شرح قول ابن مالك رحمه الله: ظن حسبت وزعــــــــمت مع عد *** حجا درى وجعـــــل اللــــــــــذ كاعتــــقد. حفظ
الشيخ : " ظن " ظن من أفعال القلوب كقولك ظننت زيداً قائماً وتطلق الظن يطلق الظن على الرجحان وهو الأكثر وقد يطلق على اليقين كما في قوله تعالى : (( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون )) وتطلق بمعنى التهمة كقولك : ظننت زيداً يعني اتهمته ، ومنه قوله تعالى : (( وما هو على الغيب بضنين )) أي بمتهم وظن
" حسبت " أيضاً من أفعال القلوب وهي للرجحان غالباً وتطلق بمعنى العلم كقول الشاعر : " حسبت التقى والجود خير تجارةٍ " أي علمتها خير تجارة
" زعمت " أي زعم يعني اعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه وهي من أفعال القلوب الدالة على الظن ومنه قول الشاعر :
" زعمتني شيخاً ولست بشيخ *** إنما الشيخ من يدب دبيباً "
" مع عد " مع عد يعني مع عدَّ لكنه خففها للوزن وزن البيت تقول : عددت محمداً رفيقاً ، عددت محمداً رفيقاً أي اعتقدته في قلبي أنه رفيق ومنه قول الشاعر :
" فلا تعدد المولى شريكك في الغنى *** ولكنما المولى شريكك في العدم "
لا تحسب المولى يعني الصديق والناصر من يشاركك إذا كنت غنياً هذا ليس بمولى لأنه إنما ينفع نفسه
ثم قال : " حجى درى " حجى بمعنى علم كقول الشاعر :
" قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة *** حتى ألمت بنا يوماً ملمات "
فإذا هو ليس بأخي ثقة ، في وقت الرخاء أخو ثقة ، لما ألمت به الملمات لم يكن أخا ثقة حجا
" درى " أيضاً درى تنصب مفعولين وهي من أفعال القلوب تقول : دريت دريت زيداً عالماً ، أي علمته عالماً ومنه قول الشاعر :
" دريت الوفي العهد يا عرو فاغتبط *** فإن اغتباطاً بالوفاء حميد "
" وجعل اللذ كاعتقد " " جعل اللذ كاعتقد " الذ هذه لغة في الذي ولكنها تحذف الياء في بعض اللغات ، وقوله : " اللذ كاعتقد " احترازاً من جعل التي بمعنى صير والتي بمعنى خلق فإنها لا فالتي بمعنى صير ليست من أفعال القلوب ولكنها من أفعال التصيير والتي بمعنى خلق لا تنصب إلا مفعولاً واحداً ، مثالها قوله تعالى : (( وجعل الظلمات والنور )) جعلها بمعنى خلقها وأوجدها ، ومثال جعل التصييرية قولك : جعلت القطن فراشاً أي صيرته ، جعلت العهن غزلاً أي صيرته وما أشبه ذلك ، المهم أن قوله جعل كاعتقد احترازاً من إيش ؟ من جعل التصييرية وجعل التي بمعنى خلق وأوجد ، وهب تعلم ، هب أيضاً نعم لم يمثل لجعل كاعتقد مثاله كقوله تعالى : (( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثاً )) هذه لا تصلح بمعنى الخلق ولا تصلح بمعنى التصيير وإنما هي بمعنى الاعتقاد ، يعني اعتقدوا أن الملائكة إناثاً
" حسبت " أيضاً من أفعال القلوب وهي للرجحان غالباً وتطلق بمعنى العلم كقول الشاعر : " حسبت التقى والجود خير تجارةٍ " أي علمتها خير تجارة
" زعمت " أي زعم يعني اعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه وهي من أفعال القلوب الدالة على الظن ومنه قول الشاعر :
" زعمتني شيخاً ولست بشيخ *** إنما الشيخ من يدب دبيباً "
" مع عد " مع عد يعني مع عدَّ لكنه خففها للوزن وزن البيت تقول : عددت محمداً رفيقاً ، عددت محمداً رفيقاً أي اعتقدته في قلبي أنه رفيق ومنه قول الشاعر :
" فلا تعدد المولى شريكك في الغنى *** ولكنما المولى شريكك في العدم "
لا تحسب المولى يعني الصديق والناصر من يشاركك إذا كنت غنياً هذا ليس بمولى لأنه إنما ينفع نفسه
ثم قال : " حجى درى " حجى بمعنى علم كقول الشاعر :
" قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة *** حتى ألمت بنا يوماً ملمات "
فإذا هو ليس بأخي ثقة ، في وقت الرخاء أخو ثقة ، لما ألمت به الملمات لم يكن أخا ثقة حجا
" درى " أيضاً درى تنصب مفعولين وهي من أفعال القلوب تقول : دريت دريت زيداً عالماً ، أي علمته عالماً ومنه قول الشاعر :
" دريت الوفي العهد يا عرو فاغتبط *** فإن اغتباطاً بالوفاء حميد "
" وجعل اللذ كاعتقد " " جعل اللذ كاعتقد " الذ هذه لغة في الذي ولكنها تحذف الياء في بعض اللغات ، وقوله : " اللذ كاعتقد " احترازاً من جعل التي بمعنى صير والتي بمعنى خلق فإنها لا فالتي بمعنى صير ليست من أفعال القلوب ولكنها من أفعال التصيير والتي بمعنى خلق لا تنصب إلا مفعولاً واحداً ، مثالها قوله تعالى : (( وجعل الظلمات والنور )) جعلها بمعنى خلقها وأوجدها ، ومثال جعل التصييرية قولك : جعلت القطن فراشاً أي صيرته ، جعلت العهن غزلاً أي صيرته وما أشبه ذلك ، المهم أن قوله جعل كاعتقد احترازاً من إيش ؟ من جعل التصييرية وجعل التي بمعنى خلق وأوجد ، وهب تعلم ، هب أيضاً نعم لم يمثل لجعل كاعتقد مثاله كقوله تعالى : (( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثاً )) هذه لا تصلح بمعنى الخلق ولا تصلح بمعنى التصيير وإنما هي بمعنى الاعتقاد ، يعني اعتقدوا أن الملائكة إناثاً