شرح قول ابن مالك رحمه الله: وامنع هنا إيقـــاع ذات الطلب *** وإن أتت فالقول أضمر تصــب. حفظ
الشيخ : إلا أنه استثنى فقال :
" وامنَع هنا إيقاعَ ذاتِ الطلب " :
هذا الذي يستثنى ، " وامنع هنا " : أي في باب النعت ، امنع إيقاع ذات الطلب ، ما تأتي الجملة المنعوت بها ، ما تأتي طلبية ، وإنما تأتي خبرية ، يعني ما تأتي فعل أمر ، ما تأتي مقرونة بلا الناهية ، ما تأتي مقرونة بأداة استفهام ، وقد علمنا ونحن ندرس في البلاغة ، علمنا ما هو الإنشاء وما هو الخبر ، يعني يقول المؤلف هنا : لا يمكن أن تأتي الجملة نعتا إذا كانت طلبية ، وتأتي خبرية ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : من أين نأخذ أنها تأتي خبرية ؟ مِن قوله : " وامنع هنا " ، هنا
" إيقاع ذات الطلب " .
نشوف الآن الأمثلة : زيدٌ أكرمه ، صح ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : صحيح ، زيد مبتدأ ، وأكرمه الجملة خبر ، يصح ، نعم .
زيد لا تُهنه ؟
الطالب : صح .
الشيخ : صح ، والجملة هذه هنا خبرية . مررتُ برجلٍ اضربه ؟
الطالب : لا هذا ما يصح .
الشيخ : ليش ؟
الطالب : لأنها طلبية .
الشيخ : لأنها طلبية ، ونحن نريدها نعت الآن ، مررت برجل اضربه : ما يصح ، لأن الباء حرف جر ، ورجل اسم مجرور بالباء ، واضرب فعل أمر ما تقع نعتا ، الجملة الطلبية ما تقع نعتا ، فهمتم يا جماعة ؟ وتقع ؟
الطالب : خبرا .
الشيخ : خبرا ، مررت برجلٍ لا تكْسِرْ خاطِرَهُ ، هاه ؟
الطالب : ما يصلح .
الشيخ : ما يصلح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : لأنها طلبية .
الشيخ : لأنها طلبية ، مررتُ برجلٍ هل رأيته في السوق ؟!
الطالب : ما تصح .
الشيخ : ما يصلح ، لماذا ؟
الطالب : لأنها طلبية .
الشيخ : لأنها طلبية ، طيب ، ما جوابنا على قول الشاعر ، وهو قد استضاف قومًا ، استضاف قومًا في النهار ، وكان القوم بخلاء ، فقالوا : لن نقدم له ضيافة في النهار يراها ، فيشمِّت بنا الأعداء ، نبي نخليه إلى أن يظلم الليل ، ونجيب له ضيافة رديئة لأجل ما يشوف ، لكن هذا الضيف كان بَليَّة من البلايا ، فعلوا ذلك ، لما أظلم الليل جابوا له حليب نصفه ماء ، فقال :
" حتى إذا جَنَّ الظلامُ واختَلَط *** جاؤوا بِمذقٍ هل رأيتَ الذئبَ قط " !!
نعم ، " جاؤوا بمذق " : الباء حرف جر ، جاء مذق اسم مجرور بالباء ، هل أداة استفهام ، " رأيت الذئب قط " : رأيت فعل وفاعل ، والذئب مفعول به ، وقط ظرف مبني على الضم في محل نصب ، جملة " هل رأيت الذئب قط " : يريد أن تكون صفة للمذق ، الذئب مين الي شايفه ؟
الطالب : أنا .
الشيخ : شفته ؟
الطالب : إي .
