شرح قول ابن مالك رحمه الله : وما يرى ظرفا وغيــــر ظرف *** فذاك ذو تصرف فـــي العـــرف. حفظ
الشيخ : طيب يقول، انتقل المؤلف الآن إلى أمر آخر، وهو أن بعض بعض الظروف يكون متصرّفا وبعضها يكون غير متصرّف، فما هو الضّابط؟ قال :
" وما يُرى ظرفًا وغير ظرف *** فذاك ذو تصرّف في العرف "
لكن الظاهر أن الوقت انتهى، الساعة ثنتين ... في العرف هو وغير التصرف الذي لزم، أفادنا المؤلف رحمه الله في هذه الأبيات أنّ الظرف ينقسم إلى قسمين: متصرّف وغير متصرّف، متصرف وغير متصرّف، فما هو المتصرّف؟ قال :
" ما يُرى ظرفًا وغير ظرف *** فذاك ذو تصرّف "
إذا كانت الكلمة تارة تأتي ظرفًا وتارة تأتي غير ظرف، فإن هذا يسمّى ظرفًا متصرّفًا، متصرّف يعني: مرّة يكون كذا ومرّة يكون كذا هذا التّصرف وإلاّ لا؟ يعني: ينصرف مرّة هنا ومرّة هنا، مثلًا كلمة يوم، كلمة يوم هذا ظرف، (( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )) يوم هذه ظرف ... لأنها منصوبة على تقدير في، يعني: في يوم يقوم الحساب، قال الله تعالى: (( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ))، هل اليوم الآن ظرف؟ هاه؟
الطالب : لا.
الشيخ : طيب، (( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا )) ظرف؟
الطالب : لا.
الشيخ : ليس ظرف، ليس ظرفًا، إذن نسمّي كلمة يوم من الظّروف المتصرّفة، من الظروف المتصرّفة، طيب كذلك أيضًا المكان، كلمة مكان، تقول: جلستُ مكانك، مكانك هذه ظرف، أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لأنها على تقدير في، أي: جلستُ في مكانك، وتقول مثلًا: إن هذا المكان مريح، إن هذا المكان مريح، الآن أليس ظرفا؟ هاه؟
الطالب : ليس ظرفًا.
الشيخ : ليس ظرفًا، إذن نقول: كلمة مكان من الظروف المتصرّفة، عندنا الآن ينقسم الظّرف إلى قسمين سواء كان مكانيًّا أو زمانيًّا متصرف وغير متصرّف، فما كان يأتي لغير الظّرفية؟ الجواب عليه؟
الطالب : فهو متصرف.
الشيخ : فهو متصرّف.