قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... فإن لم يقصد التفضيل تعينت المطابقة كقولهم الناقص والأشج أعدلا بني مروان أي عادلا بني مروان وإلى ما ذكرناه من قصد التفضيل وعدم قصده أشار المصنف بقوله هذا إذا نويت معنى من البيت أي جواز الوجهين أعني المطابقة وعدمها مشروط بما إذا نوى بالإضافة معنى من أي إذا نوى التفضيل وأما إذا لم ينو ذلك فيلزم أن يكون طبق ما اقترن به قيل ومن استعمال صيغة أفعل لغير التفضيل قوله تعالى (( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه )) وقوله تعالى (( ربكم أعلم بكم )) أي وهو هين عليه وربكم عالم بكم وقول الشاعر وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن *** بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل أي لم أكن بعجلهم وقوله 281 - إن الذي سمك السماء بنى لنا *** بيتا دعائمه أعز وأطول أي دعائمه عزيزة طويلة وهل ينقاس ذلك أم لا قال المبرد ينقاس وقال غيره لا ينقاس وهو الصحيح وذكر صاحب الواضح أن النحويين لا يرون ذلك وأن أبا عبيدة قال في قوله تعالى ( وهو أهون عليه ) إنه بمعنى هين وفي بيت الفرزدق وهو الثاني إن المعنى عزيزة طويلة وإن النحويين ردوا على أبي عبيدة ذلك وقالوا لا حجة في ذلك له ...". حفظ
القارئ : " فإن لم يُقصد التفضيل تعينت المطابقة كقولهم : الناقص والأشج أعدلا بني مروان ، أي : عادلا بني مروان ، وإلى ما ذكرناه من قصد التفضيل وعدم قصده أشار المصنف بقوله : هذا إذا نويت معنى مِن ، البيت ، أي جواز الوجهين أعني المطابقة وعدمها مشروط بما إذا نوي بالإضافة معنى مِن أي نوي التفضيل ، وأما إذا لم ينو ذلك فيلزم أن يكون طبق ما اقترن به ، قيل : ومن استعمال صيغة أفعل لقصد التفضيل قوله " .
الشيخ : لغير، لغير، لغير التفضيل !
القارئ : " قيل ومن استعمال صيغة أفعل لغير التفضيل قوله تعالى : (( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه )) ، وقوله : (( ربكم أعلم بكم )) أي وهو هين عليه ، وربكم عالم بكم ، وقول الشاعر " .
الطالب : انتهى .
الشيخ : إي انتهى خله يُكمل .
القارئ : " وإن مُدَّتِ الأيدي إلى الزادِ لم أَكُن *** بأعجَلِهم إذ أجشعِ القوم أعجلُ :
أي لم أكن بأعجلهم ، وقوله :
إن الذي سَمك السماءَ بنى لنا *** بيتاً دَعائِمه أَعزُّ وأطوَلُ :
أي دعائمه عزيزة طويلة ، وهل ينقاس على ذلك أم لا ؟! قال المبرد : ينقاس وقال غيره : لا ينقاس ، وهو الصحيح ، وذكر صاحب الواضح أن النحويين لا يرون ذلك ، وأن أبا عبيدة قال في قوله تعالى : (( وهو أهون عليه )) إنه بمعنى هين ، وفي بيت الفرزدق وهو الثاني إن المعنى عزيزة طويلة ، وإن النحويين ردوا على أبي عبيدة ذلك ، وقالوا لا حجة في ذلك له "
.
الشيخ : هاه ؟
الطالب : وأن النحويين !
الشيخ : إي ، وأن أبا عبيدة !
الطالب : هكذا مكتوبة .
الشيخ : وهو كذلك ، طيب الأمثلة التي ذكر المؤلف قوله : (( هو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه )) هذا الصحيح أنه على بابه ، (( وهو أهون عليه )) ، والكل عليه هيّن ، لكنه أراد أن يخاطب هؤلاء بأمر ظاهر عقلا : وهو أن الإعادة أهون من الابتداء ، فكيف تنكرون ما هو أهون في عقولكم ومحسوسكم ؟! نعم ، وإلا فالكل عليه هين ، لأن الكل يكون بأي شيء ؟! بكن ، فالكل هيّن ، لكنه يخاطب قوما ينكرون البعث ، فيقول : إنه يبدأ الخلق ثم يعيده وهو في محسوسكم أنتم ومعروفكم ومعقولكم أيضًا أن الإعادة أهون من الابتداء ، مثل قوله : (( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )) ومعلوم أن هؤلاء المكذبون للرسول ، أن هؤلاء المكذبين على ضلال ، وأن الرسول ومن معه على هدى ، كذلك : (( ربكم أعلم بكم )) الصحيح أنه على بابه ، وأنه أعلم بنا مِن أنفسنا ، ولا لا ؟
وليس المعنى عالم بكم فقط ، بل هو أعلم بكم -سبحانه وتعالى- ، وكذلك أيضا : " لم أكن بأعجلهم " : الصحيح أنه على بابه أيضا ، يعني مو بأعجل القوم ، وليس المعنى : ولست بعجلهم ، بل لست بأعجلهم ، يعني لست بأول مَن يمد يده ، لأن أول مَن يمد يده إذا قدّم الزاد : هو أعجلهم ، وهو دليل على شرهه ونهمته ، وأنه ما يتمالك نفسه حتى يقال له : تفضل وكل ، نعم طيب كذلك أيضا قوله :
" إن الذي سَمك السماءَ بنى لنا *** بيتاً دَعائِمه أَعزُّ وأطوَلُ " :
أي أعز وأطول ما هو مِن كل شيء ، معلوم أن الشاعر ما قصد هذا ، أعز وأطول من البيوت الأخرى ، والعزة واضحة ، نعم ، وأطول : من الطول المعنوي ، ما هو بالطول الحسي ، فالمراد به التفضيل ، والله أعلم .