شرح قول ابن مالك رحمه الله: بعض وبين وابتدئ في الأمكنه *** بمن وقــــد تأتي لبدء الأزمـــــنه. حفظ
الشيخ : فقال :
" بَعِّضْ وبَيِّنْ وابتدئ "
ثلاثة معاني: " بَعِّضْ " التبعيض "، بَيِّن " التبيين "، ابتدئ " الابتداء
" في الأمكنة *** بمن "
" بَعِّضْ وبَيِّنْ وابتدئ في الأمكنة *** بمن "
ويش من؟
الطالب : حرف جر.
الشيخ : " بَعِّضْ " يعني: معناها أنها تأتي للتبعيض، قال الله تعالى: (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا )) من الناس: أي بعض الناس، وكذلك أيضًا " بين " يعني من هنا تأتي للبيان، مثل أن تقول: (( إن الذين كفروا من أهل الكتاب )) (( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين )) فإن قوله: (( من أهل الكتاب )) بيان للكفار يعني: من هؤلاء ومن هؤلاء.
الطالب : ما هي للتبعيض؟
الشيخ : لا ما هي للتبعيض، لأن كل أهل الكتاب كفار إلا بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، أما قبل نعم منهم المؤمن ومنهم الكافر، طيب (( هو الذي خلقكم فمنكم كافر )) آه (( ومنكم مؤمن )) كيف هذه؟
الطالب : للتبعيض.
الشيخ : للتبعيض؟ (( فمنهم شقي وسعيد )).
الطالب : تبعيض.
الشيخ : أيضًا للتبعيض، يعني: فبعضهم شقي وبعضهم سعيد، طيب " بَيِّن ابتدئ " الغالب أن من البيانية التي تأتي بيانًا لاسم موصول أو لأداة شرط، اسم موصول أو أداة شرط أو استفهام، يعني: تأتي بعد الأسماء المبهمة، كلما أتت من بعد أسماء مبهمة فهي للتبيين، سواء كان هذا الإبهام في الشرط أو في الاستفهام أو في الموصول
" وابتدئ في الأمكنة " يعني: وتأتي أيضًا للابتداء في الأماكن، كقوله تعالى: (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا )) منين؟
الطالب : من المسجد.
الشيخ : (( من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )) مكان ولا غير مكان؟
الطالب : مكان.
الشيخ : مكان، وتقول: هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، يعني: ابتداء هجرته من مكة إلى المدينة، وتقول مثلًا: سِرت من منين؟
الطالب : من البيت.
الشيخ : من البيت إلى المسجد، سرت من البيت إلى المسجد، ورجعت من المسجد إلى البيت، فهي إذًا للابتداء، وقد تأتي لبدء الأزمنة، يعني: قد تأتي أيضًا للابتداء في الزمان، وقوله: " قد " هذه للتقليل، إذًا فالأكثر إذا كانت للابتداء أن تكون؟
الطالب : في المكنة.
الشيخ : في الأمكنة، وقد تأتي.