شرح قول ابن مالك رحمه الله: والهمز للداني ووا لمن ندب *** أو يا غير وا لدى اللبس اجتنب حفظ
الشيخ : " والهمزُ للدَّاني ووا لمن نُدِب *** " :
فتكون الحروف ثمانية ، تكون الحروف ثمانية ، فصارت حروف النداء ثمانية : يا ، وأي ، وآي ، وآ ، وأيا ، وهيا ، وأ ، ووا ، طيب : " الهمز للداني " : الداني يعني القريب ، الهمز للقريب ، نقول : المنتبه ولا ما نقول المنتبه ؟
الطالب : غير المنتبه .
الشيخ : لا ، نقول المنتبه ، لأن نحن قلنا قبل قليل : " أو كالنائم " : فقلنا إن الغافل كالبعيد ، إذن الهمز للداني المنتبه الذي غير غافل ، الصاحي غير نائم ، له أ ، تقول : أزيد ، أزيد إذا صار قريب ، لماذا ؟ لأنه لا يحتاج لمد الصوت ، قريّب ومنتبه ، نعم ، واعلم أنه قد ينزل البعيد منزلة القريب ، وقد ينزل القريب منزلة البعيد ، قد ينادي الإنسان صديقه وهو بعيد بلفظ الهمزة ، كقول الشاعر :
" أَفاطِمُ مَهلًا بعض هذا التَدلل *** وإن كنتِ قد أزْمعتِ صرمًا فأجملي " :
" الهمز للداني ، ووا لمن نُدِب " : وا للمندوب ، للذي ندب ، وأصل الندب الدعاء ، لكن الندب هنا عند النحويين هو : " المنادى المتفجع عليه ، أو المتوجع منه " ، هذا المندوب عند النحويين ، هو المنادى إيش ؟ المتفجع عليه أو المتوجع منه ، واحد يوجعه ظهره فيقول : واظهراه ، وواحد انهدم بيته ، وش يقول ؟
الطالب : وابيتاه .
الشيخ : وابيتاه . كذا ؟ ماتت ناقته ؟ واناقتاه ، وهذا وش هو ؟ متوجع منه ولا متفجع عليه ؟
الطالب : عليه .
الشيخ : متفعجع عليه ، هذه النقطة وإنما اختارت العرب وا ، لأن دلالتها على التوجع ظاهرة جدا ، ظاهرة أظهر من يا أظهر ، ولهذا حتى عند الناس الآن إذا أخبرتك شيء يوحّش ماذا يقول ؟ يقول : " واو " ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لأنها تقال في الأشياء التي توحش أو تؤلم أو ما أشبه هذا .
" ووالي من نُدب *** أو يا " :
أو يا : يعني ويجوز أن تستعمل يا في الندبة ، فتقول : يا ظهراه ، وهذا كثير في اللغة العامية عندنا ، اللغة العامية ما يعرفون : وا ، أو لا ؟ يعرفون وا ؟
الطالب : عندنا وا .
الشيخ : عجيب ، وعندنا حنا يستعملون : يا ، يقول : يا ظهري ظهراه ، نعم وهكذا ، لكن الياء تصلح للندبة لكن بشرط قالوا :
" وغيرُ وا لدى اللَّبس اجتُنب " :
فيا تكون تستعمل في محل وا ، بشرط ألا يكون هناك لبس ، فإن كان هناك لبس فإننا نرجع إلى الأصل وهو : وا ، نعم واحد يقول يتفجع على ناقته ، فيقول : واناقتاه ، صح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لو قال : يا ناقتاه ، يصلح ، لأن عندنا دليل : يا ناقتاه ، مدها ووصلها يكون هذا للندبة ، لكن لو قال : يا ناقتي يا ناقتي ، يكوين ندبة ولا لا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، إذن ما يجوز تجعل : يا ناقتي ، نُدبة ، لأجل اللَّبس ، نعم ، يقول :
" وغيرُ وا لَدى اللَّبس اجتُنِب " : وش معنى ، ما هو غير وا ؟
الطالب : يا .
الشيخ : يا ، فصارت الآن انقسمت هذه الحروف ، حروف النداء إلى أقسام : أولاً : ما كان للبعيد ، والثاني : ما كان للقريب ، والثالث : ما كان للندبة ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : الهمزة للقريب ، ووا للندبة ، والباقي للبعيد . وتستعمل يا للندبة بشرط ألا يكون هناك لبس ، من أين نأخذه ؟
من قوله : " أو يا " ، ثم قال : " وغير وا " : وهي : يا ، " لدى اللَّبس اجتُنب " ، طيب ، هل تستعمل هيا للندبة ؟
الطالب : لا .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، أَيَا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، أَيْ ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، آ ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، طيب ، قال : " وغير وا لدى اللبس اجتنب " .
