قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... ونعتوا بجملة منكرا *** فأعطيت ما أعطيته خبرا تقع الجملة نعتا كما تقع خبرا وحالا وهي مؤولة بالنكرة ولذلك لا ينعت بها إلا النكرة نحو مررت برجل قام أبوه أو أبوه قائم ولا تنعت بها المعرفة فلا تقول مررت بزيد قام أبوه أو أبوه قائم. وزعم بعضهم أنه يجوز نعت المعرف بالألف واللام الجنسية بالجملة وجعل منه قوله تعالى: (( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار )) وقول الشاعر: 286 - ولقد أمر على اللئيم يسبني *** فمضيت ثمت قلت لا يعنيني "نسلخ" صفة لليل ويسبني صفة للئيم ولا يتعين ذلك لجواز كون نسلخ ويسبني حالين. وأشار بقوله فأعطيت ما أعطيته خبرا إلى أنه لا بد للجملة الواقعة صفة من ضمير يربطها بالموصوف وقد يحذف للدلالة عليه كقوله: 287 - وما أدرى أغيرهم تناء ... وطول الدهر أم مال أصابوا حفظ
القارئ : " ونعتوا بجملةٍ منكرا *** فأُعطِيَت ما أُعطِيتْهُ خَبَرا .
: تقع الجملة نعتا كما تقع خبرا وحالا ، وهي مؤولة بالنكرة ، ولذلك لا ينعت بها إلا النكرة ، نحو : مررت برجل قام أبوه ، أو أبوه قائمٌ ، ولا تنعت بها المعرفة ، فلا تقول : مررت بزيدٍ قام أبوه ، أو أبوه قائم ، وزعم بعضهم أنه يجوز نعت المعرف بالألف واللام الجنسية بالجملة ، وجعل منه قولَه تعالى : (( وآية لهم الليل نسلخُ منه النهار )) ، وقول الشاعر :
ولقد أمرُّ على اللئيمِ يَسُبُّنِي *** فَمضيتُ ثـُمَّتَ قلت لا يعنيني ،
فنسلخ : صفة الليل ، ويسبني صفة اللئيم ، ولا يتعين ذلك لجواز كوني نسلخ ويسبني حالين "
.
الشيخ : هذا تأويل للآية وللبيت ، ومنهم من أوّل أن الليل واللئيم بمعنى النكرة ، وأن التقدير : وآية لهم ليلٌ نسلخ منه النهار ، ولقد أمرُّ على لئيم يسبني ، وحينئذ يكون هذا بمعنى النكرة ، لأنه للجنس والجنس عام في أفراده ، فهو كالنكرة المطلقة في أفرادها ، وكما علمنا مما سبق أن : آية لهم الليل يمكن أن نجعل نسلخ الجملة في موضع نصب على الحال ، يعني حال كوننا سالخين منه النهار ، " ولقد أمر على اللئيم يسبني " : أي حال كونه يسبني ، ويقولون : " إن الدليل إذا ورد عليه الاحتمال بطل به الاستدلال " ، نعم ، الخلاصة الآن وش فهمنا ؟
فهمنا أن الجملة تكون نعتا لكن بشرط أن يكون المنعوت نكرة ، مررت برجلٍ يقرأ ، مررت برجلٍ كتابه معه ، أما أن تقول : مررت بالرجل يقرأ ، فتأتي الجملة بعد معرفة ، فاجعل الجملة حالا ، ولهذا يقولون -من القواعد المعروفة عندهم أو الضوابط- : " الجمل بعد النكرات صفات ، وبعد المعارف أحوال " ، إي نعم .