شرح قول ابن مالك رحمه الله: وإن تخفف أن فاسمـــها استـكن *** و الخـبر اجــــعل جمـــــلة من بعـــــد أن. حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله :
" وإن تخفف أن فاسمـــها استـكن *** و الخـبر اجــــعل جمـــــلة من بعـــــد أن " إلى آخره
هذا الحرف الثاني مما يخفف من هذه الحروف الستة ، نعربها
إن تخفف أن : إن شرطية وتخفف فعل الشرط وهو مبني لما لم يسم فاعله ، وأن نائب فاعل، والعقيلي يبين لنا كيف كان الحرف نائب فاعل
الطالب : المقصود اللفظ
الشيخ : المقصود إيش ؟
الطالب : اللفظ
الشيخ : طيب المقصود اللفظ
فاسمها استكن : الفاء رابطة للجواب ، واسم مبتدأ وهو مضاف إلى هاء
واستكن ، استكن بمعنى اختفى ، هذه الجملة فعل خبر اسم والجملة من اسم وخبرها في محل جزم جواب الشرط
"والخبر اجعل جملة من بعد أن "
الخبر: مفعول مقدم لاجعل وفاعل اجعل مستتر وجوباً تقديره أنت
وجملة: مفعول ثاني يعني اجعل الخبر جملة من بعد أن
معنى البيت : أنّ أنّ تخفف أنّ تخفف ، ومن المخفف لها ؟
الطالب : العرب
الشيخ : العرب ، وفي حال التخفيف يقول : " اسمها استكن " وهذه العبارة فيها تساهل العبارة فيها تساهل ، لأن ظاهرها أن الاسم مستتر بأنّ أن الاسم مستتر بأنّ ، وهذا غلط ، لأنّ أنّ حرف لا تتحمله الضمير هذا من وجه
من وجه آخر : اسم أن منصوب وإلا مرفوع ؟
الطالب : منصوب
الشيخ : طيب وهل المنصوب يستتر ، لا يوجد ضمير مستتر وهو منصوب في الدنيا كلها ، الذي يستتر هو الضمير المرفوع لقوة اتصاله بعامله يستتر فيه ، لكن الضمير المنصوب لا يمكن أن يستتر ، فصار في كلامه رحمه الله نظر من وجهين :
الوجه الأول : أنه لا استتار في الحرف ، صح يا سعد
والثاني : لا استتار لضمير منصوب ، الاستتار للضمير المرفوع أما المنصوب فيحذف
وحينئذٍ نقول : مراد ابن مالك رحمه الله بقوله : " استكن " يعني حذف ، وجعله مستكناً لأنه لم يظهر محذوف فكأنه مستتر ، وإلا فنعلم والعلم عند الله أن ابن مالك لا يخفى عليه أن الحروف ليست محلاً لاستتار الضمائر فيها ونعلم أيضاً أنه يعلم أن الذي يستتر إنما هو ضمير الرفع هذا واضح ما يشكل وحينئذٍ يكون استكن بمعنى حذف ، ولما حذف ولم يكن موجوداً صار كالمستتر
طيب ما الذي أوجب لابن مالك أن يعبر بكملة استكن مع هذا الاحتمال ؟ نقول
الطالب : ضرورة الشعر
الشيخ : ضرورة الشعر ضرورة الشعر ، والحريري رحمه الله وصف الشعر بأنه صلف صلف ... في قوله :
" وجائز في صنعة الشعر الصلف *** أن يصرف الشاعر ما لا ينصرف "
نعم وهذا صحيح ، حتى إن بعض العلماء يقول : يجوز في ضرورة الشعر أن يرفع المنصوب وينصب المرفوع وكذلك ينصب المجرور ويرفع المجرور ، يعني يجعلون الشعر كما قال الحريري رحمه الله صلف ما أحد يستطيع أن يغلبه طيب استكن
قال : " والخبر اجعل جملة " لما بين أن اسم أنّ إذا خففت يحذف فماذا يكون خبرها ؟ قال الخبر يكون جملة لا يكون مفرداً أبداً ، الخبر اجعل جملة لكن قد يكون خبرها مفرداً إذا لم يحذف اسمها ، إذا لم يحذف اسمها جاز أن يكون خبرها مفرداً ومنه قول الشاعر:
" لقد علم الضيف والمرملون *** إذا اغبر أفق وهبت شمالا
بأنك ربيع وغيث مريع *** وأنك هناك تكون الثمالا "

هذا البيت جمع بين وجود اسم هو مفرد ، إي نعم بين وجود الخبر غير جملة والخبر الجملة ، أين الخبر غير جملة ؟ بأنك ربيع الخبر الجملة : وأنك هناك تكون الثمالا، فإن هناك تكون الثمال هذه جملة وهي خبر أن ، هذا هو خلاصة كلام المؤلف
إذن تخفف أنّ ، والمخفف لها من ؟
الطالب : العرب
الشيخ : العرب ، وإذا خففت وجب حذف اسمها ، وجب حذف اسمها ولا يذكر إلا نادراً ويجب أن يكون خبرها جملة ، والخبر اجعل جملة من بعد أن ، ولا يكون مفرداً إلا قليلاً ولاسيما إذا ذكر الاسم لأنه إذا ذكر الاسم نعم صارت تشبه المشددة في أنه يكون لها خبر مفرد كالمشددة والله أعلم