تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله: شبه بكاف وبها التعليل قد *** يعنى وزائــــدا لتوكـــــيد ورد. حفظ
الشيخ : اضطربت أقوال الناس فيها، فبعضهم قال كذا -صل ركعتين صل ركعتين، يا إبراهيم صل ركعتين- فمن أجل هذا اختلفت أقوال الناس فيها كيف يخرجونها؟ فقال بعضهم: إن الكاف زائدة، وهذا الذي مشى عليه ابن مالك وهو المشهور، وعلى هذا فيكون تقدير الكلام: ليس مثله شيء، يعني: ليس شيء يماثل الله، وهذا معنى واضح وبسيط، وتكون الكاف للتوكيد كأن المثل نفي مرتين، كأنه نفي مرتين، لأن كاف للتشبيه ومثل للتمثيل، فكأنه نفي مرتين، نعم أو كأنه نفي المماثل والمشابه معًا، وفرق بين التشبيه والتمثيل، التمثيل: المطابقة من كل وجه، والتشبيه: المقاربة، يعني: المماثلة في أكثر الصفات، ولهذا فلان شبيه بفلان، مثله؟
الطالب : مطابق.
الشيخ : لا، مقارب في أكثر الصفات، لكن فلان مثل فلان مطابق ، طيب هذا وجه، الوجه الثاني يقولون: إن الزائد مثل، كلمة مثل، يعني: ليس كهو شيء، وهذا كما قلت لكم قبل قليل عند قوله: (( بمثل ما آمنتم به )) خلاف الأولى، لأن زيادة الحروف أهون من زيادة الأسماء، والقول الثالث: أن مثل بمعنى صفة، أي: ليس كصفته شيء من الصفات، نعم والقول الرابع: أن مثل بمعنى ذات، ليس كذاته شيء، وهذان الأخيران القولان إنما لجأ إليهما القائل فرارًا من إثبات الزيادة، وإلا فهما بعيدان من ظاهر اللفظ، لكن قال بدل أن أقول كاف زائدة أو مثل زائدة، أقول: ليس كذاته شيء أو ليس كصفته شيء، ولكننا نقول: ما دامت اللغة العربية فيها مثل هذا الأسلوب تزاد الكاف تأكيدًا - يرحمك الله - فلا مانع، الله تعالى نزل القرآن بلسان عربي مبين، والعرب إذا قالوا: ليس كمثل فلان معناه أنه لا يمكن أن يكون أحد يماثله أو يقاربه، وأنشدوا على ذلك: " ليس كمثلِ الفتى زُهَيْرٍ "
قالوا : ليس مثل الفتى زهير نعم فهذا معروف في اللغة العربية.
الخلاصة الآن: أن الكاف تأتي زائدة لكن للتوكيد، وأن ابن مالك رحمه الله إنما قال لتوكيد في هذه المسألة ولم يقلها فيما سبق، لأنها اشتهر فيها هذا المثال الذي يتعلق بصفات الله تبارك وتعالى.
الطالب : شيخ؟
الشيخ : نعم؟