شرح قول ابن مالك رحمه الله : ولازم غير المعــــدى وحتم *** لزوم أفعال الســـــجايا كنـــهم. حفظ
الشيخ : ثم قال : " ولازم غير المعدَّى " لازم: خبر مقدّم، وغير: مبتدأ مؤخّر، يعني: وغير المعدَّى لازم، هذا إعراب، إعراب ثانٍ: أن يقال: لازم: مبتدأ، وغير: خبر المبتدأ، لأنه هل أنت تريد أن تخبر عن المعدَّى، عن حكم المعدَّى؟ إن كنت كذلك صارت كلمة لازم خبرًا مقدّمًا، أو تريد أن تخبر ما هو اللازم، وتعرّف اللازم فتكون غير معدّاة في الخبر، ويرد على هذا التّقدير أن لازم نكرة، والابتداء بالنّكرة ممنوع، لكن يجاب عنه بأن المقام مقام تفصيل وتقسيم، فيجوز أن يبتدأ بالنّكرة على حدّ قول الشاعر :
" فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نُساء ويوم نُسرّ "
طيب وقوله: " وحُتم " الواو: حرف عطف، والفعل مبني للمجهول،، مبني لما لم يسمّ فاعله، لزوم: نائب فاعل، وهو مضاف إلى أفعال، وأفعال مضاف إلى السجايا، وكنهِم: جار ومجرور، يقول رحمه الله: إن اللازم من الأفعال هو غير المعدَّى، يعني: أن لا ينصب المفعول به، هذا هو اللازم، ما لا ينصب المفعول به فهو اللازم، ثم ذكر رحمه الله ضوابط فقال : " وحتم لزوم أفعال السجايا " السجايا: جمع سجيّة وهي الطّبيعة، يعني: الأفعال الدالة على الطّبيعة والانفعال وما أشبه ذلك، هذه يلزم فيها أن تكون لازمة، لأن طبيعة الإنسان أو طبيعة المضاف إليه إلى الفعل لازمة، فينبغي أن يكون الفعل أيضًا لازمًا مثل: نَهِم، النَّهِم معناه: الذي لا يشبع، هذا النَّهِم يعني: شديد الحرص على الطعام ويأكل بأصابعه الخمسة ولا يشبع، ويتابع بسرعة نقول هذا إيش؟ هذا نَهِم، وإذا مُدَّت الأيدي إلى الطّعام كان أعجلَ القوم، النّهم صفة طبيعية في الإنسان، من الناس من هو نهِم، ومن الناس من هو غير نهِم، هذا ضابط، إذن جميع أفعال الطّبيعة أو الطبائع تعتبر لازمة، كنهِم، أما فَهِم فليس من أفعال الطّبيعة ولهذا يتعدّى إلى المفعول به فيقال: فَهِم الدّرس، طيب، إذا قلت: فلان شَرُف طبعًا، يعني: شريف الطّبع، لازم وإلاّ غير لازم؟
الطالب : لازم.
الشيخ : لازم، لأنك جعلت الشّرف له طبيعة، ومثله كرُم، بخِل، ظرُف أشياء كثيرة، الضابط الثاني: " كذا افعللّ " افعللّ، يعني: كل فعل على وزن افعللّ فهو لازم، لا يمكن أن يتعدَّى للمفعول به، مثاله؟ اقشعرَّ، زِن اقشعرَّ؟
الطالب : افعللّ.
الشيخ : افعللّ، واطمأنّ نعم؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : كذلك، اطمأنَّ على وزن افعللَّ، فتكون لازمة، واكفهرَّ كذلك لازمة، فالمهم كل ما كان ...