شرح قول ابن مالك رحمه الله : ومفردا يأتي ويأتي جمله *** حاوية معنـــــــى الذي سيـــــقت لــــه. حفظ
الشيخ : ثم قال :
" ومفردًا يأتي ويأتي جمله *** حاويةً معنى الذي سِيقتْ له
وأخبروا بظرفٍ أو بحرفِ جَر *** ناوين معنى كائنًا أو اسْتَقَرّ " .
مفردًا يأتي ويأتي جملة :
" وأخبروا بظرف أو بحرف جر *** ناوين معنى كائنًا أو استقر " :
إذن يأتي الخبر على ثلاثة أوجه : مفرد ، وجملة ، وشبه جملة ، وهو ما أشار إليه بقوله :
" وأخبروا بظرفٍ أو بحرفِ جر *** ناوينَ معنى كائنًا أو اسْتَقَرّ " .
الطالب : شوف الذي عندك هو هو ؟
الشيخ : لا لا أنا مرتبته تلاوة ، ما مشيت على الكتاب ، الكتاب : " حاوية معنى الذي سيقت له " .
" وإن تكن إياه معنى اكتفى *** بها كنطقي الله حسبي وكفى
والمفرد الجامد فارغ وإن *** مطلقا " .
ثم قال : " وأخبروا " ، لكننا جررنا البيت الأخير هذا ليكون مع إخوته ، الخبر ثلاثة أنواع : مفرد ، والثاني : جملة ، والثالث : شبه جملة ، وهو الظرف ، والجار والمجرور ، هنا نقول : ما هو المفرد ؟ ما ليس جملة ولا شبه جملة ، ولا شبهها ، المفرد في باب الخبر : ما ليس جملة ولا شبهها . في باب الإعراب : ما ليس جمعاً ولا مثنىً ولا ملحقاً بهما ، لكن هنا نقول : ما ليس جملة ولا شبه جملة ، الرجل قائم ، الخبر مفرد ولا جملة ؟
الطالب : مفرد .
الشيخ : الرجل قائم ؟
الطالب : جملة .
الشيخ : الرجل قائمٌ ؟!
الطالب : مفرد .
طالب آخر : جملة .
الشيخ : طيب ، الرجل فاهمٌ ؟
الطالب : مفرد .
الشيخ : الرجل غير فاهمٍ ؟
الطالب : مفرد .
طالب آخر : شبه جملة .
الشيخ : الرجل غير فاهم ؟!
الطالب : جملة .
الشيخ : إذن انطبق عليكم هذان المثالان ، منكم فاهم ، ومنكم غير فاهم ، الرجل فاهم : مفرد ، الرجل غير فاهم : مفرد ، أين الجار والمجرور ؟ أين الظرف ؟ غير ماهي ظرف ، ولا في جار ومجرور ، إذن : المفرد ما ليس جملة ولا شبه جملة ، الرجلُ علمُه قليل ؟
الطالب : جملة .
الشيخ : الرجل علمُه قليل !
الطالب : جملة .
الشيخ : جملة ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : طيب ، الرجل قام أبوه ؟
الطالب : جملة .
الشيخ : جملة ، إذن هذا المثال الجملة : الرجل في البيت ؟
الطالب : شبه جملة .
الشيخ : شبه جملة ، الرجل أمامك ؟
الطالب : شبه جملة .
الشيخ : شبه جملة ، لأنه ظرف ، هذه أقسام الخبر ثلاثة ، لكن الجملة يقول ابن مالك : " حاويةً معنى الذي سِيقَت له " :
يعني لابد أن تكون هذه الجملة الواقعة خبرًا ، حاوية معنى المبتدأ ، ومعنى حاوية معناه : أن نعلم أن لها اتصالاً به ، وذلك لوجود الرابط بين هذه الجملة والمبتدأ ، لابد مِن رابط يربط هذه الجملة بالمبتدأ ، وهذا معنى قوله :
" حاويةً معنى الذي سيقت له " .
فلو قلت : الرجلُ قامَ زيد ، يصح أن تكون خبراً ؟
الطالب : نعم ؟
الشيخ : ليش ؟
الطالب : ليس هناك رابط .
الشيخ : ليس هناك رابط ، الرجل قام زيد !! طيب ، الرجلُ قام زيدٌ أبوه ؟
الطالب : فيه رابط .