ثم إن المؤلف -رحمه الله- لما ذكر حروف النداء التي تنقسم إلى ثلاثة أقسام كما علمتم ذكر مسألة أخرى : هل يحذف حرف النداء ولا ما يحذف ؟ الذي يحذف ويبقى عمله أو لا ؟
فتكون الحروف ثمانية ، تكون الحروف ثمانية ، فصارت حروف النداء ثمانية : يا ، وأي ، وآي ، وآ ، وأيا ، وهيا ، وأ ، ووا ، طيب : " الهمز للداني " : الداني يعني القريب ، الهمز للقريب ، نقول : المنتبه ولا ما نقول المنتبه ؟
الطالب : غير المنتبه .
الشيخ : لا ، نقول المنتبه ، لأن نحن قلنا قبل قليل : " أو كالنائم " : فقلنا إن الغافل كالبعيد ، إذن الهمز للداني المنتبه الذي غير غافل ، الصاحي غير نائم ، له أ ، تقول : أزيد ، أزيد إذا صار قريب ، لماذا ؟ لأنه لا يحتاج لمد الصوت ، قريّب ومنتبه ، نعم ، واعلم أنه قد ينزل البعيد منزلة القريب ، وقد ينزل القريب منزلة البعيد ، قد ينادي الإنسان صديقه وهو بعيد بلفظ الهمزة ، كقول الشاعر :
" أَفاطِمُ مَهلًا بعض هذا التَدلل *** وإن كنتِ قد أزْمعتِ صرمًا فأجملي " :
" الهمز للداني ، ووا لمن نُدِب " : وا للمندوب ، للذي ندب ، وأصل الندب الدعاء ، لكن الندب هنا عند النحويين هو : " المنادى المتفجع عليه ، أو المتوجع منه " ، هذا المندوب عند النحويين ، هو المنادى إيش ؟ المتفجع عليه أو المتوجع منه ، واحد يوجعه ظهره فيقول : واظهراه ، وواحد انهدم بيته ، وش يقول ؟
الطالب : وابيتاه .
الشيخ : وابيتاه . كذا ؟ ماتت ناقته ؟ واناقتاه ، وهذا وش هو ؟ متوجع منه ولا متفجع عليه ؟
الطالب : عليه .
الشيخ : متفعجع عليه ، هذه النقطة وإنما اختارت العرب وا ، لأن دلالتها على التوجع ظاهرة جدا ، ظاهرة أظهر من يا أظهر ، ولهذا حتى عند الناس الآن إذا أخبرتك شيء يوحّش ماذا يقول ؟ يقول : " واو " ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لأنها تقال في الأشياء التي توحش أو تؤلم أو ما أشبه هذا .
" ووالي من نُدب *** أو يا " :
أو يا : يعني ويجوز أن تستعمل يا في الندبة ، فتقول : يا ظهراه ، وهذا كثير في اللغة العامية عندنا ، اللغة العامية ما يعرفون : وا ، أو لا ؟ يعرفون وا ؟
الطالب : عندنا وا .
الشيخ : عجيب ، وعندنا حنا يستعملون : يا ، يقول : يا ظهري ظهراه ، نعم وهكذا ، لكن الياء تصلح للندبة لكن بشرط قالوا :
" وغيرُ وا لدى اللَّبس اجتُنب " :
فيا تكون تستعمل في محل وا ، بشرط ألا يكون هناك لبس ، فإن كان هناك لبس فإننا نرجع إلى الأصل وهو : وا ، نعم واحد يقول يتفجع على ناقته ، فيقول : واناقتاه ، صح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لو قال : يا ناقتاه ، يصلح ، لأن عندنا دليل : يا ناقتاه ، مدها ووصلها يكون هذا للندبة ، لكن لو قال : يا ناقتي يا ناقتي ، يكوين ندبة ولا لا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، إذن ما يجوز تجعل : يا ناقتي ، نُدبة ، لأجل اللَّبس ، نعم ، يقول :
" وغيرُ وا لَدى اللَّبس اجتُنِب " : وش معنى ، ما هو غير وا ؟
الطالب : يا .
الشيخ : يا ، فصارت الآن انقسمت هذه الحروف ، حروف النداء إلى أقسام : أولاً : ما كان للبعيد ، والثاني : ما كان للقريب ، والثالث : ما كان للندبة ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : الهمزة للقريب ، ووا للندبة ، والباقي للبعيد . وتستعمل يا للندبة بشرط ألا يكون هناك لبس ، من أين نأخذه ؟
من قوله : " أو يا " ، ثم قال : " وغير وا " : وهي : يا ، " لدى اللَّبس اجتُنب " ، طيب ، هل تستعمل هيا للندبة ؟
الطالب : لا .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، أَيَا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، أَيْ ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، آ ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، طيب ، قال : " وغير وا لدى اللبس اجتنب " .
ثم إن المؤلف -رحمه الله- لما ذكر حروف النداء التي تنقسم إلى ثلاثة أقسام كما علمتم ذكر مسألة أخرى : هل يحذف حرف النداء ولا ما يحذف ؟ الذي يحذف ويبقى عمله أو لا ؟