأجرومية يقول : " المبتدأ : هو الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية " ، وأخرج بقوله : " العاري عن العوامل اللفظية " : أخرج الفاعل ، ونائب الفاعل ، واسم كان ، وخبر إن ، لأن العوامل في هذه المرفوعات إيش ؟ لفظية ، لكن عامل المبتدأ ليس لفظيًا ، بل هو معنوي ، وهو الابتداء ، ولهذا قال ابن مالك في الكافية ، وليته جاب البيت الذي في الكافية ، قال في الكافية :
" المبتدأ مرفوعُ معنىً ذُو خَبَر *** أو وصفٌ استغنى بمرفوعٍ ظَهَر "
لو جاء بهذا البيت وهو بيت واحد ، لأغنى عن بيته الذي ذكر الآن ، مع الوضوح والجمع ، أعيده مرة ثانية ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : " المبتدأ مرفوعُ معنىً ذُو خَبَر *** أو وصفٌ استغنى بمرفوعٍ ظَهَر " ،
هذه واحدة ، الثالثة ، وعليكم الرابعة :
" المبتدأ مرفوعُ معنىً ذُو خَبَر *** أو وصفٌ استغنى بمرفوعٍ ظَهَر " ،
من يأتي بالرابعة ؟ نعم ؟
الطالب :" المبتدأ مرفوعُ معنىً ذُو خَبَر *** أو وصفٌ استغنى بمرفوعٍ " !!
الشيخ : ظهر .
الطالب : ظهر .
الشيخ : طيب ، صح ، إذن العامل في المبتدأ معنوي ، لأنه لم يسبقه فعل ، حتى يكون عاملاً به ، لكن للابتداء به صار مرفوعَا ، والابتداء أمر معنوي .