الشيخ : فيه رابط ، ما هو ؟ الضمير، إذن لابد من رابط يربط الجملة بالمبتدأ حتى نعرف أنَّ هذه الجملة حاويةٌ له ، وأنها وصف له ، لأن الخبر كما نعلم وصف للمبتدأ ، فإذا لم تكن مشتملة على شيء يربطها به ، فإنها لا تكون وصفاً له ، إذن فلابد من ؟
الطالب : من رابط .
الشيخ : من رابط ، الرابط في المثال الذي ذكرنا : الرجل قام أبوه ، ضمير ، (( لِباسُ التقوى ذلك خير )) ؟
الطالب : اسم إشارة .
الشيخ : اصبر بارك الله فيك ، هل فيها رابط ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لباس : مبتدأ ، والتقوى : مضاف إليه ، وذا : مبتدأ ، وخير : خبر المبتدأ الثاني ، فيها رابط ما هو ؟! الإشارة ، لأن قوله : (( ذلك )) أي : لباس التقوى ، فهذا رابط ، إذن اسم الإشارة رابط.
(( الحاقة ما الحاقة )) ، (( الحاقة ما الحاقة )) الحاقة : مبتدأ ، خبره جملة : (( ما الحاقة )) ، طيب وش فيها ؟ فيها رابط ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : (( الحاقة ما الحاقة )) : فيها رابط ؟ الرابط إعادة المبتدأ بلفظه ، لأن إعادة المبتدأ بلفظه أقوى ربطًا من إعادة المبتدأ بضميره ، ألستم قلتم : إن قولنا الرجل قام أبوه ، فيها رابط ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : وهي الضمير ، إذا كان الضمير يربط وهو معنى المبتدأ ، فكيف إذا عاد المبتدأ بلفظه ؟! (( الحاقة ما الحاقة )) ، هنا نقول : الرابط إيش ؟ إعادة المبتدأ بلفظه ، لأن الحاقة الثانية هي الحاقة الأولى، (( القارعة ما القارعة )) القارعة : مبتدأ ، وجملة ما القارعة : خبره ، فما الرابط ؟
الطالب : إعادة المبتدأ بلفظه .
الشيخ : إعادة المبتدأ بلفظه ، فإذا قيل : كيف كانت إعادة المبتدأ بلفظه ربطاً ؟ قلنا : لأن ارتباط الجملة بإعادة لفظ المبتدأ بالمبتدأ ، أقوى من ارتباطها بإعادة الضمير ، لأن الضمير يدل على المرجع ، وليس هو المرجع ، طيب ، الطالب نعم المحصّل ، أو الطالب نعم الرجل ، الطالب نعم الرجل ، وإن شئت قل أيضاً : طالب العلم نعمَ الرجلُ ، هل الجملة الثانية : نِعم الرجل لها ارتباط بالمبتدأ ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : كيف ؟ لأن نعم الرجل : هذا عام ، يدخل فيه بالأولوية المبتدأ ، الذي هو : طالب العلم ، طالب العلم نعم الرجل ، لاشك أن فيه ربط ، الربط هو أن : نعم الرجل ، لا يشك أيُّ مخَاطَب أن المراد بهذا بقولك : نعم الرجل ، هو الطالب ، هو طالب العلم ، وهذا ربط ظاهر ، فإن قال قائل : أفلا يمكن أن ندعي أن الربط هنا إعادة المبتدأ بلفظه ؟
الطالب : لا .
الشيخ : الجواب : لا ، لأن الرجل غير الطالب ، لا يصح أن نقول : هذا إعادة المبتدأ بلفظه ، لأنه ليس إعادة المبتدأ بلفظه ، لكن إعادة المبتدأ بمعناه ، لعموم الأفراد ، لعموم الأفراد في قولك : نعم الرجل ، انتهى ؟ بس الساعة ما أعلنت الظاهر .
الطالب : أعلنت .
الشيخ : أعلنت ؟! طيب ، وأظن -إن شاء الله- المعنى واضح فصارت الروابط الآن ؟
الطالب : أربعة .
الشيخ : أربعة : الضمير ، والإشارة ، وإعادة المبتدأ بلفظه ، وبالعموم ، والله أعلم .
