بيان القاعدة في البيت السابق مع إعرابه. حفظ
الشيخ : طيب القاعدة الآن اللي في البيت الأول: أن مِن تأتي لثلاثة معاني: للتبعيض، والتبيين، والابتداء، أو لا؟ لثلاثة معاني الابتداء في الأمكنة والأزمنة وهي في الأمكنة أكثر منها في الأزمنة، طيب " بّعِّض " خبر " بعّض "؟
الطالب : فعل أمر.
الشيخ : فعل أمر، " وبيّن " واو حرف عطف، وبين فعل أمر أيضًا " وابتدئ " فعل أمر، والأصل في الأمر الوجوب، طيب وقوله:
" في الأمكنة " متعلق بابتدئ
" بمن "؟
الطالب : جار ومجرور.
الشيخ : جار ومجرور متعلقة؟
الطالب : بَعِّض.
طالب آخر : لا، من كلهم.
الشيخ : من كلهم؟
الطالب : إي نعم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ببعض.
الشيخ : إي، ببعّض؟
الطالب : بكلهم الثلاثة.
الشيخ : مو مر علينا في باب التنازع؟
الطالب : ببَعِّض لأنها أسبق.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ما في تنازع.
الشيخ : كيف ما في تنازع؟ تنازعها بعّض وبين وابتدئ، فماهو رأي الكوفيين وماهو رأي البصريين؟
الطالب : الثاني أولى.
طالب آخر : البصريون الأسبق.
الشيخ : لا، بالعكس، الثاني أولى عند أهل البصرة، هذا كلام ابن مالك: " واختار عكسا غيرهم ذا أسره "
طيب عاد بقينا بالضمير
" أَعْمِلِ الْمُهْمَلَ فِي ضَميِرِ مَا *** تَنَازَعَاهُ والْتَزِمْ مَا الْتُزِمَا "
نعم " أعمل المهمل في ضمير "
هنا نعرف أن الذي
" وَلاَ تَجِىءْ مَعْ أَوَّلٍ قَدْ أُهْمِلاَ *** بِمُضْمَرٍ لِغَيْرِ رَفْعٍ أُوهِلاً "
نعرف الآن أن الذي أعمل هو
" وَلاَ تَجِىءْ مَعْ أَوَّلٍ قَدْ أُهْمِلاَ *** بِمُضْمَرٍ لِغَيْرِ رَفْعٍ أُوهِلاً
بَلْ حَذْفَهُ الْزَمْ "

هذا قرينا هذا في باب التنازع يا إخوان، قرأناه، ما تقولون؟ أيهم المعمل؟ أنا ما أعفيكم عن الجواب على هذا السؤال، أي الثلاثة أعمل؟
الطالب : ما يتضح.
طالب آخر : ما في ضمير.
الشيخ : طيب، كيف إذا أعملنا الأول أضمرنا في الثاني كل ما يحتاجه، فنقول مثلًا: بعّض وبيّن بها وابتدئ بها في الأمكنة بمِن، إذا أعملنا الأول وجب الإضمار فيما بعده، ولهذا قال ابن مالك:
" وَأَعْمِلِ الْمُهْمَلَ فِي ضَميِرِ مَا *** تَنَازَعَاهُ والْتَزِمْ مَا الْتُزِمَا "
ثم قال:
" وَلاَ تَجِىءْ مَعْ أَوَّلٍ قَدْ أُهْمِلاَ *** بِمُضْمَرٍ لِغَيْرِ رَفْعٍ أُوهِلاً "
على هذا نقول: المعمل هو الأخير في هذا البيت، المعمل هو الأخير وهو قوله: " ابتدئ " لأنا لو أعملنا الأول لوجب أن نضمر في الثاني والثالث، وهنا لم نضمر، فيكون الإعمال للأخير، واضح؟ وهذه قاعدة إذا جاءتكم أفعال تطلب واحد متأخر، ولم تجدوا ضمائر فالعمل لأيها؟
الطالب : المتأخر.
الشيخ : للمتأخر، لأنه إذا كان العامل متأخر فما قبله لا يحتاج إلى ضمير لغير الرفع، وأظنه أنه مر علينا في باب التنازع أن فيه قول للنحويين وهو الذي اخترناه وهو: الأسهل أنها كلها مسلطة على هذا، فتعمل فيه كلها، كلها تعمل فنقول: بمِن متعلق بإيش؟ ببعّض وبيّن وابتدئ، وأزين إذا تعلقت بثلاثة أحسن من أن تتعلق بواحد، يمكن تطيح بواحد ينقطع وتطيح لكن ثلاثة، طيب، وأما قد تأتي لبدء الأزمنة فإعرابها واضح.