شرح قول ابن مالك رحمه الله : أياك و الشر ونحوه نصـــــب *** محــــــذر بما استــــــــتاره وجـــــب. حفظ
الشيخ : يقول المؤلف:
" إيَّاكَ والشرَّ ونحوَهُ نَصَبْ *** مُحَذِّرٌ بما اسْتِتَارُهُ وَجَبْ "
إلى آخره، يقول المؤلف إياك والشّرّ، نصب محذّر، كيف نعرب هذا البيت؟ نقول إيّاك والشّرّ ونحوه، نعم إيّاك والشّرّ مفعول مقدّم لنصب، على أنه يراد به لفظه، والواو حرف عطف، ونحو معطوف على؟
الطالب : إياك.
الشيخ : إياك والشّر، وقولنا على أنه يراد به اللفظ لأن إيّاك والشّرّ، بمعنى: هذا اللفظ أو هذا التركيب ونحوه نصب محذّر، يعني: أن المحذّر نصب إيّاك والشّرّ وما شابهه مثل: إيّاك والأسدَ، إيّاك والرّبا، إيّاك والخنا، إيّاك والغيبة، وما أشبه ذلك نصب محذّر، بماذا نصبه؟ بما أي: بعامل، فما هنا نكرة موصوفة، استتاره وجب، عبّر هنا بالاستتار على سبيل التسامح، لأن المراد بالاستتار هنا الحذف، والاستتار كما تعلمون إنما يكون في الضّمائر في عواملها، وهذا الذي معنا من باب الحذف وليس من باب الاستتار فهو من باب التّسامح، أو من باب استعمال الاستتار في غير معناه الاصطلاحي بل في معناه اللغوي، يكون مراد بما استتاره وجب أي بما وجب إخفاؤه أو اختفاؤه، كيف ذلك؟ يعني كيف نعرب إياك والشّرّ؟ يقولون: إن إيّاك مفعول لفعل محذوف، تقديره أحذّرك، أحذّرك هذا الأصل، الأصل أحذّرك، والضّمير في أحذّرك ضمير متّصل وإلاّ منفصل؟ هاه؟
الطالب : متّصل.
الشيخ : متّصل، لمّا حذفنا الفعل ما وجدنا شيئًا يتّصل به الضّمير، فاضطررنا إلى فصل الضّمير وقلنا إيّاك، وقلنا إيّاك، فعلى هذا يكون إيّا ضمير منفصل مبني على السّكون في محلّ نصب بعامل محذوف، التقدير أحذّر، وليس احذر وإن كان ظاهر كلام الشارح احذر، لكن الصّواب أحذّر، وقوله: والأسدَ، الواو حرف عطف، الأسد مفعول لفعل محذوف أيضًا وليس معطوفًا على إيّاك، لأننا لو قلنا إنه معطوف على إيّاك فسد المعنى، لو قلنا معطوف على إيّاك لصار المعنى أحذّرك وأحذّر الأسد، وهذا لا يستقيم، إذن يكون مفعولًا لفعل محذوف إيش التقدير؟
الطالب : ...
الشيخ : إيّاك أحذّر وجانِب الأسد، وجانِب الأسد أو واجتنب الأسد، فيكون هنا عطف جملة على جملة، هذا هو إعراب هذه الجملة إيّاك والأسد، وقوله: " بما استتاره وجب "
يدل على أنه لا يجوز أن تبرز الفعل هنا، لو قلت إياك أحذّر ما كان من باب التحذير وإنما يكون جملة مستقلة ولا تسمّى تحذيرًا، وإنما سمّي إياك والشّرّ تحذيرًا مع حذف العامل، لأن هذا أبلغ في تنبيه المخاطب، لو قال أحذّرك ما صار له في نفس المخاطب كما يكون لقوله إيّاك، ولا سيما في الصّيغة الثانية التي ستأتي إيّاك إيّاك التي فيها التّكرار، ثم قال المؤلف، فهمتم الآن إعرابها إياك والشّرّ؟ على أنّ إياك مفعول لفعل محذوف تقديره أحذّر، وما بعد الواو مفعول لفعل محذوف تقديره اجتنب أو جانب أو ما أشبه ذلك.
