شرح قول ابن مالك رحمه الله : ولا تجز حالا من المضــاف لـــه *** إلا إذا اقتضى المضـــاف عمله. حفظ
الشيخ : قال رحمه الله: " ولا تُجز حالًا من المضــاف لـــه "
ولا تجز: لا: ناهية، والأصل في النهي التحريم ولا لا؟
الطالب : لا.
الشيخ : هنا ما نقول تحريم نقول الأصل النهي
" ولا تُجز حالًا من المضــاف لـــه "
من المضاف له المضاف له هو الأول ولا الثاني؟ عندنا المضاف والمضاف إليه أيهم المضاف له؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني الذي هو المضاف إليه.
الطالب : الأول.
الشيخ : المضاف إليه يعني: الثاني زيد، مثل: كتاب مضاف وزيد مضاف إليه، إذًا من المضاف له وهو الاسم الثاني من المتضايفين، المضاف له الاسم الثاني من المتضايفين، يقول: إنه لا يجوز وقوع الحال من المضاف إليه، لماذا؟ لأن الأصل وقوعها من المضاف، إذ أنه المتحدث به نعم، فتقول مثلًا: جاء عبد الله راكبًا، راكبًا منين؟ من عبد ما تقول من الله، حتى لو فرض أنه تجوز الصفة لله وللمضاف فإنها تكون للمضاف، جاء عبد الله سميعًا، سميعًا حال منين؟ من عبد ولا من الله؟
الطالب : من عبد.
الشيخ : أليس الله سميع؟
الطالب : بلى، سميع بصير.
الشيخ : والعبد أيضًا سميع (( فجعلناه سميعًا بصيرًا )) إذًا سميعًا حال من عبد، فإذا جاءنا حال فيه بعد مضاف ومضاف إليه فهي لا تخلو إما أن تصلح لهما أو لأحدهما، إن صلحت لأحدهما دون الثاني فهي له، وإن صلحت لهما جميعًا فهي؟
الطالب : للأول.
الشيخ : للأول، فهي للأول، فتقول مثلًا: هذا جاء غلام هند راكبًا، هاه؟
الطالب : يتعين الأول.
الشيخ : يتعين الأول، لأن راكبًا مذكر، هند مؤنث، طيب ضرب غلام هند راكبةً بعيرها، ضرب غلام هند راكبة، بعيرها بعير مفعول ضرب، هنا الحال منين؟
الطالب : من هند.
الشيخ : ضرب غلام هند راكبةً بعيرها، هاه؟
الطالب : من هند.
الشيخ : من هند والا من غلام؟
الطالب : لا.
الشيخ : واش اللي يمنع؟
الطالب : التأنيث.
الشيخ : أي التأنيث، الحال مؤنثة الآن، وغلام مذكر، ولا يمكن أن يكون الحال مؤنثًا من مذكر، إذا كان صالح لهما فهو لأي شيء؟
الطالب : للأول.
الشيخ : فهو للأول فهو للأول، ولا يمكن أن يكون للمضاف إليه، إلا يقول المؤلف:
" إلا إذا اقتضى المضـــافُ عمله "
" إلا إذا اقتضى المضـــاف " أيّ المضاف؟
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول، إذا اقتضى عمله، أي: عمل الحال عمل الحال بأن يكون بأن يكون فعلًا أو وصفًا مشتقًّا، كذا؟
الطالب : بس المضاف على الحال.
الشيخ : يقول: ما يجوز أن تأتي الحال من المضاف إليه إلا إذا اقتضى المضاف وهو الجزء الأول عمله، أي: عمل الحال، أي صار يصح أن يكون عاملًا في الحال معنى اقتضى عمله، أي: صح أن يكون عاملًا في الحال بأن يكون فعلًا، أو وصفًا مشتقًّا.
الطالب : فعلًا ما يصح.
الشيخ : فعلًا ما يصح ليش؟
الطالب : لأنه لا يضاف.
الشيخ : لأن الفعل لا يضاف، الفعل لا يضاف، إذًا وصفًا مشتقًّا، فهمتم؟
الطالب : إي نعم.
الشيخ : ويش مثاله؟
الطالب : اسم الفاعل.
مثل اسم الفاعل مثل إيش؟ تقول: هذا ضارب زيد راكبًا أو لا؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : يجوز أن تكون راكبًا حال من زيد ولا لا؟ لماذا؟ لأن المضاف وهو ضارب يصح أن يكون عاملًا، وما صح أن يكون عاملًا، صح أن يكون عاملًا فيما يليه، فهو عامل فيما يلي الجر، وفي الحال النصب، طيب هذا آكل الطعام نِيئًا، يجوز آكل الطعام نِيئًا؟ نِيًّا يعني يصلح؟
الطالب : إي نعم.
الشيخ : هذا آكل اللحم مشويًّا، حالًا من آكل؟
الطالب : لا، حالًا من اللحم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : من اللحم.
الشيخ : ما يصلح من آكل؟
الطالب : لا.
الشيخ : لأن اللحم مضاف إلى الشوي، طيب، هذه وحدة.