شرح قول ابن مالك رحمه الله: وألزموا اخلولق أن مثل حرى *** وبعد أوشــــــــــــك انتـــــــــفا أن نزرا . حفظ
الشيخ : " وألزموا اخلولق أن مثل حرى *** "
ألزموا الظاهر أن المراد بذلك العرب يعني ألزموا حسب لغتهم اخلولق أن مثل حرى نعم ألزموا فعل وفاعل، ألزم فعل ماضي والواو فاعل مبني على السكون في محل رفع
" اخلولق ": مفعول أول لألزموا ، وهو مراد لفظه يعني ألزموا هذه الكلمة
أن: مفعول ثاني لألزموا وهو أيضاً مرادٌ لفظه
" مثل حرى " : إما أن تكون مفعولاً مطلقاً أي إلزاماً مثل حرى أو تكون حالاً يعني حال كونها مثل حرى ، ومثل مضاف ، وحرى : مضاف إليه بإرادة اللفظ
" *** وبعد أوشك انتفا أن نزرا "
انتفا : مبتدأ وهو مضاف إلى أن
وبعد: ظرف منصوب على الظرفية ظرف مكان منصوب على الظرفية بالفتحة الظاهرة وهو مضاف إلى أوشك ومتعلق بقوله نزر أي قل ، وتقدير البيت : وانتفاء أن قل بعد أوشك انتفاء أن قل بعد أوشك .
أما الشرح يقول : إن العرب ألزموا اخلولق أن كما ألزموا حرى ، يعني أنه يجب في خبر اخلولق أن يقترن بأن فتقول اخلولقت السماء أن تمطر ولا يصح أن تقول اخلولقت السماء تمطر ، لأن العرب ألزموا اخلولق أن أي ألزموا أن يقترن خبرها بأن ، فتقول اخلولقت السماء أن تمطر
كيف اعراب اخلولقت السماء أن تمطر ؟
نقول اخلولق: فعل ماضي والتاء للتأنيث واخلولق يرفع الاسم وينصب الخبر
والسماء : إيش ؟ اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ،
أن: حرف مصدر ينصب الفعل المضارع
وتمطر: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، وهو خبر إيش ؟ خبر اخلولق ، يعني اخلولقت السماء إمطارها لأن أن تقدر وما بعدها بمصدر فهو خبر اخلولق ، طيب إذن تشترك اخلولق وإيش ؟ وحرى في لزوم أن في خبرهما ، لكنهما تختلفان لأن اخلولق بمعنى أوشك وأما حرى فبمعنى الرجاء يعني يرجوا أن يكون كذا وكذا نعم
اخلولق رجا ، إي نعم صحيح اخلولق رجا إذن فهي مثلها في إيش ؟ في المعنى ومثلها في العمل لأن أفعال المقاربة لا بد أن يكون فيها الفاعل وهي كاد وكرب وأوشك ، طيب
" وألزموا اخلولق أن مثل حرى *** وبعد أوشك انتفا أن نزُرا "
يعني أن خلو خبر أوشك من أن قليل ويجوز ذكره ؟ نعم يجوز ذكره لكن انتفاؤه قليل فتقول مثلاً : يوشك أن تمطر السماء هذا القليل أو الكثير ؟ يوشك أن تمطر السماء
الطالب : القليل
الشيخ : قليل
الطالب : كثير
الشيخ : كثير ها إيش يلا هذا ... يوشك السماء أن تمطر
الطالب : الكثير
الشيخ : الكثير وإلا القليل
الطالب : الكثير
الشيخ : شوف انتفاء أن قليل ووجود أن
الطالب : كثير
الشيخ : كثير ، إذن أوشكت السماء أن تمطر كثير
طيب أوشكت السماء تمطر
الطالب : قليل
الشيخ : قليل ، وعليه قول الشاعر :
" يوشك من فر من منيته *** في بعض غراته يوافقه " ولم يقل أن يوافقه، لكن قال الشاعر آخر :
" ولو سئل الناس التراب لأوشكوا *** إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا "
الثاني كثير والأول قليل طيب .