شرح قول ابن مالك رحمه الله: ويرفع الفاعــل فعل أضمرا *** كمثل زيد في جـــواب مـــن قــــرا حفظ
الشيخ : ثم قال :
" ويرفع الفاعــل فعل أُضمرا *** كمثل زيدٍ في جـــواب مـــن قَــــرا "
هذه انتُقدت نقدًا خفيفًا على المؤلف، نعرب أولًا " ويرفع الفاعل فعل " الفاعل: مفعول مقدّم، وفعل: فاعل مؤخر، أضمر: الجملة صفة لفعل، لأن الجملة بعد النكرات؟
الطالب : صفات.
الشيخ : صفات، وبعد المعارف؟
الطالب : أحوال.
الشيخ : أحوال، " كمثل زيد في جواب من قَرا " سألك سائل فقال: من قرأ؟ قل: زيدٌ، زيد: هذه فاعل لفعل محذوف، والتقدير: قرأ زيد، قرأ زيد، إذ لو قال قائل: أنا أريد أن يكون التقدير: زيد قائم، فأجعل زيد مبتدأ، لا أجعله فاعلًا، قلنا: هذا ممكن، لكن لا يستقيم، لأن الأصل أن الجواب مطابق؟
الطالب : للسؤال.
الشيخ : للسؤال، فهو يسأل من قرأ؟ تقول: قرأ زيدٌ، يكون الجواب مطابقًا تمامًا للسؤال، فتقول: زيدٌ إذا سألك سائل من قرأ اليوم؟ تقول: زيدٌ، يعني: قرأ زيدٌ، يقولون بعض المحشيين، وأنا على لغة " أكلوني البراغيث " لو قال ابن مالك:
" ويرفع الفاعل فعل حُذفا *** كمثل زيد في جواب من وفَى "
لكان أحسن، لأن الفعل لا يُضمر، الذي تضمر هي الضمائر، الفعل يقال حُذف، منصوب بفعل محذوف لا تقل منصوب بفعل مضمر، فلو قال: ويرفع الفاعل فعل حُذفا، ونرجو أن يكون الأخ خالد معنا، إيش رأيك؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ماذا قلت؟
الطالب : يقول بعض المحشيين لو قال بدل أضمرا حُذفا، لأن الفعل لا يُضمر.
الشيخ : وإنما؟
الطالب : وإنما يُحذف.
الشيخ : يُحذف، صحيح، كمثل زيد في جواب من وفَى، فنقول: ما دام الأمر معلومًا عند النحويين، وابن مالك لا يخفى عليه مثل ذلك، وجب أن يُحمل كلامه على ما هو معروف، والإنسان بشر أحيانًا تغيب عنه الكلمة المناسبة، وتكون الكلمة غير المناسبة ...، وهذا شيء مشاهد.