شرح قول ابن مالك رحمه الله: وذي الإضافة اسمها لفظــيه *** وتـــلك محــــــضة ومعنــــويه. حفظ
الشيخ : قال : وذي الإضافة
" وذي الإضافة اسمها لفظــية *** وتـــلك محــــــضة ومعنــــوية "
وذي الإضافة، أنا عندي إشكال في ذي الإضافة، لأن المعروف أن ذو ترفع بالواو، تنصب بالألف، وتجر بالياء، جاء ذو مال، ورأيت ذا مال، ومررت بذي مال، وهنا قال: " وذي الإضافة ".
الطالب : اسم إشارة.
الشيخ : صح إي نعم، هذه اسم إشارة ما هي ذو بمعنى صاحب، وهذه ولهذا قال الإضافة ما قال الإضافةِ " وذي الإضافةُ " ذي يشار بها للقريب ولا للبعيد؟
الطالب : للقريب.
الشيخ : للقريب، إذًا الإضافة هنا المراد بها المضاف إلى ما الذي أضيف إليه ما يشابه يفعل، المراد المضاف الذي يشابه يفعل، ذي الإضافة أي فيما إذا كان المضاف اسمًا يشابه يفعل، يعني اسم فاعل أو مفعول أو صفة مشبهة، هذه الإضافة تسمى لفظية، لأنها ما أفادت معنى إنما أفادت التخفيف فقط، أرجو الانتباه يا جماعة، الآية الكريمة (( هديًا بالغ الكعبة )) هل أفادت الإضافة شيئا؟ ها؟
الطالب : أما المعنوية لا ما أفادت.
الشيخ : ما أفادت معنى، لأنها لا تعرفت بالإضافة أو لا؟ ولا تخصصت بها، فإذا قال قائل: بل تخصصت لأن قوله: (( بالغ الكعبة )) أخرج ما سواها ما يبلغ غيره، نعم نقول: هذا التخصيص من أجل العمل، كما لو قلت: أكرمت زيدًا، فإن الإكرام هنا تخصص بزيد بواسطة أنها عمل فيه، فهديًا أصل لو قلت: هديًا بالغًا الكعبة، أو قلت: هديًا بالغ الكعبة من حيث المعنى سواء، ما أفادت الإضافة تخصيصًا، فالتخصيص هنا بالعمل وليس بواسطة الإضافة، طيب أنا مكرمُ الطالبِ المجتهد، هذه الإضافة لفظية ولا معنوية؟
الطالب : لفظية.
الشيخ : أنا مكرمُ الطالب المجتهد.
الطالب : لفظية.
الشيخ : لفظية، الإضافة هذه لفظية لأن مكرم اسم فاعل بمعنى الحال أو الاستقبال، وأما لو قلت: أنا مكرم الطالب المجتهد أمس، فهذه معنوية، لكن أنا مكرم الطالب المجتهد غدًا، أو أنا مكرم الطالب الذي يختم ألفية ابن مالك عن ظهر قلب، طيب هنا أنا مكرم الطالب لفظية، لأنها ما أفادت لا تخصيصًا ولا تعريفًا، فمكرم هنا نكرة مع أنها مضافة إلى معرفة، ما أفادت التعريف، أفادت التخصيص ولا لا؟
الطالب : ولا التخصيص.
الشيخ : ولا التخصيص، ولم تفد حتى التخصيص ما أفادته، فإذا قال إنسان منكم: تعرف التخصيص، أنا مكرم الطالب المجتهد، أما غيره غير الطالب المجتهد ما أكرم، فمن ليس بطالب لا إكرام له عندي، ومن كان طالبا مضيعًا لا إكرام له عندي، إذًا هذا التخصيص خصصت الآن بطالب وخصصت بمجتهد، نقول: هذا التخصيص ليس بواسطة الإضافة بدليل أنك لو قلت: أنا مكرمٌ الطالبَ المجتهدَ، تخصص ولا لا؟
الطالب : تخصص.
الشيخ : مع أن فيه إضافة ولا ما فيه؟ مكرم الطالب المجتهد تخصص بدون إضافة، إذًا فالإضافة في الحقيقة أنا مكرم الطالب المجتهد ما استفدنا منها إلا فائدة لفظية فقط، وهي التخفيف، وهي التخفيف بدل أنا ننون نقول: مكرمٌ الطالب، نختصر نقول: مكرمُ الطالبِ المجتهد، أظنه واضح يا جماعة؟ هذا معنى قوله:
" وذي الإضافة اسمها لفظــية *** وتـــلك محــــــضة ومعنــــوية "
تلك المشار إليه الإضافة التي ليس المضاف فيها يشابه يفعل، يعني التي سبق في الأبيات الثلاث الأولى يقول: " تلك " أي: الإضافة التي سبقت في الأبيات الثلاث الأولى محضة ومعنوية، محضة يعني خالصة، إضافة محضة، ومعنوية يعني ... ومعنوية طيب نخلي الشطر الثاني إن شاء الله.
الطالب : ... .
الشيخ : والله إن بكم تدليسًا، من نخلي الوكيل على إعلام الوقت؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي لكن ... آه أنت الوكيل إن شاء الله.
الطالب : ... .
الشيخ : " هو وصل أل بذا المضاف مُغتفر "
... الأولى التي تفيد التعريف والتخصيص.
الطالب : وقفنا.
الشيخ : لا لا كملنا، شرحنا طيب بسيطة، يمكن شرحها أقل من قولة شرحناه وما شرحناه، الإضافة السابقة التي تفيد التخصيص أو التعريف يسمونها الإضافة المعنوية، أو الإضافة المحضة المعنوية.