شرح قول ابن مالك رحمه الله : وهـــو بما يعمل فيه متــــحد *** وقتا وفاعــــلا ...... " مع إتمام شرح البيت الذي قبله". حفظ
الشيخ : كذلك أيضًا " وهو بما يعمل فيه متّحد " هذا شرط ثالث ورابع، وهو بما يعمل فيه، ما الذي يعمل فيه؟ الفعل، متّحد وقتًا وفاعلًا، يعني: يشترط شرط ثالث أن يكون هذا المصدر متّحدًا مع الفعل في الوقت والفاعل، في الوقت والفاعل، يعني: بمعنى أن الفعل يقع هو المصدر في وقتٍ واحدٍ، ويكون الفاعل من الفعل هو الذي تلبّس بهذا المصدر، هو الذي تلبّس بهذا المصدر، مثال الذي ينطبق عليه الشّروط " كجُدْ شُكرًا " جُدْ إيش معنى جد؟
الطالب : فعل أمر.
الشيخ : فعل أمر من الجود، يعني صر جوادًا، صر جوادًا أي: كريمًا، شكرًا هذا مصدر وش فعله؟
الطالب : شكر.
الشيخ : شكر يشكر شكرًا، منصوب وإلاّ لا؟
الطالب : منصوب.
الشيخ : مبيِّن لعلة الفعل، جُدْ حال كونك شكرًا، فإذن هو مبين لعلة الفعل، طيب الفاعل الذي جاد شكرًا واحد وإلاّ لا؟
الطالب : نعم واحد.
الشيخ : واحد، والوقت؟
الطالب : واحد.
الشيخ : يعني: معناه أن الشكر مقارن للجود، وفاعل الشكر هو فاعل الجود، فالفاعل واحد والوقت واحد، جُد شكرًا أي: جُد لأجل الشّكر، أي لأجل أن تشكر الله عزّ وجلّ، مو لأجل أن تُشكر، لأنه لو كان جُد لتُشكر ما صحّ، إذ أن الشاكر غير الجاد، فيكون الفاعل مختلفًا، الفاعل مختلفًا، لولا أن ابن مالك قال : " وقتًا وفاعلًا " كنا نقول يجوز أن يكون المعنى جُد لتُشكر، لكن ابن مالك نفسه يقول :
" وهو بما يعمل فيه متّحد *** وقتًا وفاعلًا "
إذن فالشاكر من؟
الطالب : هو.
الشيخ : الجائد نعم، وقوله: " ودِن " دِن إيش معنى دِن؟ من دان يدين أو من الدَّين، يعني: جُدْ وأعطِ الدَّين، يعني: جُد مثلًا بالهبة والدَّين بالقرض، دِن بالقرض يعني: دِن الناسَ، أي: أعطهم دَينًا، فكأن ابن مالك أمرنا بالإحسان إما على سبيل الهبة والتبرع، وإما على سبيل القرض، فيه احتمال لكن الإحتمال الأول أظهر، لأن دِن منين؟
الطالب : ...
الشيخ : من الدِّين ما هومن الدَّين، يعني: جُدْ شكرًا ودِن شكرًا، فكأنه أمر أنك تدين لله سبحانه وتعالى بطاعته شكرًا له، وتجود بمالك أيضًا شكرًا لله على ما أعطاك، وهذا المعنى أحسن لأنه دِن من الدِّين لا من الدَّين. طيب نرجع إلى إعراب البيت ما دام فهمنا معناه، إعرابه: " يُنصب مفعولًا له" مفعول إيش إعرابه؟
الطالب : مفعولا؟
الشيخ : ينصب مفعولًا.
الطالب : حال.
الشيخ : حال مِن ماذا؟
الطالب : حالًا من المصدر.
الشيخ : حالًا من المصدر الذي هو نائب فاعل يُنصب، يُنصبُ المصدر حال كونه مفعولا له.
الطالب : ...
الشيخ : صحيح، الفاعل واحد، قمت أنت إكرامًا، أنت لتكرمن أنا، فهو متّفق مع عامله في الوقت والفاعل، طيّب أقوم الآن إجلالًا لك غدًا؟
الطالب : ما يصح.
