شرح قول ابن مالك رحمه الله : وقد ينوب عن مكان مصــــدر *** وذاك في ظــــرف الزمان يكــثر. حفظ
الشيخ : قال : " وقد ينوبُ عن مكان مصــــدرُ " عن مكان يعني: عن ظرف المكان، قد ينوب عنه المصدر " وذاك في ظرف الزّمان يكثرُ " يعني: أن المصادر قد تنوب عن المكان، كيف تنوب عن المكان؟ يعني: تأتي نائبة عن ظرف المكان، جلستُ قُربَه، أصل القرب مصدر، قَرُب يقرُب قُربًا، قرب هي مصدر في الأصل لكنّها نابت مناب الظّرف، فكأنك قلت جلستُ مكانًا قرب مكانه، لكن حذفت الظرف وأتيت بالمصدر فصار نائبًا منابه، " وذاك في ظرف الزمان يكثر " ذاك إيش المشار إليه؟ كون المصدر ينوب عن الظرف يكثر في ظرف الزّمان، كأن تقول: آتيك طلوعَ الشّمس، طلوع مصدر أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طلع تطلع طلوعًا، لكنّها نائبة مناب ظرف الزّمان، يعني: كأنك قلت: آتيك وقت؟
الطالب : طلوع الشّمس.
الشيخ : طلوع الشمس، فنابت عن ظرف الزمان، القاعدة من هذا البيت: ينوب المصدر مناب الظرف زمانيًّا كان أو مكانيًّا، لكنه بالنسبة لظرف الزمان أكثر منه بالنسبة لظرف المكان، وقول المؤلف : " قد ينوب " ظاهره التقليل مع كونه قياسيًّا، ظاهره التقليل مع كونه قياسيًّا، وظاهر كلام الشارح أنه سماعي، فلا يمكن أن تقيس، بل لا بدّ أن يكون قد ورد عن العرب مثل هذا التركيب، ولكن الظاهر أن ما هو ظاهر المتن أولى، أنه قد ينوب لكنه قليل سماعًا وقياسًا، لا مانع من أنك تأتي بمصدر نائب مناب الظرف وإن لم يُسمع في اللغة العربية، ما دام المعنى واضح فهو سبيل.
الطالب : ما يكون قليل ظرف الزمان؟
الشيخ : نعم؟
اطالب : قليل؟
الشيخ : لا، لأنه قال قد ينوب، قد ينوب.