شرح قول ابن مالك رحمه الله: والفاء قد تحذف مع ما عطفت *** والـــواو إذ لا لبـــــــــــــــــــس ... حفظ
الشيخ : " والفاء قد تحذفُ معْ ما عَطَفَت " :
والفاء قد تحذف مع ما عطفت : يعني مع معطوفها ، تحذف الفاء مع معطوفها ، ولكن بشرط أن يؤمن اللبس ، فإن لم يؤمن اللبس ما جاز الحذف وقد ذكر ابن مالك قاعدة في هذا مفيدة وهو قوله : " وحذف ما يعلم جائز " ، نعم ، هذه قاعدة من أصول النحو في الواقع ، فإذا عُلم المعطوف فإن الفاء قد تحذف مع معطوفها ، الفاء ومعطوفها تحذف ، ومثلوا لذلك بقوله تعالى : (( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )) (( فعدة من أيام أخر )) ، قالوا إن التقدير : فأفطر فعدة ، فحذفت الفاء ومعطوفها ، فأفطر ، وفيه لبس ولا ما فيه ؟ ما فيه لبس ، لأنه من المعلوم أنه ما تجب العدة إلا إذا أفطر ، أما إذا صام فلا عدة ، فهذا مثال ، كذلك أيضا الواو قد تحذف مع معطوفها لكن بشرط : ألا يوجد لبس ، بشرط ألا يوجد لبس ، وش مثاله ؟
الطالب : قوله : راكب الناقة طَيلَحان ، طليحان.
الشيخ : لا ، راكبُ الناقة طَلِيحان .
الطالب : طليحان نعم .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : راكب الناقةِ والناقةُ .
طالب آخر : تجوز .
الشيخ : لا لا ، راكب الناقة طليحان .
الطالب : هذا من عيب الكتاب ...
الشيخ : هذا في الحقيقة هذا مثال هزيل ، والحقيقة لولا أنهم ذكروه ما تكلمنا عنه : راكب الناقة ، يقولون : التقدير والناقة ، طليحان يعني ضعيفان ، قالوا : والدليل على أنه محذوف ، إن طليحان مثنى ، وراكب الناقة مفرد ، ولا يخبر بالمثنى عن المفرد ، وعلى هذا فيكون هناك شيء محذوف ، التقدير : راكب الناقة ، هاه ؟
الطالب : والناقة .
الشيخ : والناقة طليحان ، أي : ضعيفان ، والحقيقة إذا ما كان معنا غير هالمثال فالظاهر إنه ما يجوز ، نعم ، لأن هذا المثال متى يبقى ومتى يقرأ ، لكن نحن نقول : ما كان معلوما فإنه يجوز حذفه ، بمعنى هذه القاعدة : " وحذف ما يعلم جائز " .
الطالب : لكنه لدينا ما هو معلوم ، لو قرأنا العبارة .
الشيخ : نعم صحيح .
الطالب : ليس معلوما .
الشيخ : أبدا ما هو بمعلوم ، لو قلت : راكب الناقة طليحان ، نقول : هذا لحن لا شك فيه .
الطالب : أو اسمه !
الشيخ : هاه ؟ أو طليحان راكب الناقة اسمه طُليحان ، إذا قلنا بضم الطاء ، لكن هم يضبطونها بفتح الطاء ، على كل حال إن هذا في الحقيقة هزيل على اسمه ، هو وناقته ومثاله وكلهم ضعفاء ، نسأل الله العافية .