شرح قول ابن مالك رحمه الله: فاعطف بواو سابقا أو لاحقا *** في الحكم أو مصاحبا موافـــقا. حفظ
الشيخ : قال :
" فاعطِفْ بواوٍ سابقًا أو لاحِقًا *** في الحكمِ أو مُصاحِبًا مُوافِقاً " .
: الواو يسمى أم الباب ، لأنه يعطف به كل شيء ،
" فاعطف بواو سابقا أو لاحقا *** في الحكم " : السابق المتقدم ، واللاحق المتأخر ، والمصاحب الموافق ؟
الطالب : الموافق .
الشيخ : الموافق ، الذي معاه ، تقول مثلا : ولد محمد وابنه ، هذا المثال ، أيهم الأول ؟
الطالب : الاب .
الشيخ : هاه طيب ، ابنه لاحق ، ابنه لاحق ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ابنه لاحق ، زين ، وتقول : مر عليّ رمضان وشعبان ، مر عليّ رمضان وشعبان ، وأنا هنا .
الطالب : ما في عطف .
الشيخ : لا لا ، عطفت : مرّ علي رمضان وشعبان ، عطفنا سابقاً على لاحق ، عطفنا سابقاً .
الطالب : على حسب اللفظ .
الشيخ : كله واحد ، شعبان قبل رمضان على كل حال ، نحن في ربيع الثاني ، ولا لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : تقول : إني بقيت بالبلد الفلاني رمضان وشعبان ، صح ولا ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : أيهم اللاحق ؟
الطالب : رمضان .
الشيخ : رمضان ، إذن عطفنا سابقا على لاحق ، يعني ما تستطيع إنك تغلطه ،ما تقدر تقول : هذا غلط ، شعبان هو الأول ، لكن لو أقول لك : جلست في البلد الفلاني رمضان ثم شعبان ! غلط ولا لا ؟
الطالب : غلط .
الشيخ : سمي غلطة ، ليش ؟ شعبان هو الأول ، ولهذا احتاجوا إلى أن يجيبوا على قول الشاعر :
" إنَّ مَن سَادَ ثم سَادَ أَبوهُ *** ثمَّ سَادَ مِن بعدِ ذلكَ جَدُّهُ " :
وش يعني ؟! نعم هذا عكس ، ما يصير ، لكن بعض الناس عفاريت ، قال : ما فيه عكس ، سيادة الإنسان مباشرة ، والذي يليها هاه سيادة أبيه ، والذي يليها سيادة جده .
فالإنسان ينتفع بسيادته هو أولا ، ثم إذا ما صار ما هو بسيد ، أبوه سيادته تنفعه ولا لا ، ولهذا تجد الصبي ابن الوزير مثلا ، ما له قيمة ، لكن إذا صار أبوه ماسك يده وش سوى به ؟!
الطالب : يسود .
الشيخ : يسود ، فعاد عليه بالبركة عندنا ، نعم لأنه ساد أبوه ولا لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : إذا ما ساد الأب فالجد ، فقال أنا ما أردت أن أرتبهم بالوجود ، ترتيبهم بالوجود : الجد هو الأول ، ثم الأب ، ثم الولد ، لكن أنا أريد أن أرتبهم بما ينتفع به هذا السيد ، ينتفع الإنسان أولا بسيادته بنفسه ، ثم بأبيه ثم بجده ، لكن يتوجه عليه التغليط ولا ما يتوجه ؟
الطالب : يتوجه .
الشيخ : يتوجه ، أما إذا قلت : بقيت في هذا المكان رمضان وشعبان ، ما أحد يقدر يقول لك شيء ، " اعطف سابقا أو لاحقا " .
" أو مصاحباً موافقاً " : وش مصاحبا موافقا ؟ ها ؟
الطالب : جميع يعني .
الشيخ : جميع .
الطالب : جاء زيدٌ وعلي معًا .
الشيخ : جميع ، جاء زيدٌ وعلي معاً ، جميعاً ، ولا لا ؟ دخل عليّ زيد وعلي ، ها موافق ؟
الطالب : في انتقاد .
الشيخ : نشوف إن كان الباب ضيّق نعم ، ففيه سابق ولاحق ، إن كان الباب واسع ، فيجوز الاثنين يصير موافق .
الطالب : شيخ ... زاد واو ؟
الشيخ : ها ؟ لا لا قلنا : مع النظر هناك ، نعم .