تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله: بعد عسى اخلولق أوشك قد يرد *** غنى يفعل عن ثـــان فقد. حفظ
الشيخ : من حيث التمام والنقص إلى قسمين قسم لا يستعمل إلا ناقصاً وقسم يستعمل تاماً ، فالذي يستعمل تاماً ثلاثة ، ثلاثة أدوات : عسى والثانية اخلولق والثالثة : أوشك ، عسى واخلولق من حيث المعنى
الطالب : واحد
الشيخ : واحد كلها للرجاء ، وأوشك للمقاربة ، " قد يرد غنى بأن يفعل " أي قد تستغني هذه الأفعال الثلاثة قد تستغني بأن يفعل عن الخبر وعلى هذا تكون تامة ، على هذا تكون تامة وقيل : إنها لا تكون تامة وتكون أن وما بعدها سدت مسد الاسم والخبر كما يكون ذلك في التعليق في أفعال القلوب كما سيأتي إن شاء الله ، والخلاف قريب من اللفظي في الواقع إلا في بعض الأحوال فإنه يتبين الخلاف كما سيذكره في البيت الذي يأتي
مثال ذلك : تقول : عسى أن يقوم زيد : عسى أن يقوم زيد ، فهنا نقول عسى فعل ماضي وهو من أفعال الرجاء
وأن يقوم : أن حرف مصدر ينصب الفعل المضارع
ويقوم : فعل مضارع منصوب بأن
وزيد : فاعل بإيش ؟ بأن يقوم ، وأن ما دخلت عليه في محل رفع فاعل بعسى ، هذا إذا قلنا أنها تامة
يرى بعض العلماء أنها ناقصة وأن أن يقوم سد مسد الاسم والخبر ، الخلاف لفظي إلا في بعض الأحيان
مثلاً إذا قلت عسى أن يقوم زيدٌ ، فهنا لا يظهر أثر للخلاف لأن التركيب سيكون هكذا ، عسى أن يقوم زيد ، لكن لو قلت عسى أن يقوم الزيدان ، عسى أن يقوم الزيدان فإذا فقلنا إنها تامة وأن وما دخلت عليه في محل رفع فاعل فالتركيب هكذا عسى أن يقوم الزيدان وإذا قلت أنها ناقصة فهنا يمكن أن نجعل الفعل خبراً مقدماً والزيدان مبتدأ مؤخر ونقول في التركيب : عسى أن يقوما الزيدان ، فتكون الزيدان اسمها مؤخر ، وأن يقوم : خبرها
ولكن هل إن هذا وارد عن العرب؟ هو على لغة أكلوني البراغيث وارد لا شك ، يقولون عسى أن يقوم الزيدان، وعسى أن يقوموا الزيدون ، لكن على اللغة الفصحى لا ندري هل هذا التركيب وارد أو لا ، لكن لو ورد فإنه يخرج على هذه اللغة على أن ما بعد الفعل اسم اسم مؤخر ، والفعل والفاعل في محل نصب خبر مقدم ، طيب
مثال آخر : عسى أن تقوم هند : عسى أن تقوم هند :
نقول عسى: فعل ماضي
وأن تقوم هند
أن: حرف مصدر
وتقوم: فعل مضارع منصوب بأن ، وهند إيش ؟
الطالب : فاعل
الشيخ : فاعل تقوم ، وأن وما دخلت عليه إيش ؟ في محل رفع فاعل ، هذا إن قلنا بأنها تامة ، نقول أن وما دخلت عليه سدت مسد الاسم والخبر . طيب