مراجعة شرح قول ابن مالك رحمه الله: الفاعل الذي كمـــــرفوعي أتى *** زيد منيـــــرا وجهه نعم الفتى. و بعد فعل فاعل فإن ظـــــهر *** فهو وإلا فضـــــميــر استتــــــر...". حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمّد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين:
تبين لي من قول المؤلف :
" كمرفوعي أتى *** زيد منيرًا وجهُه نِعم الفتى "
أنه يشير إلى ما كان مرفوعًا بفعلٍ وما كان مرفوعاً باسم، فهما
" كمرفوعي أتى *** زيد منيرًا وجهُه "
" ونِعم الفتى ": هذا تكميل لما رفع بالفعل، أي: لما كان عامله فعلًا إلا أنه يُفرَّق بين قوله: " نعم الفتى " وبين قوله: " أتى زيدٌ " بأن نِعم الفتى فعلها جامد، وأتى زيدٌ متصرف، هذا الفرق، والمهم أن الفاعل هو الذي يقع بعد الفعل أو ما كان بمعناه مرفوعًا به، طيب هل يمكن أن يكون الفاعل قبل الفعل؟
الطالب : نعم.
الشيخ : الجواب على كلام المؤلف لا يمكن، لأنه قال : " وبعد فعل فاعل " وقيل: يجوز أن يتقدّم الفاعل على الفعل، ويظهر أثر ذلك في المثال، فإذا قلنا بعدم الجواز قلنا: الرجلان قاما، إذا قلنا بعدم الجواز، وإذا قلنا بالجواز: الرجلان قام، بدون ألف، لأنه على الأول يكون الرجلان: مبتدأ، وقاما: فعل وفاعل، والجملة خبر للمبتدأ، وعلى الثاني يكون الرجلان فاعلًا مقدّمًا، وقاما: فعل مؤخر، نعم وذكرنا سبقت لنا قاعدة نعتبرها أصولية عظيمة في باب النّحو، ألا وهي: إذا اختلف النحويّون في شيء أخذنا بالأسهل ما لم يمنع منه مانع، قال :
" وبعد فعلٍ فاعل فإن ظهر *** فهو وإلا فضمير استتر "
قوله: بعد فعل فاعل أظن شرحنا هذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : فإن ظهر فهو أي: فهو الفاعل، والأمر واضح، مثل قام الرجل، مات السبع، الفاعل الرجل والسبع، " وإلاّ فضمير استتر " يعني: وإلاّ يظهر، فهو ضمير استتر، وجوبًا أو جوازًا؟ نقول إن كان تقديره أنا أو نحن أو أنت، فهو مستتر وجوبًا، وإن كان تقديره هو أو هي، فهو مستتر جوازًا، وقيل: إنه مستتر وجوبًا مطلقًا، لأنك إذا قلت: قام هو مثلًا، وأظهرت الضّمير لم يكن هذا الضّمير فاعلًا، بل توكيدًا، لكن المشهور ما ذكرناه أنه ما ينقسم إلى مستتر وجوبًا، ومستتر جوازًا، فما كان تقديره أنا ونحن أو أنت، فتقديره وجوبًا، وما كان تقديره هو أو هي، فهو جوازًا.