الشيخ : أقوم الآن إجلالا لك غدا؟
الطالب : الوقت
الشيخ : إيش اللي اختلف؟
الطالب : الوقت.
الشيخ : اختلف الوقت، ما يصحّ كذا؟ ما يصحّ، أُكرمك شكرًا لي؟
الطالب : اختلف الفاعل.
الشيخ : هاه؟
الطالب : اختلف الفاعل.
الشيخ : أُكرمك، الفاعل أنا، شكرًا لي، من الشاكر؟
الطالب : المكرم.
الشيخ : المكرم، فاختلف الآن الفاعل فلا يجوز، ما يجوز، فهمتم الآن؟
الطالب : كيف يكون الفاعل المكرم؟
الشيخ : إيه، أنا أكرمك لتشكرني هذا المعنى، فأُكرمك شكرًا لي، يعني: أُكرمك لأجل أن تشكرني هذا المعنى، طيب هذا الأخير هذا الشرط الأخير " وهو بما يعمل فيه متّحد " فيه خلاف بين النّحويين، فسيبويه وكثير من النحويين إن لم يكن أكثرهم يقولون: ليس بشرط، سيبويه إمام البصريين يقول: ليس بشرط، ونحن لو اختاره من دون سيبويه قلنا: الصّواب معه، لأنه أصل، قال الله تعالى: (( ومن ءاياته يريكم البرق خوفًا وطمعًا )) (( يريكم البرق خوفًا وطمعًا )) خوفًا إيش إعرابها؟
الطالب : مفعول له.
الشيخ : يعني: لتخافوا وتطمعوا، مفعول لأجله، من الذي يُري؟
الطالب : الله.
الشيخ : الله، ومن الخائف والطامع؟
الطالب : المخلوق.
الشيخ : المخلوق، الفاعل واحد الآن وإلاّ اثنين؟
الطالب : اثنين.
الشيخ : اثنين، المري هو الله، والخائف الطامع المخلوق، الخائف الطامع هو المخلوق، إذن نصب هنا المصدر مفعولًا له مع أنّ الفاعل مختلف، توافقون على هذا وإلاّ لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أي نعم، واضح، ما فيه تكلف أبدًا، ما فيه أدنى تكلّف، لكن يقولون: إن حجّة النحوي كنافِقاء اليربوع، إن حجرته مع الباب خرج من ... نعم الذي يقول لا بدّ من اتّفاق الفاعل يقولون الآية: (( خوفًا وطمعًا )) أن خوفًا بمعنى: إخافة، وطمعًا بمعنى: إطماعًا، يريكم ليخيفكم ويطمعكم، يريكم ليخيفكم ويطمعكم، فحينئذ يتفق الفاعل وإلاّ لا؟
الطالب : يتفق.
الشيخ : يتّفق، أو (( خوفًا وطمعًا )) حال من الكاف (( يريكم )) مصدر بمعنى: الحال، أي: يريكم حال كونكم خائفين وطامعين، وحينئذ يبقى الشرط قائمًا، فهمتم الآن؟ نفقوا والا ما نفقوا؟ هاه؟
الطالب : نفقوا.
الشيخ : لما سجلنا عليهم باب نفقوا مع النافقاء، ولكننا نقول: هاتوا دليلًا على اشتراط هذا؟ ما فيه دليل على هذا الاشتراط، لو كان فيه دليل على الاشتراط نقول نعم يمكن تخريج الآية على ما ذكرتم، لكن ما دام ما فيه دليل، وعندنا شاهد ظاهره عدم اشتراطه، فإن الأولى عدم الاشتراط، فإن الأولى عدم الاشتراط، وهذا إن شاء الله هو الصّحيح، على أنه لا يشترط اتّحاده لا وقتًا ولا فاعلًا، إنما المهم الشرط الوحيد الأساسي هو أن يكون مصدرًا مُبينًا لعلّة الفعل، أن يكون مصدرًا مُبينًا لعلّة الفعل هذا هو المهم، ولهذا قلنا المفعول له اللام للتعليل، أو مفعول من أجله، أو مفعول لأجله، فهذا هو الشّرط الأساسي، طيب ابن مالك إيش يقول؟ يقول: " إن شرط فُقِد فاجْرُره بالحرف " إن شرط، أظن متحد وقتًا واضح إعرابها؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وهو: مبتدأ، متّحد: خبر المبتدأ، يعني: هو متّحد بما يعمل فيه، وقوله: وقتًا: ظرف يعني: في الوقت، وقوله: فاعلًا منصوب بنزع الخافض يعني: وفي الفاعل.