الشيخ : وش لونه أشهب ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : هو يقول : جاؤوا بلبن مشوب ، أشهب مثل لون الذئب ، أظن أن اللبن الأشهب ثلاثة أرباعه ماء ، أو لا ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : أو لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : طيب هذا يقول : " جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط " : فهو هذا المذق ، لونه لون الذئب ، عرفتم !؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : طيب الآن الجملة يريدها الشاعر أن تكون صفة لهذا المذق ، صفة له ، فكيف الجواب عن قول ابن مالك : " وامنع هنا إيقاع ذات الطلب " ؟
نقول : الجواب من كلام ابن مالك -رحمه الله- قال :
" وإن أتت فالقولَ أضمِر تُصِبِ " :
إن أتت الجملة الطلبية صفة ، فأضمر القول ، فأضمر القول ، فتقول في البيت : جاؤوا بمذق مقول فيه هل رأيت الذئب قط ، مقول فيه هل رأيت الذئب قط ، وتكون الوصف هنا المضمر ، المحذوف يعني ، وهي : مقول فيه ، وهي اسم ، مقولٍ : اسم ، جاؤوا بمذق مقول فيه هل رأيت الذئب قط ، وهل رأيت الذئب قط : تصح أن تكون مقول القول ، تصح أن تكون مقول القول ، طيب إذا قلت : مررت برجلٍ اضربه ، هاه نضمر القول ؟
الطالب : لا .
الشيخ : إلا ، مقول فيه اضربه ، مقول فيه اضربه ، لأنه هو يقول ابن مالك : كلما رأيت جملة طلبية واقعة نعتا لمنكر ، نعم فأضمر فيها القول .
" إن أتت فالقول أضمر " :
لكن يُفهم من قوله -رحمه الله- : " إن أتت " : أنك لا تأتي بها ، لكن إذا سُمعت من العرب العرباء فأنت أضمر فيها القول ، أما أنك أنت تجي في القرن الخامس عشر ، وتهرج بهرج مكسر ، وتجيب صفة لمنكر ، هاه بجملة طلبية ، وتقول : إن ابن مالك يقول : " وإن أتت فالقول أضمر تصب " !!
وأنا جبته لك ، فأضمر فيها القول ، وش تقول ؟ أقول : ما أقبل كلامك أنت ، ما أقبل لأنك لست بعربي أصلي ، فإذا واحد يقول للثاني : يا فلان رأيتُ فلانا هل رأيتَ الأسد ؟!
الطالب : لا .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : نقول : هذا ما يصلح .
الشيخ : هذا إيش ؟
الطالب : نقول هذا ما يصح .
الشيخ : إي ، نقول : هذا ما يصلح ، طيب أنا أقول : رأيت فلانا هل رأيت الأسد ، المعنى فلانا مقولا فيه : هل رأيت الأسد ، لأن ابن مالك يقول :
" إن أتت فالقول أضمر " !!
نقول : لكن أنت أتيت بعد ابن مالك ، نعم ، أتيت بعد ابن مالك ، وابن مالك أيضا لو جابها هو بنفسه غلطناه ، ما قبلناه ، ما نقبل أن تأتي إلا من العرب العرباء ، ومع ذلك إذا أتت نؤولها ، فنضمر القول :
" وإن أتت فالقول أضمر تصِبِ " .
فهمنا من كلامه القاعدة الآن ، القاعدة الأولى : " لا ينعت إلا بمشتق ، أو بمؤول بمشتق " ، العلة ؟
الطالب : لأن مذكور فيه فاعل .
الشيخ : لأن الوصف يدل على الصفة والمتصف بها ، والذات ، فلابد أن يكون مشتقا ، طيب : " وانعت بمشتق " واضح .
والقاعدة الثانية من البيت الثاني : " تقع الجملة نعتا لنكرة ، وتعطى حكم الجملة الواقعة خبرا ، إلا أنه هنا لا تأتي بجملة الطلبية ، وإن أتت وجب إضمار القول ، ليكون نعتا ، وتكون الجملة مقولا للقول المحذوف " ، إي نعم ، والله أعلم .
الطالب : ... الوصف ؟
الشيخ : أيهن ؟
الطالب : يعود على ...
الشيخ : لا ، كيف ؟ الآن يعني إذا أضمرنا ؟! إي يكون مبهم .
الطالب : شيخ قضاء الرواتب !
الشيخ : هاه ؟
الطالب : قضاء الرواتب ؟!
