شرح قول ابن مالك رحمه الله: وزيد والظرفية استــــبن ببا *** وفي وقـــد يبيــــنان السبـــــبا. حفظ
الشيخ : " وزِيدَ والظرفيةَ اسْتَــــبن ببا *** وفي وقـــد يُبيــــنان السبـــــبا "
ويش معنى قوله: " وزِيد "؟
الطالب : زائدة.
الشيخ : أي: أنها تأتي زائدة، تأتي زائدة تأتي، اللام زائدة، وهذا غير لام التعدية، فمعنى تأتي زائدة ما لها معنى إطلاقًا، لا تعدية ولا غيرها، المثال اللي عندكم بالشرح؟
الطالب : قوله تعالى: (( إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ )).
الشيخ : هذا المثال الذي ذكره (( إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ )) فيه نظر، وجه النظر أن اللام في قوله: (( لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ )) يظهر أنها للتعدية، وأنها دخلت اللام على المفعول لضعفه لتقدمه (( إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ )) إذ أن المؤلف يرى أن التقدير: إن كنتم الرؤيا تعبرون، إن كنتم الرؤيا تعبرون، فعلى قوله: نقول: اللام زائدة، ولكن يظهر أنها هنا للتعدية بسبب تأخر العامل، نعم ها؟
الطالب : يعني هي العامل؟
الشيخ : لا لا، هي فعل مضارع على ما هو، لكن هو إذا تأخر العامل لا بد أن يضعف حتى ولو اسم فاعل، طيب نأخذ هذا المثال ونمثل به بناء على رأي المؤلف أن اللام هنا زائدة لأن الفعل يمكن أن يتسلط على مفعولها بنفسه أو لا؟ قولوا نعم ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يمكن أن يتسلط الفعل على مفعولها بنفسه، يقال مثلًا: إن كنتم الرؤيا تعبرون، لعل هذا تكون على رأيه زائدة، وعلى ما يظهر أنها هنا؟
الطالب : زائدة.
الشيخ : لا، للتعدية، ومثَّلوا للزائدة بما يجري كثيرًا في قولهم: لا أبا لك،
" سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـش *** ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ "
قالوا : إن اللام هنا زائدة، والدليل على زيادتها: أن أبا أُعربت بالألف، ومن شرط إعرابها بالألف أن تضاف، ولو قلنا: إن اللام غير زائدة لكان يقول: لا أبا لك، أو لا أبا لك بدون ألف، فلما أعربت بالألف دل هذا على أن اللام زائدة، وأصلها: لا أباك، طيب هذا أحد الوجوه في قوله: لا أبا لك، وفي وجه آخر أنه على لغة من يلزم الأسماء الخمسة الألف مطلقًا مطلقا فلا يكون فيها شيء.