شرح قول ابن مالك رحمه الله : وما لتفـــــصيل كـــــإما منــــــا *** عامله يحذف حيــــث عنــــــــا. حفظ
الشيخ : قوله : " وَمَا لِتَفْصِيلٍ " مَا: مبتدأ، يعني: والذي، والمراد به: المصدر الذي جاء مُفَصَّلًا، وقوله: " عَامِلُهُ يُحْذَفُ " عَامِلُ: مبتدأ ثانٍ، ويُحْذَفُ: خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبرِه في محل رَفْعِ خبرِ المبتدأ الأول، عندنا الآن مُبْتَدأين : الأول مَا في قولِه: " مَا لِتَفْصِيلٍ " والثاني عَامِلُ في قوله: " عَامِلُهُ يُحْذَفُ " وجملة يُحْذَفُ في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، وقوله: " حَيْثُ عَنَّا " أي: عَرَضَ، يعني حَيْثُ جاءَ، تقول عَنَّ لِي كذا يعني عَرَضَ لِي، وهذا معنى البيت، يقول إذا جاء المصدر مُفَصَّلًا فإنه يجب حَذْفُ عامِلِه، يجب حَذْفُ عامِلِه، ومِن هنا بدأ المؤلفُ بما يجب حَذْفُ عامِلِه من المصادِر، فالمصدر الذي جاء للتفصيل يجب حَذْفُ عامِلِه، وجَمَعَ المؤلفُ رحمه الله بين الحُكْم والمثال، أين المثال؟
الطالب : كإمّا منّا.
الشيخ :كَإِمَّا مَنَّا، يشير إلى قوله تعالى: (( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء ))، أين التفصيل؟
الطالب : (( إِمَّا مَنًّا )).
الشيخ : (( فَإِمَّا منًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء )) يعني: إِمَّا تَمُنُّون مَنًّا، وإما تَفْدُونَ فِداءً، فإذا كان المصدر مُفَصَّلًا فإنه يجب حذفُ عامِلِه، تقول مثلًا: إذا لقيتَ زيدًا فإمّا ضربًا أو إكرامًا، هاه؟
السائل : ... ما يصلح.
الشيخ : يصلح، يصلح، ما يصلح إما ضربًا أو إكرامًا؟ هاه؟ التمثيل يصلح، فإما ضربًا أو إكرامًا، كيف ضربًا أو إكرامًا؟ يعني: إِمَّا أضربه ضَرْبًا أو أكرمه إكرامًا، إنْ كان الرجلُ قد أَهْمَل وفَرَّطَ في الواجب فجزاؤه الأول، وإن كان قد قام بالواجب فجزاؤه الإكرامُ، المهم هنا يَصلح نقول فإمَّا تضربه ضربًا أو تكرمه إكرامًا؟
الطالب : ما يصحّ.
الشيخ : ما يَصِح، وذلك لأنه لِتَفْصِيلٍ، نعم، طيّب، تقول مثلًا: سأغوص في البحرِ، سأغوص في البحر فإمّا غُنمًا وإمّا إفلاسًا صح؟
الطالب : صحّ.
الشيخ : أو ما يصحّ؟
الطالب : إلاّ يصحّ.
الشيخ : يصح، وهذا يجب حَذْفُ عامِلِه أو ما يجب؟
الطالب : يجب.
الشيخ : يجب، لأنه لِتَفْصِيلٍ، إذن كل ما كان عندنا تَفْصِيل في مصدر، فإنه يجب حَذْفُ عامِلِه، وهذه هي القاعدة، قال.
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : تفصيل قد يكون في ثلاثة، أربعة؟
الشيخ : إيه، قد يكون فيه ثلاثة، أربعة.