شرح قول ابن مالك رحمه الله : وإن تؤكد جملة فمضــمــر *** عاملها ولفظــــــها يـــــــؤخـــــر. حفظ
الشيخ : " وإن تؤكِّد جملة فمضــمــرُ *** عاملها ولفظــــــها يـــُــــؤخـــــر "
إن أكدت جملة فإن عاملها يجب أن يكون محذوفًا، وإنما كان كذلك لأننا لو أتينا بالعامل مع أنها مؤكِّدة للجملة، لزم أن نأتي بمؤكَّد ومؤكَّد بتأكيد واحد، مؤكَّد عامله والمؤكَّد الثاني الجملة، والمؤكِّد واحد وهي الحال، تقول مثلًا: هذا أخوك عطوفًا، فكلمة مؤكِّدة لمضمون قولك: هذا أخوك، وإن شئت فقل: هذه أمك رحيمةً، كلمة رحيمة مؤكِّدة لجملة هذه أمك، لأن الأم عادتها الرحمة، الأخ عادته العطف، هذا عدوك حاقدًا مثلها ولا لا؟
الطالب : مثلها.
الشيخ : لأن العدو يحقد، فعلى هذا إذا أكدت الحال جملة وجب أن يكون عاملها محذوفًا، لئلا يكون مؤكِّد واحد لمؤكَّدين، طيب ويش نقدر؟ نقدر: أحقه عطوفًا أحقه يعني: أثبته، لأنه إذا قلت هذا أخوك هذا إثبات أنه أخ، فيكون عطوفًا حال من الفاعل الفعل المقدر أو المفعول؟ أحقه من المفعول أحقه عطوفًا من المفعول في الفعل المقدر، التقدير: أحقه عطوفًا، وإنما تحاشى النحويون أن يجعلوا الجملة نفسها هي العامل، لأنه سبق لنا أن عامل الحال هو الفعل أو الوصف، الجملة ما تصلح أن تكون عاملًا، الجملة كلها بكمالها ما تصلح أن تكون عاملًا، ولهذا قال: يجب أن يكون عامل الحال محذوفًا وجوبًا، البيت هذا معناه: أن الحال قد تجيء مؤكِّدة لجملة سابقة، أي: أنها بمعناها، التأكيد هنا تأكيد معنوي، أي: أنها بمعناها، وحينئذ يجب أن يكون عاملها محذوفًا، ومثاله: هذا أخوك عطوفًا، هذا أبوك رحيمًا، نعم هذه أمك حانية، وما أشبه ذلك، والله أعلم.
الطالب : لماذا لا نجعل العامل هو هذا؟
الشيخ : هاه؟