الشيخ : نعم .
الطالب : كيف قضاء الرواتب ؟
الشيخ : إي نعم .
" وامنَع هنا إيقاعَ ذاتِ الطلب " :
هذا الذي يستثنى ، " وامنع هنا " : أي في باب النعت ، امنع إيقاع ذات الطلب ، ما تأتي الجملة المنعوت بها ، ما تأتي طلبية ، وإنما تأتي خبرية ، يعني ما تأتي فعل أمر ، ما تأتي مقرونة بلا الناهية ، ما تأتي مقرونة بأداة استفهام ، وقد علمنا ونحن ندرس في البلاغة ، علمنا ما هو الإنشاء وما هو الخبر ، يعني يقول المؤلف هنا : لا يمكن أن تأتي الجملة نعتا إذا كانت طلبية ، وتأتي خبرية ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : من أين نأخذ أنها تأتي خبرية ؟ مِن قوله : " وامنع هنا " ، هنا
" إيقاع ذات الطلب " .
نشوف الآن الأمثلة : زيدٌ أكرمه ، صح ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : صحيح ، زيد مبتدأ ، وأكرمه الجملة خبر ، يصح ، نعم .
زيد لا تُهنه ؟
الطالب : صح .
الشيخ : صح ، والجملة هذه هنا خبرية . مررتُ برجلٍ اضربه ؟
الطالب : لا هذا ما يصح .
الشيخ : ليش ؟
الطالب : لأنها طلبية .
الشيخ : لأنها طلبية ، ونحن نريدها نعت الآن ، مررت برجل اضربه : ما يصح ، لأن الباء حرف جر ، ورجل اسم مجرور بالباء ، واضرب فعل أمر ما تقع نعتا ، الجملة الطلبية ما تقع نعتا ، فهمتم يا جماعة ؟ وتقع ؟
الطالب : خبرا .
الشيخ : خبرا ، مررت برجلٍ لا تكْسِرْ خاطِرَهُ ، هاه ؟
الطالب : ما يصلح .
الشيخ : ما يصلح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : لأنها طلبية .
الشيخ : لأنها طلبية ، مررتُ برجلٍ هل رأيته في السوق ؟!
الطالب : ما تصح .
الشيخ : ما يصلح ، لماذا ؟
الطالب : لأنها طلبية .
الشيخ : لأنها طلبية ، طيب ، ما جوابنا على قول الشاعر ، وهو قد استضاف قومًا ، استضاف قومًا في النهار ، وكان القوم بخلاء ، فقالوا : لن نقدم له ضيافة في النهار يراها ، فيشمِّت بنا الأعداء ، نبي نخليه إلى أن يظلم الليل ، ونجيب له ضيافة رديئة لأجل ما يشوف ، لكن هذا الضيف كان بَليَّة من البلايا ، فعلوا ذلك ، لما أظلم الليل جابوا له حليب نصفه ماء ، فقال :
" حتى إذا جَنَّ الظلامُ واختَلَط *** جاؤوا بِمذقٍ هل رأيتَ الذئبَ قط " !!
نعم ، " جاؤوا بمذق " : الباء حرف جر ، جاء مذق اسم مجرور بالباء ، هل أداة استفهام ، " رأيت الذئب قط " : رأيت فعل وفاعل ، والذئب مفعول به ، وقط ظرف مبني على الضم في محل نصب ، جملة " هل رأيت الذئب قط " : يريد أن تكون صفة للمذق ، الذئب مين الي شايفه ؟
الطالب : أنا .
الشيخ : شفته ؟
الطالب : إي .
