شرح قول ابن مالك رحمه الله: واجعل كبئس ساء واجعل فعلا *** من ذي ثلاثـة كنعم مسـجلا. حفظ
الشيخ : " كبئسَ ساءَ " .
" واجعل كبئسَ ساءَ " :
قوله : " كبئس " : الكاف اسم بمعنى مثل ، فهو منصوب لكنه مبني على السكون في محل نصب ، يعني : واجعل مثلَ بِئس ، وبئس كيف يصير ؟ تدخل عليها الكاف حرف جر وهو فعل ! هاه ؟
الطالب : أن المراد لفظه .
الشيخ : أن المراد لفظه ، المراد لفظه ، أي : واجعل كهذا اللفظ ، واجعل كهذا اللفظ ، هاه .
وقوله : " ساء " نفس الشيء نقول فيه ، فإن ساء فعل ومع ذلك نعربه على أنه مفعول به أول لاجعل ، أي اجعل ساء مثل بئس ، وكيف يكون مفعولا به وهو فعل ؟ نقول : لأن المراد ؟
الطالب : لفظه .
الشيخ : لفظه ، يعني : اجعل هذا اللفظ ، ساء : ومنه قوله تعالى : (( ساءَ مثلاً القومُ )) : القوم : فاعل ساء ، والمخصوص محذوف معوض عنه بالتمييز في قوله : (( مثلاً )) ، وأصله : ساء المثلُ مثلا ، نعم ، ساء المثل ، أو ، ساء مثلا القوم مثلاً ، طيب ، إذن ساء وش حكمه ؟ حكمها كبئس إذا قُصد بها إنشاء الذم ، مثل تقول : " ساءَ الرجلُ زيدٌ " ، كما تقول : بئس الرجلُ زيدٌ ، أما إذا قلت : ساءني كذا ، فليس من هذا الباب ، ساءني كذا ، أو : فلان ضرب زيدا فساءَه ، وما أشبه ذلك ، ما هي مِن هذا الباب ، لأن الذي من هذا الباب ما قُصد به إنشاء الذم ، لا ما قصد به حدوث ما يسوء ، فما قصد به حدوث ما يسوء فليس من هذا الباب ، فهو فعل عادي ، نعم ، قال : " واجعل فَعُلا *** مِن ذِي ثلاثةٍ كنِعمَ مُسجَلا " .
" واجعل فَعُلا *** مِن ذِي ثلاثةٍ " : فعُلا : بضم العين ، من ذي ثلاثة : أي من فعل ذي ثلاثة أحرف كنعم ، شوفه !! ، كنعم في المدح وفي العمل أيضا ، مُسجَلا : أي مطلقا ، مسجلا هنا بمعنى مطلقا ، ففَعُلَ الذي يراد به إنشاء المدح يُجعل كنعْمَ تقول مثلا : صدُق الرجلُ زيدٌ ، مثلاً ، صَدُق الرجلُ زيدٌ : أي مثل ما نقول : نعمَ الرجلُ زَيدٌ ، فنجعل الرجل فاعل ، وزيد هو المخصوص بالمدح ، وقوله : " مُسجلا " : قلنا معناه ؟
الطالب : مطلقا .
الشيخ : مطلقا .
الطالب : مطلقا يا شيخ إذا زاد أو تعدى ؟
الشيخ : إيه ولو كان مكسوراً إذا قصد به إنشاء المدح يضم ، لأنه قصد به اتصافه بهذا الوصف .