بيان أنه لا يصح التمثيل بالآية الكريمة (( وجاء ربك ... )) على جواز حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه. حفظ
الشيخ : إذًا هل يصح التمثيل بالآية على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه؟ لا بل نقول: جاء ربك على ظاهرها، جاء ربك هو بنفسه سبحانه وتعالى، جاء والله تعالى أعلم كيف يجيء، ونقول فيها كما قال مالك في الاستواء: المجيء معلوم ويش بعد؟ والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ونقول كما قال بعضهم: إذا قال لك الجهمي إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فكيف ينزل؟ فقل: إن الله أخبرنا أنه ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل، كذلك المجيء نقول: أخبرنا أن الله يجيء ولم يخبرنا كيف يجيء، فعلينا أن نؤمن ونسلم، طيب لو قال لنا قائل: فوضوا الأمر وقولوا الله أعلم بما أراد، يجوز؟ ما يجوز، لا يجوز أن نفوض لأن التفويض معناه يبقى القرآن في كل ما يتعلق بالله لا يفهم ولا يعقل، يكون هذا القرآن الكريم في أعظم ما جاء من أجله غير مفهوم ولا معلوم، وهذا شيء مستحيل على حكمة الله عز وجل، وكيف يقول الله تعالى: (( كتاب أنزل إليك مبارك ليدبروا آياته )) هل قال: إلا آيات الصفات ها؟ لا ما قال: إلا آيات الصفات، وقال: (( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )) وهل قال: إلا آيات الصفات؟ إذًا لا يستثنى منه شيء، وما يتدبر فلا بد أن يوصل إلى معناه، وهذا هو الذي مشى عليه السلف.