الطالب : بس هذا يا شيخ ؟
الشيخ : الآن الذي أخذنا أربعة وابن مالك يقول : " حاوية معنى الذي سيقت له " : وهذا لفظ عام .
" ومفردًا يأتي ويأتي جمله *** حاويةً معنى الذي سِيقتْ له
وأخبروا بظرفٍ أو بحرفِ جَر *** ناوين معنى كائنًا أو اسْتَقَرّ " .
مفردًا يأتي ويأتي جملة :
" وأخبروا بظرف أو بحرف جر *** ناوين معنى كائنًا أو استقر " :
إذن يأتي الخبر على ثلاثة أوجه : مفرد ، وجملة ، وشبه جملة ، وهو ما أشار إليه بقوله :
" وأخبروا بظرفٍ أو بحرفِ جر *** ناوينَ معنى كائنًا أو اسْتَقَرّ " .
الطالب : شوف الذي عندك هو هو ؟
الشيخ : لا لا أنا مرتبته تلاوة ، ما مشيت على الكتاب ، الكتاب : " حاوية معنى الذي سيقت له " .
" وإن تكن إياه معنى اكتفى *** بها كنطقي الله حسبي وكفى
والمفرد الجامد فارغ وإن *** مطلقا " .
ثم قال : " وأخبروا " ، لكننا جررنا البيت الأخير هذا ليكون مع إخوته ، الخبر ثلاثة أنواع : مفرد ، والثاني : جملة ، والثالث : شبه جملة ، وهو الظرف ، والجار والمجرور ، هنا نقول : ما هو المفرد ؟ ما ليس جملة ولا شبه جملة ، ولا شبهها ، المفرد في باب الخبر : ما ليس جملة ولا شبهها . في باب الإعراب : ما ليس جمعاً ولا مثنىً ولا ملحقاً بهما ، لكن هنا نقول : ما ليس جملة ولا شبه جملة ، الرجل قائم ، الخبر مفرد ولا جملة ؟
الطالب : مفرد .
الشيخ : الرجل قائم ؟
الطالب : جملة .
الشيخ : الرجل قائمٌ ؟!
الطالب : مفرد .
طالب آخر : جملة .
الشيخ : طيب ، الرجل فاهمٌ ؟
الطالب : مفرد .
الشيخ : الرجل غير فاهمٍ ؟
الطالب : مفرد .
طالب آخر : شبه جملة .
الشيخ : الرجل غير فاهم ؟!
الطالب : جملة .
الشيخ : إذن انطبق عليكم هذان المثالان ، منكم فاهم ، ومنكم غير فاهم ، الرجل فاهم : مفرد ، الرجل غير فاهم : مفرد ، أين الجار والمجرور ؟ أين الظرف ؟ غير ماهي ظرف ، ولا في جار ومجرور ، إذن : المفرد ما ليس جملة ولا شبه جملة ، الرجلُ علمُه قليل ؟
الطالب : جملة .
الشيخ : الرجل علمُه قليل !
الطالب : جملة .
الشيخ : جملة ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : طيب ، الرجل قام أبوه ؟
الطالب : جملة .
الشيخ : جملة ، إذن هذا المثال الجملة : الرجل في البيت ؟
الطالب : شبه جملة .
الشيخ : شبه جملة ، الرجل أمامك ؟
الطالب : شبه جملة .
الشيخ : شبه جملة ، لأنه ظرف ، هذه أقسام الخبر ثلاثة ، لكن الجملة يقول ابن مالك : " حاويةً معنى الذي سِيقَت له " :
يعني لابد أن تكون هذه الجملة الواقعة خبرًا ، حاوية معنى المبتدأ ، ومعنى حاوية معناه : أن نعلم أن لها اتصالاً به ، وذلك لوجود الرابط بين هذه الجملة والمبتدأ ، لابد مِن رابط يربط هذه الجملة بالمبتدأ ، وهذا معنى قوله :
" حاويةً معنى الذي سيقت له " .
فلو قلت : الرجلُ قامَ زيد ، يصح أن تكون خبراً ؟
الطالب : نعم ؟
الشيخ : ليش ؟
الطالب : ليس هناك رابط .
الشيخ : ليس هناك رابط ، الرجل قام زيد !! طيب ، الرجلُ قام زيدٌ أبوه ؟
الطالب : فيه رابط .
