شرح قول ابن مالك رحمه الله : وما لتـــــوكـــيد فوحـــــد أبــــدا *** وثن واجـمع غيره وأفــــــردا. حفظ
الشيخ : وأيش معنى للتوكيد؟ أي: المصدر الذي يُراد به توكيدُ عامِلِه يكون مفردًا لا مثنًّى ولا جَمْعًا، مثل قوله تعالى: (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ))، هاه؟ (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) تَكْلِيمًا هذه أيش المقصود بها؟
الطالب : التوكيد.
الشيخ : التوكيد، هاه، فالذي يُراد بالتوكيد لا يجوز أن تُثَنِّيهِ ولا يجوز تَجْمَعَه، لأنَّكَ لو ثَنَّيْتَهُ أو جَمَعْتَهُ فمعناهُ أنكَ أَرَدْتَ أن تَستدلَّ به، أو أن تدلّ به على معنًى آخرَ غير التوكيد، إيش هو؟
الطالب : العدد.
الشيخ : العدد، تريد العددَ، فالذي للتوكيد يجب ألا يَدُلَّ على شيء أكثرَ مما يدل عليه معنى الفعل، وهو المصدر، طيب إذا قلتَ: حَضَرْتُ حُضُورًا؟ نعم حضرت حضورًا، هذا إيش المقصود به؟
الطالب : التوكيد.
الشيخ : التوكيد ما يمكن أن تُثَنِّيَه ولا تَجْمَعَه، إنْ ثَنَّيْتَه أو جَمَعْتَه صار دالًّا على غير التوكيد، كان على إيش؟
الطالب : على العدد.
الشيخ : على العدد، ولهذا قال: " وَثَنِّ وَاجمع غيره وأفردا "، الذي غير للتوكيد يجوز تَثْنِيَتُه وجَمْعُه وإِفْرادُه، وأيش الذي غير التوكيد؟
الطالب : العدد.
الشيخ : والنوع، كلام المؤلف يَشمل ما أُرِيدَ به العدد وما أُرِيد به النوع، وما أريد به النوع، فإنه يجوز -على رأي المؤلف- أنْ يُثَنَّى ويُجمع ويُفرد، فتقول فيما يُراد به النوعُ: سِرْتُ سَيْرَيْ زيدٍ السَّريعَ والبَطيءَ، هاه؟ أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، وتقول مثلًا: نَظرتُ إليه نظرتَيْ غضبٍ وسرورٍ، هذا مُثَنًّى وإلاّ لا؟
الطالب : مثنّى.
الشيخ : مثنّى، مُبيّن للنوع وإلاّ لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : مبيّن للنوع، واحدة من النظرات نَوْعُها؟
الطالب : غَضَب.
الشيخ : غضب، وواحدة نوعها سرور، وكذلك: سِرْتُ سَيْرَيْ زيدٍ البَطيءَ والسَّريعَ، واحد منهم نوعه البُطْء، وواحد نوعه السرعة، فكذلك أيضًا ما قُصِدَ به العدد، واضح ... وقوله: " وَأَفْرِدَا " نعم تقول: ضربته ضربةً أيش المقصود به؟
الطالب : العدد.
الشيخ : بيان العدد، بيان العدد ضَرْبة يعني: واحدة، ضربتين؟
الطالب : العدد.
الشيخ : العدد ثنتينِ، ثلاث ضربات: العدد ثلاثة، مائة ضَرْبَة؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : هاه؟ العدد مائة، فالمهم الآن: صار الذي للتوكيد يَجِب إِفراده، ومعنى قولنا يجب إِفْراده: أنكَ لو صُغْتَه بغير الإفراد، خَرَج عن التوكيد هذا المعنى، لأنكَ إذا صُغْتَه على غير وجه الإفراد فإنه يخرج عن التوكيد، ويكون للأمر الذي صغته عليه، أما ما يُراد به النوع، وما يُراد به العدد، فإنه يجوز إفراده وتثْنيته وجمعه، ولهذا قال: " وَثَنِّ وَاجْمَعْ غَيْرَهُ وَأَفْرِدَا " ثم انتَقَل المؤلف رحمه الله ... البيت مضبوط الآن؟ " وَمَا لِتوْكِيدٍ فَوَحِّدْ أَبَدَا " وإعرابها أظن فهمتوه، مَا: مفعول مقدَّم لـوَحِّد، هاه، والفاء هنا إما أن تكون عاطفة أو مُزَيِّنة، لأنه أحيانًا تأتي تَدْخل الفاء على الكلمة لتَزيين اللفظ مثل قولهم: فقط، هاه، وقوله: أَبَدَا يعني في جميع الأحوال، " وَثَنِّ وَاجْمَعْ غَيْرَهُ وَأَفْرِدَا " يعني غَيْرُ ما للتوكيد، وهو ما لِبَيانِ النوعِ وما لِبَيانِ العددِ، فإنه يجوز تَثْنِيَتُه وجَمْعُه وإِفْرادُه.
الطالب : ما يصح وأفرده؟
الشيخ : هاه؟
الطالب : وأفرده بالهاء.
الشيخ : لا، ما يصلح، ينكسر البيت.
الطالب : ينكسر؟
الشيخ : إيه...