شرح قول ابن مالك رحمه الله : وأجدل وأخيــــل وأفعــــى *** مصروفة وقد ينلن المنـــــعا. حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف:
" وأَجْدَلٌ وأَخْيَلٌ وَأَفْعَى *** مَصْرُوفَةٌ وقدْ يَنَلْنَ الْمَنْعَا "
أجدل، وش هو الأجدل؟ وش عندكم بالشرح أجدل؟
الطالب : الصقر.
الشيخ : الصقر طيب، كلمة أجدل في الأصل صفة أو لا؟ فلان أجدل من فلان، الأصل أنها صفة، لكنه جعل اسمًا، جعل اسمًا، عندي أجدل أصيد به، عندي أجدل أصيد به، أجدل يعني؟
الطالب : الصقر.
الشيخ : الصقر، صار المراد بالأجدل وهي في الأصل صفة، وش المراد بها؟ اسم، فهل نسيت الصّفة ونسيت مرّة وصار مصروفًا، أو أنّنا نقول ما دام سمّي صفة في الأول فإنه غير مصروف؟ يقول ابن مالك: مصروف لأن الصّفة نسيت ولا كأنه يستعمل صفة ... ولهذا قال :
" مَصْرُوفَةٌ وقدْ يَنَلْنَ الْمَنْعَا "
يعني: وقد تمنع، الآن اشتريت من السّوق أجدلًا، اشتريت أجدلًا من السوق، اشتريت أجدلًا من السوق، صح؟
الطالب : ...
الشيخ : صحّ، لأنها مصروفة، اشتريت أجدلَ من السوق صح؟
الطالب : لا.
الشيخ : صحّ على القول الثاني.
" وقدْ يَنَلْنَ الْمَنْعَا "
إيش الفرق بين أجدل وأدهم؟ كلمة أدهم في الأصل صفة ثمّ جعلت اسمًا للقيد، نعم وقلنا إنها لا تنصرف اعتبارًا بالأصل، وأجدل نعم؟ أجدل صفة فجعلت اسمًا لإيش؟ للصقر مصروفة وقد لا تصرف فما الفرق؟ يقولون: لأن ظهور الصّفة في أدهم أقوى من ظهورها في أجدل، لأن أدهم لون، لكن أجدل اسم تفضيل، وظهور الصّفة في الأول أقوى من ظهورها في الثاني، ولأن الصّفة تنوسيت إطلاقًا، فإن الصّقر ليس دجاجة، فكأن الصفة محيت من هذه الكلمة وجعلت اسمًا للصقور، الثانية أخيل، وش الأخيل؟
الطالب : طائر.
الشيخ : طائر؟ طائر معروف يسمى أخيل، وكأن هذا الطائر والله أعلم جميل الشكل، فكأن عنده خيلاء يظل يمشي ويتأرجح فهو أخيل لكنّه سمّي أخيل، رأيت أخيلًا، رأيت أخيلًا لأن هذا الطائر يسمّى بأخيل أو رأيت أخيلَ؟ أيهما؟
الطالب : يجوز هذا وهذا.
الشيخ : يجوز هذا وهذا، لكن أخيل بالتنوين أكثر، لأن ابن مالك يقول: وقد ينلن، قد للتقليل،
" وقدْ يَنَلْنَ الْمَنْعَا "
أفعى، أفعى، الأفعى وش هي؟
الطالب : الحية.
الشيخ : الحيّة، طيب أفعى على وزن أفعل، وكان يقال: فلان أفعى من فلان، قيل: إن فيها إعلال مكاني وأصلها فلان أفوع من فلان، ونقلت حرف العلة إلى آخره فصارت أفعى، إنما كلمة أفعى في الأصل اسم تفضيل، والآن اسم للحيّة فيصحّ أن نجعلها مصروفة وأن نجعلها؟ هاه؟
الطالب : غير مصروفة.
الشيخ : غير مصروفة، طيب لكن إذا قال قائل: آخرها ألف ما يتبين أنها مصروفة وإلاّ غير مصروفة، قلنا: صحيح عند النّطق ما يتبيّن، لكن عند الإعراب يتبيّن، عند الإعراب يتبيّن، فإذا قلت مثلًا: نظرت إلى أفعى، نظرت إلى أفعى نريد أن نعربها على أنها ممنوعة من الصّرف، نقول: إلى حرف جرّ، وأفعى اسم مجرور بإلى وعلامة جرّه فتحة مقدّرة على آخره نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف، أما على القول بأنّها مصروفة نقول: أفعى اسم مجرور بإلى وعلامة جرّه كسرة مقدّرة على آخره منع من ظهورها التعذّر فقط، ... بالنسبة لأفعى لكنّ الإعراب يظهر فيه باعتبار أنها مصروفة أو باعتبار أنها غير مصروفة.