شرح قول ابن مالك رحمه الله:... وهي انفردت : بعطف عامل مزال قد بقي *** معموله دفعا لوهم اتقي حفظ
الشيخ : يقول : " وهي انفردت " :
وهي : أي الواو انفردت عن بقية حروف العطف بحذف عاملٍ مزالٍ .
الطالب : بعطف .
الشيخ : بعطف نعم .
" بعطفٍ عاملٍ مُزالٍ قد بقي *** معموله " :
بعطفٍ عاملٍ مُزالٍ قد بقي معموله ، هذا مما انفردت به الواو عن بقية أدوات العطف : إنك تحذف إيش ؟ تحذف العامل ويبقى المعمول .
" بعطفٍ عاملٍ مُزالٍ قد بقي *** معموله " .
العامل محذوف ، مزال : بمعنى محذوف ، قد بقي معموله ، فيكون العامل محذوفا والمعمول باقيا ، ومثلوا لذلك بقولهم :
" فزججن الحواجب والعيونا " :
زججن الحواجب والعيونا : التزجيج معناه إنها تقص منها حتى تكون كالزُج ، طرف الرمح دقيقة ، نعم وجميلة طبعا ، والعيون ما تزجج ، لو تزجج عيونه قلنا خطأ ، لكن المعنى : وكحلن العيون ، زججن الحواجب وكحلن العيون ، عرفتم ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، هذا مثال لما أراد المؤلف ، كذلك قوله :
" علفتها تبنًا وماءً باردًا " :
يعني وسقيتها ماء بارداً ، فحذف العامل وبقي المعمول ، قالوا ومنه قوله تعالى : (( اسكن أنت وزوجك الجنة )) ، (( اسكن أنت وزوجك )) ، (( وزوجك )) ، نعم ، كيف وزوجك ؟ قالوا : لأن زوج ما تصلح عطفا على الضمير في اسكن ، لأن اسكن فعل أمر ، ولا يمكن أن يكون فاعله ظاهرا ، فإذا لم يمكن أن يكون فاعله ظاهرا ، فإنه لا يمكن أن يعطف عليه ظاهر ، وأن التقدير : اسكن أنت وليسكن زوجك الجنة ، هذا التقدير ، وهذا لا شك أنه تكلف ، طيب إذن الأمثلة التي عندنا : " فزججنا الحواجب والعيونا " :
أي كحلنا العيون .
" علَّفتها تبناً وماءً باردًا " ، (( اسكن أنت وزوجك الجنة )) .
الطالب : ...
الشيخ : أين هذه ؟
الطالب : إيه