الشيخ : وش لونه أشهب ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : هو يقول : جاؤوا بلبن مشوب ، أشهب مثل لون الذئب ، أظن أن اللبن الأشهب ثلاثة أرباعه ماء ، أو لا ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : أو لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : طيب هذا يقول : " جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط " : فهو هذا المذق ، لونه لون الذئب ، عرفتم !؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : طيب الآن الجملة يريدها الشاعر أن تكون صفة لهذا المذق ، صفة له ، فكيف الجواب عن قول ابن مالك : " وامنع هنا إيقاع ذات الطلب " ؟
نقول : الجواب من كلام ابن مالك -رحمه الله- قال :
" وإن أتت فالقولَ أضمِر تُصِبِ " :
إن أتت الجملة الطلبية صفة ، فأضمر القول ، فأضمر القول ، فتقول في البيت : جاؤوا بمذق مقول فيه هل رأيت الذئب قط ، مقول فيه هل رأيت الذئب قط ، وتكون الوصف هنا المضمر ، المحذوف يعني ، وهي : مقول فيه ، وهي اسم ، مقولٍ : اسم ، جاؤوا بمذق مقول فيه هل رأيت الذئب قط ، وهل رأيت الذئب قط : تصح أن تكون مقول القول ، تصح أن تكون مقول القول ، طيب إذا قلت : مررت برجلٍ اضربه ، هاه نضمر القول ؟
الطالب : لا .
الشيخ : إلا ، مقول فيه اضربه ، مقول فيه اضربه ، لأنه هو يقول ابن مالك : كلما رأيت جملة طلبية واقعة نعتا لمنكر ، نعم فأضمر فيها القول .
" إن أتت فالقول أضمر " :
لكن يُفهم من قوله -رحمه الله- : " إن أتت " : أنك لا تأتي بها ، لكن إذا سُمعت من العرب العرباء فأنت أضمر فيها القول ، أما أنك أنت تجي في القرن الخامس عشر ، وتهرج بهرج مكسر ، وتجيب صفة لمنكر ، هاه بجملة طلبية ، وتقول : إن ابن مالك يقول : " وإن أتت فالقول أضمر تصب " !!
وأنا جبته لك ، فأضمر فيها القول ، وش تقول ؟ أقول : ما أقبل كلامك أنت ، ما أقبل لأنك لست بعربي أصلي ، فإذا واحد يقول للثاني : يا فلان رأيتُ فلانا هل رأيتَ الأسد ؟!
الطالب : لا .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : نقول : هذا ما يصلح .
الشيخ : هذا إيش ؟
الطالب : نقول هذا ما يصح .
الشيخ : إي ، نقول : هذا ما يصلح ، طيب أنا أقول : رأيت فلانا هل رأيت الأسد ، المعنى فلانا مقولا فيه : هل رأيت الأسد ، لأن ابن مالك يقول :
" إن أتت فالقول أضمر " !!
نقول : لكن أنت أتيت بعد ابن مالك ، نعم ، أتيت بعد ابن مالك ، وابن مالك أيضا لو جابها هو بنفسه غلطناه ، ما قبلناه ، ما نقبل أن تأتي إلا من العرب العرباء ، ومع ذلك إذا أتت نؤولها ، فنضمر القول :
" وإن أتت فالقول أضمر تصِبِ " .
فهمنا من كلامه القاعدة الآن ، القاعدة الأولى : " لا ينعت إلا بمشتق ، أو بمؤول بمشتق " ، العلة ؟
الطالب : لأن مذكور فيه فاعل .
الشيخ : لأن الوصف يدل على الصفة والمتصف بها ، والذات ، فلابد أن يكون مشتقا ، طيب : " وانعت بمشتق " واضح .
والقاعدة الثانية من البيت الثاني : " تقع الجملة نعتا لنكرة ، وتعطى حكم الجملة الواقعة خبرا ، إلا أنه هنا لا تأتي بجملة الطلبية ، وإن أتت وجب إضمار القول ، ليكون نعتا ، وتكون الجملة مقولا للقول المحذوف " ، إي نعم ، والله أعلم .
الطالب : ... الوصف ؟
الشيخ : أيهن ؟
الطالب : يعود على ...
الشيخ : لا ، كيف ؟ الآن يعني إذا أضمرنا ؟! إي يكون مبهم .
الطالب : شيخ قضاء الرواتب !
الشيخ : هاه ؟
الطالب : قضاء الرواتب ؟!
الشيخ : نعم .
الطالب : كيف قضاء الرواتب ؟
الشيخ : إي نعم .