شرح قول ابن مالك رحمه الله: ويحذفونها ويبقون الخبر *** وبعد إن ولو كثيرا ذا اشتـــــهر. حفظ
الشيخ : " ويحذفونها ويبقون الخبر *** وبعد إن ولو كثيرا ذا اشتـــــهر"
هذه الخصيصة الثانية أنها تحذف ويبقى خبرها ، وهذا على قسمين : كثير وقليل ، فالكثير يكون " *** وبعد إن ولو كثيراً ذا اشتهر "
أولاً قوله : " يحذفونها " الواو تعود على العرب لأنهم هم الذين يصوغون الكلام أما النحويون فإنهم بمنزلة الصيادلة ينظرون تراكيب الكلام لكن لا يحكمون على العرب ، فالواو في قوله : " يحذفونها " يعود على من ؟ على العرب
" ويبقون الخبر " أي خبرها " وبعد إن " إن الشرطية " ولو " الشرطية " كثيراً ذا اشتهر " أما الشطر الأول فإعرابه واضح
الشطر الثاني : " بعد إن ولو " بعد ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة على آخره ، وهو متعلق باشتهر المتأخر ، وبعد مضاف وإن مضاف إليه مبني على السكون في محل جر
الطالب : يجر بالكسرة المقدرة
الشيخ : هاه صواب كلامي ؟
الطالب : ...
الشيخ : إن مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، لا هذا غلط هذا غلط ، إن : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها الحكاية ، ولو معطوفة على إن .
وكثيراً : صفة لمصدر محذوف وعامله قوله : " اشتهر" يعني اشتهر اشتهاراً كثيراً .
وذا : مبتدأ مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم إشارة ، واشتهر فعل ماض والجملة خبر المبتدأ
طيب يقول رحمه الله : إن العرب يحذفون كان ويبقون خبرها ، شوف " يحذفونها " يحذفون كان لا غيرها ويبقون الخبر فتحذف هي والاسم ، وهذا بعد إن ولو كثيراً نعم
ومنه قولهم الناس مجزيون بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر ، أي إن كانت أعمالهم خيراً فجزاؤهم خير ، وإن كانت أعمالهم شراً فجزاؤهم شر ، وعلم من قوله : " يحذفونها " أنهم لا يحذفون المضارع ولكن هذا ليس بصحيح ، والصحيح أنه يجوز حذفها ولو بلفظ المضارع ، ومنه قوله تعالى : (( ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم )) ومنه قوله تعالى : (( وأنفقوا خيراً لأنفسكم )) وإن كان هذه ليست كالأول لجواز أن يكون خيراً مفعول به أما الأولى : (( ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم )) التقدير : يكن خيراً لكم ، وهذه كما علمتم كان بلفظ المضارع حذفت مع اسمها وبقي خبرها في أفصح كلام على وجه الأرض وهو كلام الله عز وجل ، طيب يقول ثالثاً