شرح قول ابن مالك رحمه الله : ترفع كان المبتدا اسما والخبر *** تنصبه ككان سيـــــدا عمــــر. حفظ
الشيخ : فما عملها ؟ قال : " ترفع كان المبتدا اسماً والخبر *** تنصبه " : يعني خبرا لها ، نعم !
" ككان سيدًا عمر " : ترفع كان المبتدأ مثاله : كان الله غفورا رحيمًا .
وإن شئت مثلت بمثال المؤلف بس المؤلف فيه تقديم وتأخير : " كان عمر سيدًا " ، فعمر هنا مرفوع بكان ، ولو قال قائل : لماذا لا نجعله مرفوعًا بالابتداء كما هو قبل الناسخ ؟ قلنا : لا يمكن أن نقول ذلك لأنه الآن ليس مبتدأ ، فلا يصح أن نقول إنه مرفوع بالابتداء وقبله عامل ، لكن عمرُ سيد : هذا ليس فيه عامل ، فلهذا نقول : عمر مرفوع بالابتداء ، وسيد مرفوع بالخبر ، أما كان عمر سيدًا : فلا يمكن أن نجعل عمر مرفوعًا بالابتداء لسبق العامل ، لسبق العامل ، وعلى هذا فيكون مرفوعاً بكان ، أما كونها تنصب الخبر ، ويقول المؤلف :
" ترفع كان المبتدا اسما " : يعني يقال إنه اسم كان ، فعمر في : " كان عمر سيدا " : اسم كان مرفوعا بها وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره .
الطالب : انتهى الوقت .
الشيخ : أنا أسمع ، والخبر تنصبه ، يعني أن كان تنصب الخبر ، وكونها تنصب الخبر واضح ، لأن الخبر كان بالأول إيش ؟ مرفوعًا ، فغيرته إلى النصب فأثرت فيه ، ويسمى خبرا لها ، فتقول : " كان عمر سيدًا " : سيدا خبر كان منصوب بها وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، واعلم أن كان الداخلة على المبتدأ والخبر في باب أسماء الله وصفاته لا تدل على الزمان ، وإنما فيها تأكيد اتصاف الله بهذا الوصف ، فقوله تعالى : (( وكان الله غفورًا رحيمًا )) كان : هنا فعل ماضي لكن ليست تدل على زمن مضى ، لأنك لو قلت : إنها تدل على زمن مضى لكانت المغفرة والرحمة الآن غير موجودة ، زائلة ، ولكنها تدل على هذا الشيء أنه كائن ولا محالة ، فيكون فيها توكيد اتصاف الله -سبحانه وتعالى- بما كان اسماً وخبرًا لها ، طيب لكن لو قلت : كان زيدٌ قائماً ، فهل نقول : إن كان مسلوبة الزمان ؟
الطالب : لا .
الشيخ : مسلوبةُ الزمان ؟ لا ، لأنه من الممكن أنه كان قائماً والآن هو قاعد .
وقوله : " ككان سيدًا عمر " : احتاج المؤلف إلى تقديم الخبر من أجل الروي ، روي البيت ، والترتيب الأصلي أن يقال : كان عمر سيدًا ، وعمر هنا ابن الخطاب -رضي الله عنه- وسيدًا من السادات ، وليس هو السيد المطلق ، لأن سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- وسيد هذه الأمة بعده أبو بكر -رضي الله عنه- ، وسيد الأمة بعد أبي بكر عمر ، وسيدها بعد عمر عثمان ، وسيدها بعد عثمان علي بن أبي طالب ، وسيدها بعد علي الحسن بن علي بن أبي طالب ، لأنه رضي الله عنه أحق بالخلافة ، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- : ( إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين ) .
الشاهد أن عمر سيد من السادات ، ونِعم الرجل أو نِعم السيد عمر -رضي الله عنه- فإن الله تعالى فتح على يديه فتوحات كثيرة عظيمة ، وانتشر في عهده العدل ، وصلحت الأمة حتى كان عهده مضرِب المثل في العدل والاطمئنان والحزم وعدم الغفلة ، فلذلك استحق أن يكون سيداً -رضي الله عنه- أفادنا المؤلف -رحمه الله- الآن : أن عمل كان هو رفع إيش ؟ المبتدأ اسما لها ، ونصب الخبر خبرا لها ، وأفادنا أن الضمة التي كانت على المبتدأ بعد دخول كان ليست من أجل الابتداء ، ولكن من أجل دخول كان ، لأنه لا يصح أن تكون من أجل الابتداء ، والله أعلم .