الطالب : فعل أمر.
الشيخ : فعل أمر من الجود، يعني صر جوادًا، صر جوادًا أي: كريمًا، شكرًا هذا مصدر وش فعله؟
الطالب : شكر.
الشيخ : شكر يشكر شكرًا، منصوب وإلاّ لا؟
الطالب : منصوب.
الشيخ : مبيِّن لعلة الفعل، جُدْ حال كونك شكرًا، فإذن هو مبين لعلة الفعل، طيب الفاعل الذي جاد شكرًا واحد وإلاّ لا؟
الطالب : نعم واحد.
الشيخ : واحد، والوقت؟
الطالب : واحد.
الشيخ : يعني: معناه أن الشكر مقارن للجود، وفاعل الشكر هو فاعل الجود، فالفاعل واحد والوقت واحد، جُد شكرًا أي: جُد لأجل الشّكر، أي لأجل أن تشكر الله عزّ وجلّ، مو لأجل أن تُشكر، لأنه لو كان جُد لتُشكر ما صحّ، إذ أن الشاكر غير الجاد، فيكون الفاعل مختلفًا، الفاعل مختلفًا، لولا أن ابن مالك قال : " وقتًا وفاعلًا " كنا نقول يجوز أن يكون المعنى جُد لتُشكر، لكن ابن مالك نفسه يقول :
" وهو بما يعمل فيه متّحد *** وقتًا وفاعلًا "
إذن فالشاكر من؟
الطالب : هو.
الشيخ : الجائد نعم، وقوله: " ودِن " دِن إيش معنى دِن؟ من دان يدين أو من الدَّين، يعني: جُدْ وأعطِ الدَّين، يعني: جُد مثلًا بالهبة والدَّين بالقرض، دِن بالقرض يعني: دِن الناسَ، أي: أعطهم دَينًا، فكأن ابن مالك أمرنا بالإحسان إما على سبيل الهبة والتبرع، وإما على سبيل القرض، فيه احتمال لكن الإحتمال الأول أظهر، لأن دِن منين؟
الطالب : ...
الشيخ : من الدِّين ما هومن الدَّين، يعني: جُدْ شكرًا ودِن شكرًا، فكأنه أمر أنك تدين لله سبحانه وتعالى بطاعته شكرًا له، وتجود بمالك أيضًا شكرًا لله على ما أعطاك، وهذا المعنى أحسن لأنه دِن من الدِّين لا من الدَّين. طيب نرجع إلى إعراب البيت ما دام فهمنا معناه، إعرابه: " يُنصب مفعولًا له" مفعول إيش إعرابه؟
الطالب : مفعولا؟
الشيخ : ينصب مفعولًا.
الطالب : حال.
الشيخ : حال مِن ماذا؟
الطالب : حالًا من المصدر.
الشيخ : حالًا من المصدر الذي هو نائب فاعل يُنصب، يُنصبُ المصدر حال كونه مفعولا له.
الطالب : ...
الشيخ : صحيح، الفاعل واحد، قمت أنت إكرامًا، أنت لتكرمن أنا، فهو متّفق مع عامله في الوقت والفاعل، طيّب أقوم الآن إجلالًا لك غدًا؟
الطالب : ما يصح.
الشيخ : أقوم الآن إجلالا لك غدا؟
الطالب : الوقت
الشيخ : إيش اللي اختلف؟
الطالب : الوقت.
الشيخ : اختلف الوقت، ما يصحّ كذا؟ ما يصحّ، أُكرمك شكرًا لي؟
الطالب : اختلف الفاعل.
الشيخ : هاه؟
الطالب : اختلف الفاعل.
