شرح قول ابن مالك رحمه الله : وبعــد كل ما اقتضى تعجبا *** ميز كأكـــــرم بأبـــي بكــــر أبــا. حفظ
الشيخ : " وبعــد كل ما اقتضى تعجُبًا "
يعني: بعد كل عام اقتضى التعجب، والتعجب له صيغتان اصطلاحيتان، وله صيغ متعددة من حيث المعنى، يعني: التعجب يراد به التعجب اللفظي الذي يقع بصيغته المعينة، ويراد به التعجب المعنوي الذي دل عليه السياق بغير سياق معين، الصيغة المعينة للتعجب اثنتان: ما أَفْعَلَ! وأَفْعِل به! ما أَفْعَلَ تقول: ما أحسنَ، ما أحسن السماء، يقولون: إن ابنة الدؤلي أبي الأسود، إنها قالت ذات ليلة: يا أبت ما أحسنُ السماء، ما أحسنُ السماءِ، قال: يا بنية نجومها نجومها. صح الجواب؟
الطالب : صح.
الشيخ : صح الجواب؟ لأنها الآن تستفهم تقول ويش أحسن شيء بالسماء؟ فقال: نجومها، فقالت: يا أبت لست أريد هذا، أريد أن السماء حسنة وجميلة، فقال لها: يا بنية ألا فتحت فاك، وقلتِ: ما أحسنَ السماءَ، صحيح نعم الآن هذا تعجب ما أحسن السماء هذه صيغة من الصيغ، ومثالها قوله تعالى: (( فما أصبرهم على النار ))طيب تقول مثلًا: ما أحسنَ زيدًا أدبًا، ويش نعرب أدبًا؟
الطالب : تمييز.
الشيخ : تمييز، لأنها أتت بعد التعجب، أتت بعد التعجب، وكذلك أيضًا تقول: ما أجملَه وجهًا، نقول أيضًا: وجهًا تمييز ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لأنها أتت بعد ما اقتضت التعجب، ونقول مثلًا: أكرِم بزيد ضيافةً، ضيافة تمييز، لأنها أتت بعد فعل التعجب، ومنه مثال المؤلف :
" أكـــــرِم بأبـــي بكــــر أبــًا "
من أبو بكر؟
الطالب : الصِّديق.
الشيخ : الصِّديق رضي الله عنه، نعم، أكرم به، أبا أكرِم به أبًا، أكرم بأبي بكر أبًا، إعرابها: أكرم: فعل تعجب مبني على السكون، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره؟
الطالب : أنت.
الشيخ : أنت، وبأبي بكر: جار ومجرور متعلق بأكرم، وأبًا تمييز منصوب على التمييز وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، كذلك تقول: ما أحسنَ زيدًا أدبًا، ما تعجبية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ، وأحسنَ: فعل ماضي مبني على الفتح وفاعله مستتر وجوبًا تقديره هو، وهذا من الذي يقدر بهو مع أنه مستتر وجوبًا، وإيش قلنا؟
الطالب : زيدًا.
الشيخ : زيدًا، زيدًا: مفعول به منصوب وعامله أحسن، بعده؟
الطالب : أدبًا.
الشيخ : أدبًا: تمييز، أدبًا: تمييز منصوب على التمييز وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، هذا الذي يأتي بعد التعجب بصيغتيه الاصطلاحيتين، كذلك الذي يأتي بعد التعجب بالمعنى بدون الصيغ المعروفة، كقولهم: لله درُّه فارسًا، لأن فارسًا تمييز، طيب إعرابها: لله: جر ومجرور خبر مقدم، ودر: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف إلى الهاء، وفارسًا: تمييز منصوب على التمييز.
الطالب : هذا من المعنى؟
الشيخ : إي من المعنى، لأن المعنى ما أعظم فروسيته نعم؟ نعم.