" ككان سيدًا عمر " : ترفع كان المبتدأ مثاله : كان الله غفورا رحيمًا .
وإن شئت مثلت بمثال المؤلف بس المؤلف فيه تقديم وتأخير : " كان عمر سيدًا " ، فعمر هنا مرفوع بكان ، ولو قال قائل : لماذا لا نجعله مرفوعًا بالابتداء كما هو قبل الناسخ ؟ قلنا : لا يمكن أن نقول ذلك لأنه الآن ليس مبتدأ ، فلا يصح أن نقول إنه مرفوع بالابتداء وقبله عامل ، لكن عمرُ سيد : هذا ليس فيه عامل ، فلهذا نقول : عمر مرفوع بالابتداء ، وسيد مرفوع بالخبر ، أما كان عمر سيدًا : فلا يمكن أن نجعل عمر مرفوعًا بالابتداء لسبق العامل ، لسبق العامل ، وعلى هذا فيكون مرفوعاً بكان ، أما كونها تنصب الخبر ، ويقول المؤلف :
" ترفع كان المبتدا اسما " : يعني يقال إنه اسم كان ، فعمر في : " كان عمر سيدا " : اسم كان مرفوعا بها وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره .
الطالب : انتهى الوقت .
الشيخ : أنا أسمع ، والخبر تنصبه ، يعني أن كان تنصب الخبر ، وكونها تنصب الخبر واضح ، لأن الخبر كان بالأول إيش ؟ مرفوعًا ، فغيرته إلى النصب فأثرت فيه ، ويسمى خبرا لها ، فتقول : " كان عمر سيدًا " : سيدا خبر كان منصوب بها وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، واعلم أن كان الداخلة على المبتدأ والخبر في باب أسماء الله وصفاته لا تدل على الزمان ، وإنما فيها تأكيد اتصاف الله بهذا الوصف ، فقوله تعالى : (( وكان الله غفورًا رحيمًا )) كان : هنا فعل ماضي لكن ليست تدل على زمن مضى ، لأنك لو قلت : إنها تدل على زمن مضى لكانت المغفرة والرحمة الآن غير موجودة ، زائلة ، ولكنها تدل على هذا الشيء أنه كائن ولا محالة ، فيكون فيها توكيد اتصاف الله -سبحانه وتعالى- بما كان اسماً وخبرًا لها ، طيب لكن لو قلت : كان زيدٌ قائماً ، فهل نقول : إن كان مسلوبة الزمان ؟
الطالب : لا .
الشيخ : مسلوبةُ الزمان ؟ لا ، لأنه من الممكن أنه كان قائماً والآن هو قاعد .
وقوله : " ككان سيدًا عمر " : احتاج المؤلف إلى تقديم الخبر من أجل الروي ، روي البيت ، والترتيب الأصلي أن يقال : كان عمر سيدًا ، وعمر هنا ابن الخطاب -رضي الله عنه- وسيدًا من السادات ، وليس هو السيد المطلق ، لأن سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- وسيد هذه الأمة بعده أبو بكر -رضي الله عنه- ، وسيد الأمة بعد أبي بكر عمر ، وسيدها بعد عمر عثمان ، وسيدها بعد عثمان علي بن أبي طالب ، وسيدها بعد علي الحسن بن علي بن أبي طالب ، لأنه رضي الله عنه أحق بالخلافة ، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- : ( إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين ) .
الشاهد أن عمر سيد من السادات ، ونِعم الرجل أو نِعم السيد عمر -رضي الله عنه- فإن الله تعالى فتح على يديه فتوحات كثيرة عظيمة ، وانتشر في عهده العدل ، وصلحت الأمة حتى كان عهده مضرِب المثل في العدل والاطمئنان والحزم وعدم الغفلة ، فلذلك استحق أن يكون سيداً -رضي الله عنه- أفادنا المؤلف -رحمه الله- الآن : أن عمل كان هو رفع إيش ؟ المبتدأ اسما لها ، ونصب الخبر خبرا لها ، وأفادنا أن الضمة التي كانت على المبتدأ بعد دخول كان ليست من أجل الابتداء ، ولكن من أجل دخول كان ، لأنه لا يصح أن تكون من أجل الابتداء ، والله أعلم .