شرح قول ابن مالك رحمه الله: وشاع في ســــب الذكــــــــور فعل *** و لا تقس وجر في الشعر فل. حفظ
الشيخ : " وشاع في سبِّ الذكور فُعَلٌ " :
شاع في اللغة العربية في سب الذكور فُعَل ، بينما أن الأنثى اطرد في سبها فَعالِ ، الحمد لله صار الأنثى أكثر منا أيضا ، الذكور ما نأخذ إلا ما جاء في اللغة ، ما شاع ، والأنثى ها ؟
الطالب : مطرد .
الشيخ : مطرد ، مطرد أنه يصاغ لها من سبها فَعالِ ، أما الذكور قال :
" وشاع في سب الذكور فُعَلُ *** ولا تَقِس " :
لا تقس ، إذن نقتصر على إيش ؟
الطالب : السماع .
الشيخ : على السماع ، فما وجد على هذا الوزن في السماع أخذنا به ، أما نجيب من عندنا ما يمكن ، ما يمكن نقول في سب الذكور : يا فُجَر ، ما يمكن نقول فُجَر ، ولا يا فُسَق ، السبب ؟ لم يرد ، المسألة موقوفة على الورود عن العرب ، ورد فيها لُكَع ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لُكع ، ابن لكع يعني معناه سب له ، كلمة تعبر عن السب ، لكن نبي نقيس نحن لا يمكن أن نقيس ، واحد إنسان غافل عند الدرس كثيرا تقول : يا غُفَل انتبه ، ها ؟
الطالب : ما يصلح .
الشيخ : ما يصلح ، طيب ، طالبة غافلة وش نقول لها ؟
الطالب : يا غَفال .
الشيخ : يا غَفالِ انتبهي ، لأنه يصح ، مطرد ، أما هذا فهو مسموع .
" ولا تقس " : إذن يشبه في المسائل الفقهية الأشياء المقصورة على السماع في اللغة العربية ، تشبه في المسائل الفقهية ما يسمونه : بالتعبدي ، وما يقاس عليه .
" وجُرَّ في الشعر فُلُ " : جُرَّ فعل ماضي أو فعل أمر ؟
الطالب : فعل ماضي .
طالب آخر : فعل أمر .
الشيخ : ها ؟
الطالب : ماضي ماضي .
طالب آخر : للماضي والأمر .
الشيخ : طيب ، جُر ، جُر تصلح للأمر ، إي نعم ، وتصلح لغير الأمر إن كان المسألة قياسية ، جرّ : فعل أمر ، كان المسألة قياسية وأنه كلما جاء فل في الشعر فلك أن تدخل عليه حرف الجر فإن : " جر " : فعل أمر ، وإن كانت المسألة سماعية فإن : " جر " : فعل ماضي ، يعني جره العرب ، وهذا الأخير هو الأقرب احتمالا ، أن : " جُرّ " : فعل ماض مبني للمجهول ، " جُرَّ في الشعر فُلُ " : يعني ورد مجرورا في الشعر ، مع أنه مختص بإيش ؟
الطالب : بالنداء .
الشيخ : بالنداء ، لكن يرد في اللغة العربية مجرورا ، البيت عندكم في الشرح ؟
الطالب : نعم ، يقول : " تضلُّ منه إبلي بالهواجلِ " .
الشيخ : بالهوجل .
الطالب : " بالهوجل *** في لَجةٍ أَمسك فُلانًا عن فُلِ " .
الشيخ : إي ، الشاهد قوله : " فلانًا عن فُل " : يعني عن رجل من الرجال ، وهذا البيت بالحقيقة مما يؤيد قول من قال إنه منحوت من فلان ، يعني أمسك فلان عن فلان ، لكن لو كانت عن فلان لقال : عن فُلا ، لبقي مفتوحا .
الطالب : نفس الترخيم يا شيخ ؟
الشيخ : الترخيم فيه لغتين ، والترخيم ما يكون إلا في النداء أيضا ، في غيره ما يأتي إلا شاذا .
طيب إذن خلاصة الأبيات الآن : أن ابن مالك رحمه الله ذكر لنا ثلاث قواعد : القاعدة الأولى : أن من الأسماء ما يختص بالنداء فقط ، لا يأتي غير منادى ماهي ؟ فُل ، فُلَة ، لُؤمان ، نُومان .
ثانيًا : أنه يجوز اطرادا أن يُصاغ لسب الأنثى اسم مِن أين ؟
الطالب : فَعالِ .
الشيخ : على وزن فَعالِ ، مثل : لَكاع ، وفَجار وغَفال ، إلى آخره ، معروف .
الشيء الثالث : يمكن أربعة أو خمسة ، الشيء الثالث : أنه يُصاغ من الفعل الثلاثي فعلُ أمر على وزن إيش ؟ على وزن فَعال ، كَنَزالِ ، وش بعد ؟
الطالب : دَراكِ .
الشيخ : ودَراكِ ، بمعنى أدرك ، وتَراكِ : بمعنى اترك .
طيب المسألة الرابعة : أنه يقال في سب الذكور : فُعَل ، لكنه سماعي غير قياسي .
والأمر الخامس : أنَّ فلُ سمعت في الشعر في حال الجر غير مناداة ، الذي هو قول الشاعر : " أمسك فلاناً عن فُلِ " ، نعم .