شرح قول ابن مالك رحمه الله: بالنفس أو بالعين الاسم أكدا *** مع ضمـــــير طابــــــق المؤكـــــد. حفظ
الشيخ : وأما المعنوي فذكره المؤلف في هذه الأبيات ، قال :
" بالنفسِ أو بالعينِ الاسمُ أُكِّدا " :
الاسم مبتدأ ، وجملة أكّد خبره ، وبالنفس أو بالعين هذا متعلق بأكّد ، والمؤلف -رحمه الله- معلِّم حتى بالتعبير ، قال في الترجمة : " التوكيد " ، وقال في البيت : " أكّدا " ، ولم يقل : وكّد ، ما جاء بهذه بالواو ، مع أنه لو جاء بالواو لاستقام الوزن ، ما يختل الوزن ، لكن كأنه يقول : يجوز بالهمز ويجوز بالواو ، طيب ، بالنفس أو بالعين ، يؤكد الاسم بالنفس ويؤكد بالعين ، فتقول : أكرمتُ زيدًا نفسَه ، نفسَه ، هذا تأكيد ، وش الفائدة من التأكيد ؟
الفائدة من التأكيد أمران : التقوية ، ونفي احتمال المجاز ، لأنك إذا قلت : أكرمت زيدا ، يحمل أنك أكرمت والده ، أكرمت قريبه ، أكرمت غلامه ، أكرمت رسوله الذي أرسله إليك ، فإذا قلت : نفسَه ، يزول هذا الاحتمال ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : يزول هذا الاحتمال ، إذن ففائدته مع التوكيد نفي احتمال المجاز ، نفي احتمال المجاز .
والعين ، تقول : رأيتُ زيدًا عينَه ، رأيتُ زيدًا عينَه ، فعين هنا بمعنى نفس ، توكيد ، الإعراب تقول : أكرمتُ زيدًا نفسَه : أكرمت فعل وفاعل ، وزيدا مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، ونفسَ توكيد لزيد منصوب بالفتحة الظاهرة ، ونفس مضاف ، والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ، لكن اعلم أنه ليس معناه كلما جاءت النفس والعين فيه تأكيد ، لا ، قد تكون لغير التأكيد ، كما لو قلت : أزهقتُ زيدًا نفسَه ، هذه ما تكون تأكيد ، أزهقتُ زيدًا نفسَه ، هذه تكون بدل ، أو عطف بيان ، لأنك لم ترد أن تؤكد زيد بالنفس ، وإنما تريد أن تبين ما وقع عليه الفعل ، وكذلك تقول :فقأتُ زيدًا عينَه ، تعرب عينه توكيد ؟
الطالب : لا ، بدل بعض من كل .
الشيخ : ها ؟ بدل بعض من كل ، أو لا ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : لأنه معلوم أن زيد نفسه ما هو بيفقأ ، إذن نعرف أن النفس والعين ليس معناه كلما جاءت بعد اسم فهي توكيد ، لكن إذا جاءت مؤكِدة لذلك الاسم فهي توكيد ، اشترط المؤلف قال :
" مَعَ ضَميرٍ طابقَ المؤكَّدا " :
" مَعَ ضَميرٍ طابقَ المؤكَّدا " : لابد أن يكون فيها ضمير -أي في النفس والعين- يطابق المؤكد ، تقول : أكرمتُ زيدًا نفسَهُ ، نفسَهُ ، وين الضمير ؟ الطالب : الهاء .
الشيخ : الهاء ، طيب ، قلت مرة ثانية : أكرمتُ زيدًا نفسَها ؟!
الطالب : ما يصح .
الشيخ : ما يصلح ؟
الطالب : لازم يطابق .
الشيخ : إي ، ما يصلح لابد أن يطابق ، وها ما تصح إلا للمرأة ، طيب ، أكرمت زيد نفسهما ؟
الطالب : كذلك .
الشيخ : ما يصح لابد يطابق ، أكرمتُ الرجلين نفسَهما ؟
الطالب : لا .
الشيخ : نفسَهما
الطالب : لا ما تصح .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : لابد يطابق أنفسهما .
الشيخ : لا لا ، هو يقول مع ضمير ، مع ضمير ، الآن الضمير نفسهما هاه يصلح ؟
الطالب : توكيد ؟
الشيخ : إلا مطابق ، طيب : " مع ضمير طابق المؤكدا " :
إذن : أكرمت الرجلين نفسهما ، جائز لأن المؤلف لم يقل لنا إنه يجب أن يكون الموكِّد مطابقا للمؤكَّد وإنما قال : " مع ضمير طابق المؤكدا " .
طيب : أكرمتُ الرجال نفسَهم ، هاه يصلح ولا ما يصلح ؟
الطالب : يصلح .
الشيخ : يصلح ، لأن الضمير مطابق .