شرح قول ابن مالك رحمه الله: والشكل حتما أوله مجانـــا *** إن يكن الفتح بوهم لابســا. حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلّف:
" والشكلَ حتمًا أولِه مجانســًـا *** إن يكن الفتح بوهم لابســًا "
هذه من مسائل النحويين تشبه مسائل الفرضيين، يقول: إذا مات الإنسان عن عشرين جدّة فمن الوارث من العشرين جدّة؟
الطالب : الأولى.
الشيخ : هاه، عشرين جدّة يعني شيء بعيد، نعم هذا الذي قال ابن مالك الآن كما سيتصوّر لكم إن شاء الله من الأشياء البعيدة، نحن فهمنا الآن أن آخر المندوب يلحق به الألف أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يلحق به الألف، من ضرورة إلحاق الألف أن يكون الذي قبلها مفتوحًا، أن يكون الذي قبلها مفتوحًا أو لا؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب، إذا كان الشّكل الذي قبل الألف إذا فتحناه أوجب لبسًا، إذا فتحناه أوجب لبسًا فإننا نبقيه على ما هو عليه، نبقيه على ما هو عليه ونحوّل الألف إلى حرف يتناسب أو يجانس تلك الحركة، يتناسب أو يجانس تلك الحركة، صعب التصوّر قليل الوقوع هذا، نعم؟ شفت:
" والشكلَ حتمًا أولِه مجانسًا "
الشّكل أولِه، معلوم أن الشّكل إذا أردنا أن نعربها نقول إنها؟
الطالب : مفعول مقدّم.
الشيخ : لا، مفعول لفعل محذوف يفسّره ما بعده، هذا من باب الاشتغال يا إخوان، وأولِ فعل أمر فالراجح النّصب هاه، وقوله حتمًا متعلف بأَوْله، الشّكل أَوْلِه حتمًا، وش أولِه؟ وين المفعول الثاني لأولِه؟
الطالب : حتمًا.
الشيخ : هاه؟
الطالب : حتمًا.
الشيخ : لا، مجانسا، يعني: أَوْل الشكل مجانسًا حتمًا، متى أوليه حتما؟ هاه؟
" إن يكن الفتح بوهم لابسًا "
إذا كان إبقاؤه على الفتحة يوهم اللبس، فيجب أنّك تجعل الألف التي في النّدبة تجعلها حرفًا مجانسًا للحركة التي قبلها، هاه؟ طيب عندنا إذا أردت أن تندب غلام غائب، أن تندب غلام غائبٍ، تقول وا غلامه أصلًا وا غلامه شوف الآن أمامنا وا غلامه هذا هو المندوب، وا غلامه هذا المندوب، وش آخر المندوب؟
الطالب : هاء.
الشيخ : هاء مضمومة، عندما نصل الألف فيها ألف النّدبة وش يجب؟
الطالب : الفتح.
الشيخ : يجب أن تفتح، فتقول: وا غلامهَا، وا غلامَهَا، الآن إذا قلنا وا غلامها التبس علينا الأمر، ما ندري هل هو ندب غلام امرأة وإلاّ ندب غلام رجل أولا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : واضح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : إذن ما نصنع؟ نقول شفت آخر المندوب مضموم وهو الهاء، آخر المندوب مضموم، وش الذي يجانس الضّمّة؟
الطالب : الواو.
الشيخ : الواو، اجعل ألف النّدبة واوًا فقل وا غلامَهُو، وا غلامهُو لأنك إذا تقول وا غلامها التبس علينا الأمر هل أنت تندب غلام امرأة أو تندب غلام ذكر؟ واضح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : فنقول: وا غلامهوه فنجعل الألف واوًا وهذا معنى قوله:
" أَوْلِه مجانسًا "
لكن متى أولِيه؟
" إن يكن الفتح بوهم لابسًــا "
طيب كذلك أيضًا إذا كان مكسورًا وأوهم الفتح فإنّنا نقلب الألف ياءً، مثاله تقول: وا غلامكِ تخاطب امرأة تندب غلامها، كان غلامًا حبيب وطيب ويقضي حاجاتها ومات، تندبه وإلاّ لا؟
الطالب : تندبه.
الشيخ : ندبته تفجّعًا عليه فقلت: وا غلامكِ، نلحق بآخر المندوب؟
الطالب : ألف.
الشيخ : ألف، عندما نلحق واغلامك ألف، الألف يفتح ما قبلها فتقول: وا غلامَكاه، وا غلامَكَاه، عندما نقول وا غُلامَكَاه؟
الطالب : صار ...
الشيخ : صار ... ما ندري هل نحن نندب غلام رجل وإلاّ غلام امرأة، إذن نبقي الكسرة التي تدلّ على خطاب المرأة نبقيها على حالها ونخلّ الألف.
الطالب : ...
الشيخ : نعم، مجانسة للكسرة، للكسرة فتكون؟
الطالب : ياء.
الشيخ : ياء، فنقول وا غلامكيه، وا غلامكيه، اتّضح المقام الآن؟
الطالب : نعم.
الشيخ : زين، يعني ابن مالك يقول كأنه مستثن مما سبق:
" ومنتهى المندوب صِله بالألف "
إلاّ إذا كان وصله بالألف يوجب اللبس، فإنه يجب أن تحوّل الألف أو أن تقلب الألف إلى حرف مجانس للحركة، فإن كانت الحركة كسرة تجعل الألف؟
الطالب : ياء.
الشيخ : ياء، إن كانت الحركة ضمّة؟
الطالب : واوًا.
الشيخ : تقلب الألف واوًا، واضح يا غانم؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ... قبل السبت.
الطالب : وجوبًا يعني قبل السبت؟
الشيخ : لا مو وجوبًا، مو وجوبًا، اتّضح المقال يا غانم؟
الطالب : اتّضح بصعوبة!
الشيخ : زين، نعم؟
الطالب : المثال وضّح.
الشيخ : أي نعم.
الطالب : الإعراب يا شيخ، الإعراب ما تكلّمنا عنه.
الشيخ : الإعراب انتهى الوقت الآن،، يقول هذا مندوب، غلام مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضّمّ في محلّ جّر غلامه على طبيعته.
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : وا غلامه؟