" إيَّاكَ والشرَّ ونحوَهُ نَصَبْ *** مُحَذِّرٌ بما اسْتِتَارُهُ وَجَبْ "
إلى آخره، يقول المؤلف إياك والشّرّ، نصب محذّر، كيف نعرب هذا البيت؟ نقول إيّاك والشّرّ ونحوه، نعم إيّاك والشّرّ مفعول مقدّم لنصب، على أنه يراد به لفظه، والواو حرف عطف، ونحو معطوف على؟
الطالب : إياك.
الشيخ : إياك والشّر، وقولنا على أنه يراد به اللفظ لأن إيّاك والشّرّ، بمعنى: هذا اللفظ أو هذا التركيب ونحوه نصب محذّر، يعني: أن المحذّر نصب إيّاك والشّرّ وما شابهه مثل: إيّاك والأسدَ، إيّاك والرّبا، إيّاك والخنا، إيّاك والغيبة، وما أشبه ذلك نصب محذّر، بماذا نصبه؟ بما أي: بعامل، فما هنا نكرة موصوفة، استتاره وجب، عبّر هنا بالاستتار على سبيل التسامح، لأن المراد بالاستتار هنا الحذف، والاستتار كما تعلمون إنما يكون في الضّمائر في عواملها، وهذا الذي معنا من باب الحذف وليس من باب الاستتار فهو من باب التّسامح، أو من باب استعمال الاستتار في غير معناه الاصطلاحي بل في معناه اللغوي، يكون مراد بما استتاره وجب أي بما وجب إخفاؤه أو اختفاؤه، كيف ذلك؟ يعني كيف نعرب إياك والشّرّ؟ يقولون: إن إيّاك مفعول لفعل محذوف، تقديره أحذّرك، أحذّرك هذا الأصل، الأصل أحذّرك، والضّمير في أحذّرك ضمير متّصل وإلاّ منفصل؟ هاه؟
الطالب : متّصل.
الشيخ : متّصل، لمّا حذفنا الفعل ما وجدنا شيئًا يتّصل به الضّمير، فاضطررنا إلى فصل الضّمير وقلنا إيّاك، وقلنا إيّاك، فعلى هذا يكون إيّا ضمير منفصل مبني على السّكون في محلّ نصب بعامل محذوف، التقدير أحذّر، وليس احذر وإن كان ظاهر كلام الشارح احذر، لكن الصّواب أحذّر، وقوله: والأسدَ، الواو حرف عطف، الأسد مفعول لفعل محذوف أيضًا وليس معطوفًا على إيّاك، لأننا لو قلنا إنه معطوف على إيّاك فسد المعنى، لو قلنا معطوف على إيّاك لصار المعنى أحذّرك وأحذّر الأسد، وهذا لا يستقيم، إذن يكون مفعولًا لفعل محذوف إيش التقدير؟
الطالب : ...
الشيخ : إيّاك أحذّر وجانِب الأسد، وجانِب الأسد أو واجتنب الأسد، فيكون هنا عطف جملة على جملة، هذا هو إعراب هذه الجملة إيّاك والأسد، وقوله: " بما استتاره وجب "
يدل على أنه لا يجوز أن تبرز الفعل هنا، لو قلت إياك أحذّر ما كان من باب التحذير وإنما يكون جملة مستقلة ولا تسمّى تحذيرًا، وإنما سمّي إياك والشّرّ تحذيرًا مع حذف العامل، لأن هذا أبلغ في تنبيه المخاطب، لو قال أحذّرك ما صار له في نفس المخاطب كما يكون لقوله إيّاك، ولا سيما في الصّيغة الثانية التي ستأتي إيّاك إيّاك التي فيها التّكرار، ثم قال المؤلف، فهمتم الآن إعرابها إياك والشّرّ؟ على أنّ إياك مفعول لفعل محذوف تقديره أحذّر، وما بعد الواو مفعول لفعل محذوف تقديره اجتنب أو جانب أو ما أشبه ذلك.