ذكر قواعد التصغير من حاشية الشرح مع تعليق الشيخ عليها. حفظ
الطالب : " قواعد التصغير خمس : الأولى : تصغير ما يتوهم كبره نحو : جبيل تصغير جبل " .
الشيخ : نعم ، يعني لو أن أحدا قال : أنا والله ما أريد أن أذهب مع هذا الطريق ، لأن فيه جبلا ، فتقول له : أبدا ما في إلا جبيل ، هذا المقصود به إيش ؟ تصغير ما يتوهم كبره ، من أجل أن يعزم ويمشي ، نعم ؟
الطالب : هل داخل في التحقير ؟
الشيخ : نعم ؟
الطالب : هل هو داخل في التحقير ؟
الشيخ : لا هو حقيقة ، حقيقة أنه جبيل صغير ولكن المتوهم أنه كبير ، فأنا ما حقرته لأنه حقير ، لكن لأن هذا هو الواقع ، نعم .
الطالب : " الثانية : تحقير ما يتوهم عظمه نحو سُبيع تصغير سبع " .
الشيخ : نعم ، السبع معروف ، وجسمه معروف ، لكن الإنسان قد يظن أنه عظيم ، فأحقره ، وأقول : سُبيع ، وكذلك لو قال قائل : أنا والله ما أروح لفلان أزوره لأن عنده كلب، كلب عظيم يأكل الإنسان ، فأقول له : ما عنده إلا كليب ، يعني كليب ، كليب صغير .
الطالب : أو أُسيد .
الشيخ : أو أُسيد إن كان عنده أسد ، نعم .
الطالب : " الثالثة : تقليل ما يتوهم كثرته نحو : دريهمات تصغير جمع درهم " .
الشيخ : وجمعه : دراهم ، قال واحد : هذا الرجل عنده دراهم كثيرة ، قال : لا أبدا ما عنده إلا دريهمات ، لماذا قال عنده دراهم كثيرة ؟ قال هي طريقة مثلا ، قال هذا معاه كثيرة عليه ، قال : لا ، عنده دراهم ، قال : ما عنده إلا دريهمات ، دريهمات ، هذا المقصود : تقليل ما يظن تكثيره .
الطالب : فيه دريهمات يا شيخ لما يكون عنده.
الشيخ : ها ؟
الطالب : إذا فيه دريهمات بالأرض ، يعني عندهم مبالغ .
الشيخ : عجيب .
الطالب : إي ، إذا قالوا : فلان عنده دراهم مال ، نعرف أنه ضعيف !
الشيخ : تفهمون هذا أنتم ؟
الطالب : ها ؟ تعظيم هذا يا شيخنا يعني .
الشيخ : على كل حال إذا قصد التعظيم ننبه الأول نقول عنده دراهم ، نعم .
الطالب : " الرابعة : تقريب ما يتوهم بعده ، إما في الزمن نحو : قبيل العصر ، وإما في المكان نحو : طُرَيق الدار ، وإما في الرتبة نحو : أُصيغرَ منه " .
الشيخ : أُصيغرُ .
الطالب : " أُصيغرُ منه " .
الشيخ : يعني هو أصغر منه ، أصيغر ، طيب تقريب ما يتوهم بعده : إما بالزمن ، ظن الإنسان وهو نائم عقب الظهر ، فاستيقظ ووقت العصر ضيق فأقول له : أنت الآن قبيل العصر ، وش الغرض ؟!
تقريب ما يتوهم بعده بالزمن .
في مكان يقول مثلا : فويق الدار ، كان في الأول إنه مرتفع كثيرًا ، فأقول : فويق الدار ، ومنه قول خبثاء الفلاسفة : " مقام النبوة في برزخ ، فويق الرسول ودون الولي " ، " مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي " ، أي أفضل عندهم ؟
الطالب : الولي .
الشيخ : الولي ثم النبي ، لكن النبي منحط جداً عن الولي ، لأنه قال دون الولي ، ثم قال بعد ذلك :
الطالب : الرسول .
الشيخ : الرسول، والرسول ، النبي قريب منه ، وكلاهما دون الولي ، ولهذا يزعمون أن أولياءهم أفضل من الرسل وأفضل من الأنبياء ، ويقولون في الدين : إن من أئمتنا من هو في مرتبة لا ينالها مَلَك مقرّب ولا نبي مرسل ، قاتلهم الله طيب ومنه أيضا .
الطالب : يا شيخ صحيح هذا الكلام ، هم قالوا : يعتقد به كافر .
الشيخ : هذا كفر ما في إشكال .
الطالب : طيب الذين يسيؤون منهم ما يدخلوا النار إذا لم يعتقدوا هذا !
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ما يدخلوا النار ثم هم في الآخرة في النار مثل الكافرين إذا كانوا يعتقدون هذا فهم يكفرون .
الشيخ : إي نعم ، لكن هم ما يقولون ذلك ، هم يقينون في الجنة يدخلونها بلا حساب ولا عذاب .
الطالب : نحن نقول الواقع !
الشيخ : خل الواقع ، هذا عندهم ، طيب ومنه أيضا !
الطالب : باقي واحد .
الشيخ : إي هي هذا الخامس : ومنه أيضا : بعض الناس إذا أراد أنه يقرب لك الشيء ، يقول لك عندي مثلا : ما بينا إلا ثنيوات ، ما بينك وبينهم إلا ثنيوات ، ربما تمشي نصف يوم وأنت ما تصل ، وهذه معروفة عند من ؟
الطالب : عند البادية .
الشيخ : عند البادية ، معروف إذا قال لك : تراه قريّب قريّب عندك ، قُريِّب تصغير قريب ، نعم ، يمكن يوم كامل ، نعم ، وهذا .
الطالب : قريّب قريّب ؟
الشيخ : إي نعم ، وهذا مما يدل على أنهم نشيطين ، وأنه لا يهمهم المسافة قربت أو بعدت ، نعم ، أُصيغر منك : هذا تعبير عن قليل ، يعني مثلا واحد ظن أن مرتبته كبيرة ، فقال هو أُصيغر منك ، يعني ؟
الطالب : أصغر منك قليلا .
الشيخ : أصغر منك قليلا ، نعم ، الخامسة !
الطالب : " الخامسة : التعظيم كما في قول لبيد بن ربيعة العامري :
وكلُّ أناسٍ سوف تدخل بينهم *** دويهية تصفر منها الأناملُ ،
وأنكر هذه الفائدة البصريون ، وزعموا أن التصغير لا يكون للتعظيم ، لأنهما متنافيان "
.
الشيخ : إي نعم ، وكيف يجيبون عن هذا البيت ؟ " دويهية " : يقولون : إن هذه المراد إنها شيء بسيط عند الناس ، كل الناس يصابون بها ، ما هي شيء عزيز لا يمكن أن يدرك ، ومع ذلك فإنها وإن كانت شائعة وتصيب كل الناس ، فإنها تصفر منه الأنامل .
الطالب : دويهية مع تصفر منه الأنامل !
الشيخ : إي ، لكن كل أحد تصفر منه الأنامل ، نعم ما أريد الشرح .