شرح قول ابن مالك رحمه الله: لمفهم اثنين معــــــرف بــلا *** تفرق أضيـــــف كلتــــا وكــــلا. حفظ
الشيخ : " لمفهم اثنين مُعَــــــرف بــلا *** تفرق أضيـــــف كلتــــا وكــــلا "
لمفهم جار ومجرور متعلق بأضيف، وقوله: " أضيف كلتا وكلا " أضيف فعل ماضي مبني للمجهول، وكلتا نائب الفاعل، وكلا معطوف عليه أي: أضيف هاتان الكلمتان لأي شيء؟ " لمفهم اثنين معرف " أي: لما يدل على الاثنين شرط آخر معرف، شرط ثالث: بلا تفرق، فكلا وكلتا من الأسماء الملازمة للإضافة، ولا تضاف إلا لما يدل على اثنين، معرفة بلا تفرق، قال الله تعالى: (( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا )) (( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا ))، وتقول: جاء الرجلان كلاهما، وجاءت المرأتان كلتاهما، في الآية الكريمة (( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ )) أضيف لمفهم اثنين أو لا؟ الجنتين معرف ولا منكر؟
الطالب : معرف.
الشيخ : معرف، مفرق ولا غير مفرق؟
الطالب : غير مفرق.
الشيخ : غير مفرق (( كلتا الجنتين )) طيب إذًا لو قلت: كلا رجلين قاما، كلا رجلين قاما، يجوز؟
الطالب : ما يجوز.
الشيخ : ليش؟ لأنه نكرة رجلين نكرة وليس معرفة، ولو قلت: كلا زيد وعمرو قاما.
الطالب : ما يصح.
الشيخ : ما يصح لماذا؟
الطالب : مفرق.
الشيخ : لأنه مفرق، ولو قلت: كلا زيد جميل.
الطالب : لا يصح.
الشيخ : ما يصلح لماذا؟ لأنه غير مفهم الاثنين، فلا بد أن يفهم اثنين معرف وبلا تفرق، القاعدة من هذا البيت: مما تجب إضافته كلا وكلتا، ولا يضافان إلا لمثنى معرف غير مفرق، يضافان للظاهر وللضمير أو لا؟ للظاهر كقوله تعالى: (( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا )) وللضمير: جاء الرجلان كلاهما، نعم واعلم أن خبر كلا وكلتا يجوز فيه التثنية ويجوز فيه الإفراد، قال الشاعر:
" كلاهما حين جَدَّ الجَري بينهما *** قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي "
" كلاهما حين جد الجري بينهما *** قد أقلعا "
هذا مثنى ولا لا؟
الطالب : مثنى.
الشيخ : " وكلا أنفيهما رابي " هذا مفرد ولا مثنى؟
الطالب : مفرد.
الشيخ : طيب لو ثناه لقال: رابيان، وكلا أنفيهما رابيان، يجوز التثنية مراعاة للمعنى ويجوز الإفراد مراعاة للفظ، مراعاة للفظ، قال:
" ولا تضف لمفرد مُعَرف *** أيا وإن كررتها فأضف
أو تنو الأجزا واخصصن بالمعرفة *** موصولة أيًّا وبالعكس الصفة
وإن تكن شـــــرطًا أو استفهامًا *** فمطلقًا كمل بهـــــا الكلاما "

هذه أي وما أدراك ما أي يا غانم انتبه لها.