شرح قول ابن مالك رحمه الله: وانعت بمشتق كصعــب وذرب *** وشبهه كذا وذي والمنتـــسب. حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف : " وانعت بمشتق " :
انعت : فعل أمر ، يعني لا تجز النعت إلا بمشتق ، " انعت بمشتق " : والمشتق معناه : الدال على الصفة والفاعل ، ما دل على الوصف والفاعل فإنه مشتق ، مثل : اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، واسم التفضيل ، هذا المشتق لأنه يدل على الوصف وفاعله ، فمثل : قائم ، وش يدل عليه ؟ على القيام وذاتٍ متصفة بها بالقيام .
مضروب : على الضرب وذات متصفة بوقوع الضرب عليها ، نعم .
بطل : يدل على البطولة ورجل متصف بها ، أفضل : يدل على الأفضلية ورجل متصف بها مثلا .
وإنما وجب النعت بالمشتق ، لأن المشتق وصف لذات ، وصف لذات فلابد أن يكون مشتملا على الوصف والذات ، النعت وصف لذات ، أو لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : أو ما أنتم معي ؟
الطالب : معك .
الشيخ : مررت بالرجلِ الفاضل ، الفاضل هاه وصف لإيش ؟
الطالب : لرجل .
الشيخ : لرجل وهو ذات ، فلابد أن يشتمل على وصف وذات ، وهذا لا يكون إلا في المشتق ، هذا وجه كونه لابد أن يكون النعت مشتقا ، مثّل له ابن مالك :
" كصعبٍ وَذَرِب " :
-رحمه الله- أعطاك الحكم والمثال ، فبالحكم تتقرر القاعدة ، وبالمثال تتضح القاعدة ، وهذا من حسن التعليم أن الإنسان إذا أتى بالأحكام يعقبها بالأمثلة ، حتى ترسخ الأحكام في ذهن الإنسان ، لاسيما الأشياء التي يصعب فهمها ، فإن : " بضرب الأمثال تعقل المعاني " ، في كتاب اسمه *النحو الواضح ، والبلاغة الواضحة ، قرأناه في المعاهد ، يأتي بالأمثلة أولا ، ثم يشرحها ، ثم يستنتج القاعدة ، عكس طريقة الأولين ، الأولين يأتون أولا بالأحكام ثم بالأمثلة .
" انعت بمشتق كصعب وذرب " :
" صعب " : وش هو صعب ؟ مأخوذة من أين ؟ من الصعوبة ، فهي إذن مشتقة .
" وذرب " : من الذرابة ، فهي إذن مشتقة ، طيب الصعوبة والذرابة وش تقتضي ؟ أن الإنسان يكون حازما ، ما يكون عنده لين فيضعف ، ولا عنده خمول فيُكسر ، يكون إنسان طَلِق وذرب ومعاه صعوبة .
" كصعبٍ وذَرِب *** وشبهه " : شبه المشتق مثل :
" كذا وذي والمنتَسِب " :
أيضا يقول : إنه يجوز أن يُنعت بما يشبه المشتق ، يجوز أن يُنعت بما يشبه المشتق مثل : ذا الذي هو اسم إشارة ، ها ، أو لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : لأن : ذا مؤولة بالمشتق ، كيف التأويل ؟ المشار إليه ، تقول : أكرم الرجل هذا ، أكرم الرجل هذا ، هذا : صفة لرجل ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : فإذا قال قائل : أسماء الإشارة غير مشتقة ، نقول : لكن مؤولة بالمشتق : أكرمِ الرجلَ المشارَ إليهِ ، المشار ، والمشار اسم مفعول ولا لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : فهو إذن مشتق ، فإذن يقول : وشبهه : أي مما يؤول بالمشتق كاسم الإشارة ذا وذي اسم إشارة ، لكن ذا للمفرد المذكر ، وذي للمفردة المؤنثة . " والمنتسب " : المنتسب : المنسوب إلى مكان أو قبيلة أو حرفة أو ما أشبه ذلك ، تقول : رأيتُ الرجلَ التميميَّ ، الرجلَ التميميَّ ، ما رأيكم في تميم هو تميم مشتق ولا جامد ؟
الطالب : جامد .
الشيخ : جامد ، التميمي إذن جامد ، لكننا نقول : هذا نسبة فيؤول التميمي المنسوب إلى تميم ، -وعليكم السلام ، صل ركعتين ، تحية المسجد صل ركعتين ، صل ركعتين واحضر الدرس- التميمي : أي المنسوب إلى تميم نعم ، أمامي غانمٌ الجرُّوميَّ ، هاه ؟
الطالب : منسوب إلى ابن جروم .
الشيخ : منسوب إلى ابن جروم ؟
الطالب : نعم يا شيخ عنده .
الشيخ : ما يخالف ، رجل ، طيب يصلح هذا ولا لا .
الطالب : نعم .
الشيخ : يصلح ، يعني المنسوب إلى كذا ، طيب المنسوب إلى قبيلة إلى مكان إلى مكان ؟
الطالب : فلان المدني !
الشيخ : نعم ، فلان المدني ، أكرم الرجلَ المدنيَّ ، أكرمَ الرجلَ المكي ، وما أشبه ذلك ، فهذا منسوب إلى المكان ، إذن ينعت بالمشتق والمؤول بالمشتق وهو اسم الإشارة ، وش بعد ؟ والمنسوب ، اسم الإشارة والمنسوب ، طيب ما رأيكم لو يقال : هذا رجلٌ حجرٌ ؟ الحجر جامد ولا مشتق ؟
الطالب : جامد .
الشيخ : يصلح هذا الوصف به ؟ النعت به ؟
الطالب : إي .
الشيخ : ها ؟
الطالب : يصلح .
الشيخ : ما يصلح إلا إذا كان مؤولا ، إلا إذا كان مؤولا أما تقول : هذا رجل حجر ، تريد الحجر الحقيقي بدون تأويل ، فهذا لا ، فيؤول هذا رجلٌ حجرٌ أي رجلٌ قاسي ، هاه ويقال : هذا تلميذٌ زُبدَة ، الزبدة مشتق ولا لا ؟
الطالب : لا ، جامد .
الشيخ : جامد ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : يصلح نؤول نصف به ؟
الطالب : بالتأويل .
الشيخ : إي بالتأويل ، يعني زبدة ما يعطي شيء أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لأن الزبدة لينة ، لو تقول بها هكذا تلاقت أصابعك ، فإذن يكون زبدة بمعنى : هاه ؟
الطالب : ليس صعبا .
الشيخ : لين ، مؤول ليس قويا ، طيب .
" والمنتسب " :