شرح قول ابن مالك رحمه الله: ويندب الموصول بالذي اشتهر *** كبئر زمزم يلي وامن حفر. حفظ
الشيخ : " ويُندب الموصول بالذي اشتهر "
يعني: بالذي اشتهر به، فيستثنى من المبهم الموصول الذي اشتهر بصلته، يُندب لأنه إذا كان مشتهرًا بصلته يزول الإبهام فيه وإلاّ ما يزول هاه؟
الطالب : يزول.
الشيخ : طيب يزول الإبهام، مثال ذلك إذا قلت: أكرم من غيّب الألفية، أكرم من غيّب الألفيّة، وكلّكم تُغيبونها، هذا مبهم وإلاّ لا؟
الطالب : مبهم.
الشيخ : مبهم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : إذا قلت أكرم من غيّب الألفيّة وما غيّبها إلاّ واحد فقط؟
الطالب : تعيّن.
الشيخ : تعيّن الآن، تعيّن وإن كانت الصّيغة صيغة إبهام، لكن هو معلوم أنه ما فيه إلاّ واحد، كذا؟ طيب تقول: جزى الله من أضاء لنا الطريق، جزى الله من أضاء لنا الطريق خيرًا، ونحن نعرف أن الذي أضاء الطريق فلان فقط، ما فيه غيره، يصير معيّنًا وإلاّ لا؟
الطالب : معيّن.
الشيخ : يصير معيّن، فإذا كان المصول مشهورًا بصلنه جاز أن يندب لأنه معيّن، يزول فيه الإبهام، ولهذا قال:
" ويُندب الموصول بالذي اشتهر *** كبئر زمزم يلي وا من حفر "
بئر زموم مقدّم الآن لكن حطّه مؤخّر، لأنه قال:
" يلي وا من حفر "
فتقول: وا من حفر بئر زمزم، وا من حفر بئر زمزم، هذا موصول، وصحيح الآن ما نعرف من حفر بئر زمزم، كذا وإلاّ لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : هو غير معيّن لم لا يعلمله غير معيّن، لكنّنا نعلم أن الذي حفر بئر زمزم عبد المطلب، فيكون قولنا: وا من حفر بئر زمزم كقولنا وا عبد المطلّب، كقولنا وا عبد المطلّب، والسّبب؟
الطالب : لأنه معيّن.
الشيخ : لأنه معلوم مشتهر، معلوم مشتهر، أفهمتم الآن؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب إذا قلنا: وا من عبر نهر الفرات لقتال الفرس، وا من عبر نهر دجلة أظن؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نهر دجلة لقتال الفرس.
الطالب : هذا مبهم مراد به التعيين.
الشيخ : هذا مشهور وإلاّ غير مشهور؟
الطالب : مشهور.
الشيخ : من هو؟
الطالب : سعد بن أبي وقّاص.
الشيخ : سعد بن أبي وقّاص، يصحّ هنا أندبه ولا ما يصح؟
الطالب : يصحّ.
الشيخ : يصحّ.
الطالب : في حياته.
الشيخ : يصحّ لماذا؟ لأنه مشهور، لأنه مشهور، ونحن الآن نتكلم عن صيغة الندبة فقط، أما عن التحليل والتحريم فعلوم أننا ما نندب الأموات ... نعم.