شرح قول ابن مالك رحمه الله: قبل كغير بعــــــد حســـب أول *** ودون والجهات أيضا وعـــــل. حفظ
الشيخ : قال المؤلف:
" قبل كغير " " قبل كغير " كيف قبل كغير؟ أنتم عندكم كغيرُ ولا كغيرِ؟
الطالب : كغيرُ.
الشيخ : كغيرُ على الحكاية، يجوز قبل كغيرٍ ويجوز قبل كغيرُ على الحكاية، أما لو قلنا: قبل كغيرٍ هو على اللفظ، يعني معنى ذلك أن قبل كلمة قبل إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه فإنه يبنى على الضم، قال الله تعالى: (( لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ )) (( مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ )) فمن حرف جر، وقبل اسم مجرور بمن، ما نقول مجرور، اسم مبني على الضم في محل جر، اسم مبني على الضم في محل جر، وإنما بنيناه على الضم لأننا حذفنا المضاف إليه ونوينا معناه، وأصل ذلك إذا أردنا أن نقدر المضاف إليه لله الأمر من قبل، أو أول الآية ويش هي؟ (( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ )) مِنْ قَبْلِ غلبهم وَمِنْ بَعْدِ غلبهم، فلما حذف المضاف ونوي معناه بنيا على الضم، عرفتم؟ طيب إذا حذف المضاف إليه ونوي لفظه فإنها تعرب بدون تنوين، تعرب بدون تنوين، فتقول مثلًا: جئتك من قبلِ، يعني: من قبل الموعد مثلًا جئتك من قبل الموعد، انتهى الوقت خلينا نكمل ... جئتك من قبل، هنا الآن نويت إن الكلام فيه الموعد، لأني نويت اللفظ دون المعنى، طيب إذا وجد اللفظ فهي أيضًا تعرب بدون تنوين، فتقول: جئتك من قبل الموعد، ليش بدون تنوين؟ لأنه مضاف والمضاف لا ينون، كما قيل:
" كأني تنوين وأنت إضافة *** فأين تراني لا تحل مكاني "
الحال الرابعة: أن يحذف المضاف إليه ولا ينوي لا لفظه ولا معناه، فحينئذ تعرب منونة، تعرب منونة.