الشيخ : أُكرمك، الفاعل أنا، شكرًا لي، من الشاكر؟
الطالب : المكرم.
الشيخ : المكرم، فاختلف الآن الفاعل فلا يجوز، ما يجوز، فهمتم الآن؟
الطالب : كيف يكون الفاعل المكرم؟
الشيخ : إيه، أنا أكرمك لتشكرني هذا المعنى، فأُكرمك شكرًا لي، يعني: أُكرمك لأجل أن تشكرني هذا المعنى، طيب هذا الأخير هذا الشرط الأخير " وهو بما يعمل فيه متّحد " فيه خلاف بين النّحويين، فسيبويه وكثير من النحويين إن لم يكن أكثرهم يقولون: ليس بشرط، سيبويه إمام البصريين يقول: ليس بشرط، ونحن لو اختاره من دون سيبويه قلنا: الصّواب معه، لأنه أصل، قال الله تعالى: (( ومن ءاياته يريكم البرق خوفًا وطمعًا )) (( يريكم البرق خوفًا وطمعًا )) خوفًا إيش إعرابها؟
الطالب : مفعول له.
الشيخ : يعني: لتخافوا وتطمعوا، مفعول لأجله، من الذي يُري؟
الطالب : الله.
الشيخ : الله، ومن الخائف والطامع؟
الطالب : المخلوق.
الشيخ : المخلوق، الفاعل واحد الآن وإلاّ اثنين؟
الطالب : اثنين.
الشيخ : اثنين، المري هو الله، والخائف الطامع المخلوق، الخائف الطامع هو المخلوق، إذن نصب هنا المصدر مفعولًا له مع أنّ الفاعل مختلف، توافقون على هذا وإلاّ لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أي نعم، واضح، ما فيه تكلف أبدًا، ما فيه أدنى تكلّف، لكن يقولون: إن حجّة النحوي كنافِقاء اليربوع، إن حجرته مع الباب خرج من ... نعم الذي يقول لا بدّ من اتّفاق الفاعل يقولون الآية: (( خوفًا وطمعًا )) أن خوفًا بمعنى: إخافة، وطمعًا بمعنى: إطماعًا، يريكم ليخيفكم ويطمعكم، يريكم ليخيفكم ويطمعكم، فحينئذ يتفق الفاعل وإلاّ لا؟
الطالب : يتفق.
الشيخ : يتّفق، أو (( خوفًا وطمعًا )) حال من الكاف (( يريكم )) مصدر بمعنى: الحال، أي: يريكم حال كونكم خائفين وطامعين، وحينئذ يبقى الشرط قائمًا، فهمتم الآن؟ نفقوا والا ما نفقوا؟ هاه؟
الطالب : نفقوا.
الشيخ : لما سجلنا عليهم باب نفقوا مع النافقاء، ولكننا نقول: هاتوا دليلًا على اشتراط هذا؟ ما فيه دليل على هذا الاشتراط، لو كان فيه دليل على الاشتراط نقول نعم يمكن تخريج الآية على ما ذكرتم، لكن ما دام ما فيه دليل، وعندنا شاهد ظاهره عدم اشتراطه، فإن الأولى عدم الاشتراط، فإن الأولى عدم الاشتراط، وهذا إن شاء الله هو الصّحيح، على أنه لا يشترط اتّحاده لا وقتًا ولا فاعلًا، إنما المهم الشرط الوحيد الأساسي هو أن يكون مصدرًا مُبينًا لعلّة الفعل، أن يكون مصدرًا مُبينًا لعلّة الفعل هذا هو المهم، ولهذا قلنا المفعول له اللام للتعليل، أو مفعول من أجله، أو مفعول لأجله، فهذا هو الشّرط الأساسي، طيب ابن مالك إيش يقول؟ يقول: " إن شرط فُقِد فاجْرُره بالحرف " إن شرط، أظن متحد وقتًا واضح إعرابها؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وهو: مبتدأ، متّحد: خبر المبتدأ، يعني: هو متّحد بما يعمل فيه، وقوله: وقتًا: ظرف يعني: في الوقت، وقوله: فاعلًا منصوب بنزع الخافض يعني: وفي الفاعل.