الشيخ : فيه رابط ، ما هو ؟ الضمير، إذن لابد من رابط يربط الجملة بالمبتدأ حتى نعرف أنَّ هذه الجملة حاويةٌ له ، وأنها وصف له ، لأن الخبر كما نعلم وصف للمبتدأ ، فإذا لم تكن مشتملة على شيء يربطها به ، فإنها لا تكون وصفاً له ، إذن فلابد من ؟
الطالب : من رابط .
الشيخ : من رابط ، الرابط في المثال الذي ذكرنا : الرجل قام أبوه ، ضمير ، (( لِباسُ التقوى ذلك خير )) ؟
الطالب : اسم إشارة .
الشيخ : اصبر بارك الله فيك ، هل فيها رابط ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لباس : مبتدأ ، والتقوى : مضاف إليه ، وذا : مبتدأ ، وخير : خبر المبتدأ الثاني ، فيها رابط ما هو ؟! الإشارة ، لأن قوله : (( ذلك )) أي : لباس التقوى ، فهذا رابط ، إذن اسم الإشارة رابط.
(( الحاقة ما الحاقة )) ، (( الحاقة ما الحاقة )) الحاقة : مبتدأ ، خبره جملة : (( ما الحاقة )) ، طيب وش فيها ؟ فيها رابط ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : (( الحاقة ما الحاقة )) : فيها رابط ؟ الرابط إعادة المبتدأ بلفظه ، لأن إعادة المبتدأ بلفظه أقوى ربطًا من إعادة المبتدأ بضميره ، ألستم قلتم : إن قولنا الرجل قام أبوه ، فيها رابط ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : وهي الضمير ، إذا كان الضمير يربط وهو معنى المبتدأ ، فكيف إذا عاد المبتدأ بلفظه ؟! (( الحاقة ما الحاقة )) ، هنا نقول : الرابط إيش ؟ إعادة المبتدأ بلفظه ، لأن الحاقة الثانية هي الحاقة الأولى، (( القارعة ما القارعة )) القارعة : مبتدأ ، وجملة ما القارعة : خبره ، فما الرابط ؟
الطالب : إعادة المبتدأ بلفظه .
الشيخ : إعادة المبتدأ بلفظه ، فإذا قيل : كيف كانت إعادة المبتدأ بلفظه ربطاً ؟ قلنا : لأن ارتباط الجملة بإعادة لفظ المبتدأ بالمبتدأ ، أقوى من ارتباطها بإعادة الضمير ، لأن الضمير يدل على المرجع ، وليس هو المرجع ، طيب ، الطالب نعم المحصّل ، أو الطالب نعم الرجل ، الطالب نعم الرجل ، وإن شئت قل أيضاً : طالب العلم نعمَ الرجلُ ، هل الجملة الثانية : نِعم الرجل لها ارتباط بالمبتدأ ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : كيف ؟ لأن نعم الرجل : هذا عام ، يدخل فيه بالأولوية المبتدأ ، الذي هو : طالب العلم ، طالب العلم نعم الرجل ، لاشك أن فيه ربط ، الربط هو أن : نعم الرجل ، لا يشك أيُّ مخَاطَب أن المراد بهذا بقولك : نعم الرجل ، هو الطالب ، هو طالب العلم ، وهذا ربط ظاهر ، فإن قال قائل : أفلا يمكن أن ندعي أن الربط هنا إعادة المبتدأ بلفظه ؟
الطالب : لا .
الشيخ : الجواب : لا ، لأن الرجل غير الطالب ، لا يصح أن نقول : هذا إعادة المبتدأ بلفظه ، لأنه ليس إعادة المبتدأ بلفظه ، لكن إعادة المبتدأ بمعناه ، لعموم الأفراد ، لعموم الأفراد في قولك : نعم الرجل ، انتهى ؟ بس الساعة ما أعلنت الظاهر .
الطالب : أعلنت .
الشيخ : أعلنت ؟! طيب ، وأظن -إن شاء الله- المعنى واضح فصارت الروابط الآن ؟
الطالب : أربعة .
الشيخ : أربعة : الضمير ، والإشارة ، وإعادة المبتدأ بلفظه ، وبالعموم ، والله أعلم .
الطالب : بس هذا يا شيخ ؟
الشيخ : الآن الذي أخذنا أربعة وابن مالك يقول : " حاوية معنى الذي سيقت له " : وهذا لفظ عام .