شرح قول ابن مالك رحمه الله: وحذف ما منه تعجبت استبح *** إن كان عند الحذف معناه يضــح. حفظ
الشيخ : قال:
" وحذف ما منه تعجبت استبح "
حذفَ إيش إعراب حذفَ؟ مفعول مقدم لاستبح، وحذف ما أي: الذي، وحذف مضاف وما مضاف إليه، " منه تعجبت " منه متعلقة بتعجبت، استبح يعني القاعدة: أجز حذف ما تعجبت منه، لكن بشرط " إن كان للحذف معناه يضح " " إن كان عند الحذف معناه يضح " يضح بمعنى يتضح ويبين، فيجوز أن تحذف المتعجب منه بشرط أن يكون المعنى واضحًا، قال الله تعالى: (( أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا )) وقال تعالى: (( أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ )) أصله: أسمع بهم وأبصر بهم، وأسمع به وأبصر به، حذف المتعجب منه في الفعل الثاني لظهور المعنى، وتقول مثلًا: ما أكرم زيدًا وما أجود، أي : وما أجود زيدًا، فنحذفه للعلم به، وعلم من كلامه أنه إذا لم يتضح المعنى بحذفه فإنه لا يجوز، كما لو قلت: ما أكرم زيدًا وأبخل عمرًا، يجوز أن نحذف عمرًا؟
الطالب : ما يجوز.
الشيخ : ما يجوز، ما أكرم زيدًا وأبخل تناقض، ولا لا؟ ما أكرم زيدًا وما أبخل ما يصلح، إذًا لا بد أن يقال: وما أبخل عمرًا، وتأتي بالمتعجب منه، طيب لو قلت: ما أكرم زيدًا وما أصبر.
الطالب : يصح.
الشيخ : يجوز؟
الطالب : نعم.
الشيخ : والسبب؟
الطالب : واضح.
الشيخ : متضح ما فيه تناقض، فقد يحجتمع في حقه هذا وهذا، وحينئذ يكون الحذف حذف المتعجب منه واضحًا فيصح.