شرح قول ابن مالك رحمه الله : والنصب إن لم يجز العطف يــجب *** أو اعتـــقد إضمار عامـــل تصــب. حفظ
الشيخ : قال : " والنصب إن لم يجز العطف يــجب " هذه قاعدة أيضًا، إذا كان العطف ما يجوز فإنه يجب النّصب، يجب النّصب على إيش؟ على المعيّة، يجب النّصب على المعيّة، أو يجب النّصب على إضمار فعل محذوف، على إضمار فعل، ولهذا قال : " أو اعتـــقد إضمار عامـــل تُصــب "، المهم إذا لم يجز العطف يجب النّصب، ولكن على أي شيء يُنصب؟ إما على المعية أو على إضمار الفعل، من أين نأخذه من كلام المؤلف؟ " إن لم يجز العطف يجب " على إيش يجب؟ على المعية، الحالة الثانية: " أو اعتقد إضمار عامل تصب " يعني: ما يمكن على المعية، لكن يُقدّر عامل مناسب، يقدّر عامل مناسب، مثال الأول قولهم " استوى الماءُ والخشبة " ... " استوى الماء والخشبة "؟
الطالب : والخشبةَ.
الشيخ : والخشبةَ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، استوى الماء والخشبةَ يجب، ما يجوز استوى الماء والخشبةُ، لأنه يختلف المعنى، يعني: إيش معنى استوى الماء واستوت الخشبة؟ ليس له معنى؟ لكن استوى الماء مع الخشبة، يعني: صار بحذائه، صار بحذائه، فهنا نقول: الواو للمعيّة، ويجب النّصب على المعيّة، يجب النّصب على المعيّة، أي نعم طيب، استوى الغنيّ والفقيرَ؟
الطالب : ما يجوز.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ... يجب النّصب.
الشيخ : يجب النّصب؟
الطالب : يجب العطف.
الشيخ : يجب العطف؟
الطالب : على حسب ...
الشيخ : هذا طرفان، لا تقول إنه كل ما جاء فيه شيئان يستويان جاز النصب، إذا كان الشّيئان اللي قبل الواو واللي بعدها يستوون فالعطف أولى، فالعطف أولى، فنقول مثلًا: استوى الغنيّ والفقيرُ، نقول هنا: الواو حرف عطف، والفقير بالرفع معطوف على غنيّ، ويجوز ولكن هذا مرجوح أن تقول: استوى الغنيّ والفقيرَ، وهذا معنى قوله : " والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق *** ... " أفهمتم الآن؟ لكن استوى الماء والخشبة، أصلًا الخشبة ما يمكن أن تستوي بالماء، بمعنى أن تستوي هي وإياه سواء مثل استواء الغني والفقير، لكن استوى مع الخشبة يعني: حاذاه، طيب : أو اعتقد ، إذا كان لا يمكن النصب على المفعولية، اعتقد اضمار عامل، يعني: النّصب الآن لا بدّ منه، لكن هل نقول على المعيّة وإلاّ على إضمار الفعل؟ حسب المعنى، إن كان على المعيّة ممكنًا فهو على المعيّة، إن لم يكن ممكنًا أو اعتقد فأو هنا ليست للتخيير، وإنما هي للتنويع، يعني: هذا نوع وهذا نوع، إن أمكنت المعية فذاك، وإن لم تمكن قال: " أو اعتقد إضمار عامل تُصب " قال الشاعر: " علّفتها تِبنًا وماءَ باردًا " " علّفتها تِبنًا " تبنًا مفعول ثانٍ لعلّفت، المفعول الأول ها، وماء باردًا، الواو حرف عطف .
الطالب : لا، ما يجوز.
الشيخ : بارك الله فيكم الواو حرف عطف، وماء: مفعول لفعل محذوف، هي عطف جملة على جملة، عطف جملة على جملة أو لا؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : أي هذه هي.
الطالب : ...
الشيخ : الواو: حرف عطف، ماء: مفعول لفعل محذوف تقديره: وسقيتها ماءً باردًا، هذا الفعل المحذوف معطوف على،، الجملة هذه معطوفة على الجملة الأخرى، طيب لو قلنا: الواو حرف عطف، وماء معطوفة على تبنًا يجوز وإلاّ لا؟
الطالب : ...
الشيخ : ما يجوز، لأن التبن ما هو بعلف.
الطالب : الماء.
الشيخ : لأن الماء لا يعلّف، لأن الماء لا يعلّف، طيب أطعمته خبزًا وحليبًا؟
الطالب : أطعمت يجوز.
الشيخ : يجوز؟
الطالب : نعم.
الشيخ : على أن الواو حرف عطف، وحليب معطوف على خبز؟
الطالب : نعم، الحليب طعام.
الشيخ : الحليب طعام، قال الله تعالى في الماء: (( ومن لم يطعمه فإنه منّي )) وهو ماء وأيضًا الطعم طيب على هذا الحال ليس قولنا: أطعمته خبزًا وحليبًا مثل قول الشاعر: " علّفتها تِبنًا وماءً باردًا " كذا؟ طيب، لو أقول: سقيته حليبًا وخبزًا؟
الطالب : ... لا يجوز.
الشيخ : هذه مثل علّفتها، ما يخالف، العطف على إنه من باب عطف المفردات ما يجوز، لكن من باب عطف الجمل؟
الطالب : جائز.
الشيخ : يجوز، سقيته حليبًا وخبزًا، يصحّ، العبارة؟ التركيب سليم، لكن عند الإعراب نقول: سقيته: فعل وفاعل ومفعول أول، حليبًا؟ مفعول ثانٍ، وخبزًا: الواو خرف عطف، خبزًا: مفعول لفعل محذوف، إيش التقدير؟ وأطعمته خبزًا، وأطعمته خبزًا، واضح؟ صار عندنا الآن الحقيقة ثلاثة أحكام: ... ترجّح العطف، وترجّح .
الطالب : النصب.
الشيخ : النّصب، إن شئتم ... ضعف العطف وضعف النّصب، الأقسام؟
الطالب : أربعة.
الشيخ : أربعة، والخامس تعيّن النّصب، تعيّن النّصب متى يكون؟ إذا امتنع العطف، إذا امتنع العطف يتعين النصب إما على المعيّة أو على إضمار الفعل على حسب الحال فتكون الأحكام هنا خمسة، وقد مرّ علينا أيضًا باب من أبواب النّحو تجري فيه الأحكام الخمسة ما هو؟
الطالب : الاشتغال.
الشيخ : باب الاشتغال، الاشتغال تجري فيه الأحكام الخمسة، وهنا المفعول معه تجري فيه الأحكام الخمسة، ترجّح النّصب وضعفه، ترجّح العطف وضعفه، تعيّن النصب، والله أعلم.