شرح قول ابن مالك رحمه الله: واضمم بناء غيرا ان عدمــــت ما *** له أضيف ناويـــــا ما عدمـــا. حفظ
الشيخ : " غيرًا إن عَدمــــت ما *** له أُضيف ناويــــًـا ما عُدمـــا "
" واضمم بناء " يعني: واضمم ضم بناء، فبناء هنا مفعول مطلق لأنها على تقدير إضافة المصدر
" اضمم ضم بناء " لأن الضم قد يكون ضم إعراب، وقد يكون ضم بناء، فإذا قلت: جاء الرجل فالضم هنا ضم إعراب، وإذا قلت: اجلس حيث جلس زيد، حيث جلس فإن الضم هنا ضم بناء كلمة غير - صل ركعتين - كلمة غير تبنى على الضم لكن متى؟
" إن عَدمت ما له أُضيف" " إن عدمت ما *** له أضيف ناويًا ما عُدما "
يعني: إن حذفت المضاف إليه ونويت معناه فإنك تبنيها على الضم، فتقول مثلًا: أخذت منك درهمين لا غيرُ، لا غيرً، فلا هنا نافية للجنس، وغير اسمها مبني على الضم في محل نصب، خذوا بالكم لماذا؟ لأننا حذفنا المضاف ونوينا معناه، وأصله لا غيره لا غيرهما درهمين لا غيرهما، هذا الأصل فحذفنا المضاف ونوينا معناه فصار مبنيًّا على الضم، مبني على الضم، لا نافية للجنس نعم، لا نافية للجنس يعني لا غيرهما أخذت، لو جئنا بالمضاف إليه لكانت منصوبة بالفتحة، ولكنه لما حذفنا المضاف إليه صارت مبنية على الضم في محل نصب، فهمنا من قول المؤلف: " إن عدمت ما *** له أضيف ناويًا ما عدما " نعم أنه لا يخلو من أربع حالات: إما أن يذكر المضاف إليه، وإما أن يحذف وينوى معناه، وإما أن يحذف وينوى لفظه، وإما أن يحذف ولا ينوى لا لفظًا ولا معنى، فالأحوال أربعة، إذا حذفته ونويت معناه فإنه يبنى على الضم، والعلة في البناء على الضم تقدم لنا أن الصحيح أن العلة في المبنيات هو السماع، لكن النحويون يأبون إلا أن يعللوا فيقولون: إن العلة أنه لما حذفت المضاف إليه ونويت معناه أشبه الحرف في الافتقار، في افتقاره إلى هذا المضاف إليه، فصار مبنيًّا على الضم طيب إذا.