تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : كتلك ليت وكأن وندر *** نحو سعيد مستقرا في هجر. حفظ
الشيخ : طيب، لا يجوز؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ويش السبب؟ لأن تلك عامل لكنه يتضمن معنى الفعل دون حروفه فلا يجوز أن تتقدم الحال عليه.
كأن زيدًا قمرٌ، يصح؟
الطالب : ما في حال.
الشيخ : ما في حال، طيب، كأن زيد كأن زيدًا أسد مغيرًا، كأن زيدًا أسد واثبًا أحسن واثبًا صحيح؟
الطالب : هذا الأصل.
الشيخ : هذا الأصل ترتيب طبيعي، كأن زيدًا أسد واثبًا، يعني: كأن في وثوبه أسد.
الطالب : واثبًا؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : واثبًا حال من أسد؟
الشيخ : لا، حال، حال من زيد ما أبي أصف الأسد، أبي أصف زيد في حال وثوبه مثل الأسد، كأن زيدًا أسد واثبًا، عرفتم ولا لا؟ طيب هل يجوز أن أقول: واثبًا كأن زيدًا أسد؟
الطالب : ما يصلح.
الشيخ : ما يجوز، وذلك لأن كأن صحيح تتضمن معنى الفعل فهي تشبه زيدًا بالأسد، لكنها لم تتضمن حروف الفعل، ولذلك لا يجوز أن تتقدم الحال عليها، لا يجوز أن تتقدم الحال عليها، نعم
" كتلك ليت وكأن ونَدر *** نحو سعيدٌ مستقرًا في هجر "
ندر بمعنى: قَلَّ، وقوله: سعيد مبتدأ، مستقرًا: حال، وفي هجر: جار ومجرور خبر المبتدأ، لماذا؟ لأن في هجر وإن كان متعلق بمحذوف تقديره كائن، لكنه بالحقيقة لم يظهر لم يبرز، العامل هنا حال ما ظهر فكأنه ضمن معنى الفعل دون حروفه، فيقول ابن مالك رحمه الله: إن هذا جاز تقديمه لكنه نادر، وقال بعض النحويين: بل هذا ليس بنادر، وأنه يجوز ولا حرج على الإنسان أن يقول زيد مستقرًا في هجر، زيد مجتهدًا في بيته، وما أشبه ذلك، نعم؟