شرح قول ابن مالك رحمه الله: وزيد بعد رب والكاف فكف *** وقـــــــد يليـــــهما وجر لم يكــــــف. حفظ
الشيخ : قال :
" وزِيد بعد رُبَّ والكاف فكف *** وقـــــــد يليـــــهما وجر لم يُكــــــف "
زِيد الضمير يعود على إيش؟ على ما " زِيد بعد رُب والكاف " فكف عن العمل، وقد يليهما وجر لم يكف، يعني: أن ما تزاد بعد رب فتكفها عن العمل، وإذا كفتها عن العمل سلبت اختصاصها بالاسم، أرجو الانتباه، تزاد ما بعد رُب، وإذا زيدت سلبتها الاختصاص بالاسم، فتدخل على الفعل، قال الله تعالى: (( رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ )) (( رُبَمَا يَوَدُّ )) فدخلت رُب هنا على إيش؟ على الفعل لزيادة ما، بينما لو كان ما فيها ما لا تدخل على فعل، ما يصير تقول رب يود، طيب مثالها داخلة على الاسم: ربما رجل لقيته، بينما لو حذفت ما لقلت: رب رجل لقيته، لكن لما جاءت ما بطل عملها، فوجب أن يقال: ربما رجل لقيته، كيف نقول في إعرابها؟ رب حرف جر ملغى، وما زائدة، ورجل مبتدأ، ولقيته فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعل والفاعل ها خبر رجل، مفهوم يا جماعة؟ كذلك الكاف، نعم؟
الطالب : شيخنا تعرب زائدة؟ ما تعرب كافة؟
الشيخ : لا، هي زائدة وهي كافة، هي زائدة وهي كافة، ما لها معنى المراد بالزيادة ما لها معنى، وكذلك أيضًا تلي الكاف، ما الزائدة تلي الكاف وتكفها عن العمل، ودخولها على ما كثير في كلام العامة، دائمًا يقولون: فلان -مثلًا- كما البحر، كما كذا، لكن في اللغة العربية ما هي كثيرة، إنما تدخل عليها فتكفها عن العمل، ويكون ما بعدها مبتدأ، ويحتاج إلى خبر، تقول مثلًا: كما الناس مؤمن وكافر، فالكاف هنا حرف جر، وما زائدة، ولكن نقول: حرف جر ملغى، وما زائدة، والناس مبتدأ، ومؤمن خبر المبتدأ، وكافر معطوف على مؤمن، فتكفها عن العمل، ولكن يقول: " وقد يليهما " ويش اللي يليهما؟ ها يليهما.
الطالب : تليهما.
الشيخ : عندكم بالتاء؟
الطالب : نعم.
الشيخ : زين، أنا عندي يليهما هو مقتضى الضمائر السابقة، لأنه قال : زيد ما ولم يقل زيدت، و قال: وزيد بعد رب، ولم يقل: وزيدت، وعلى هذا وقد يليهما يعني قد يليهما ما الزائدة، " وجر لم يكف " ويش معنى جر لم يكف؟ يعني مع بقاء عملهما، قد يليهما مع بقاء عملهما، فتقول مثلًا: زيد كما البحرِ، أي: كالبحر، فالكاف حرف جر، وما زائدة، والبحر مجرور بالكاف وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، وكذلك أيضًا رُب تقول: ربما رجل لقيته، صح؟ ربما رجلٌ لقيته، لا لأن أنا بنطق بها بقطع النظر هنا العمل يبقى أو ما يبقى، ربما رجلٌ لقيته.
الطالب : صحيح.
الشيخ : صحيح هذا هو الأصل أيضًا، وربما رجلٍ لقيته.
الطالب : صح.
الشيخ : صح، هذا معنى قوله: " وقد يليهما وجر لم يكف " خلاصة البيتين الآن: تزاد ما بعد ثلاثة حروف من حروف الجر، وهي: مِن وعن والباء والكاف ورب.
الطالب : خمسة.
الشيخ : خمسة؟ خمسة حروف، قلنا ثلاث حنا، ثلاثة على أساس تبطل العمل، يبقى العمل أما ثلاثة من هذه الخمسة فإن العمل يبقى وكأنه ليس فيها ما، وهي: عن ومِن والباء، وأما اثنين منها فالأصل أنه يلغى عملها، الأصل أن يلغى عملها ولا تعمل، فهمتم؟ ولكنها قد تعمل، وهذا رُب والثانية الكاف، رب والكاف، فتقول: ربما رجلٍ لقيته، وتقول في الكاف: فلان كما البحر، أي: كالبحر، طيب إذا قال لنا قائل: هل نحن بالخيار في هذه الأمور؟ نقول: أما ما ورد عن العرب في الإعمال أو الإهمال فليس لنا فيه خيار، لأنه سمع هكذا، وأما ما ننشئه نحن من الكلام ها فلنا فيه الخيار، لنا فيه الخيار، وعلى هذا فالواحد منكم إذا قرأ في كتاب: ربما رجل لقيته، وآخر قال: ربما رجلٍ لقيته ويش تقول؟
الطالب : كلاهما صحيح.
الشيخ : كلاهما صحيح؟ إذًا ما غلط أحد، ما غلط أحد، إذا غلط واحد أنا قلت ربما رجلٍ لقيته، قال غلط هذه ما كافة، ها أقول: ما يخالف ما تقدر تغلطني، أقول: أنا أريد اللغة الثانية، الوجه الثاني، مثلما لو قلت: أكرم الزيدان، قال: هذا غلط، الصواب أكرم الزيدين، أتخلص منه، أقول ها أقول: للتخلص منك وجهين: أولًا: إني أقول الزيدان اسم رجل ينسب لزيدان آه يمكن؟
الطالب : يمكن.
الشيخ : يمكن، وإذا لم أقل ذلك وأنا أريد التثنية أتخلص فأقول: أنا أريد اللغة الثانية التي تلزم الألف في المثنى مطلقًا، فيه لغة يخليها مثنى دائمًا بالألف تقول: قال الرجلان ورأيت الرجلان وأكرمت الرجلان، آه حنا ما حنا من العرب، كل لغتنا ما هي بعربية، نعم لكن ما دام الإنسان غلط، يقول هكذا، نعم، إنما نقول هذا مثلًا أقول على سبيل المجادلة، أما على سبيل الواقع فإننا يجب أن نتمشى على اللغة العربية، لغة قريش اللي هي لغة القرآن، نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : آه.
الطالب : يدخل عليها أل ...
الشيخ : يصلح، يصلح الباء تقول الباء حرف جر.
الطالب : ... .
الشيخ : آه .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ... الباء حرف جر.