شرح قول ابن مالك رحمه الله : واردد لأصل ثانيا لينـــــا قلب *** فقيمة صيير قويــــمة تصـــــب. حفظ
الشيخ : " وارْدُدْ لأَصْلٍ ثانيًا لِينًا قُلِبْ "
لينا هذه حال أو مفعول ثان لقلب، يعني: اردد لأصل ثانيًا قلب لينه، يعني: قلب ألفه، نعم أو ياؤه مثاله:
" فَقِيمَةٌ صَيِّرْ قُوَيْمَةً تُصِبْ "
عندنا مثلًا قيمة الثاني فيها ياء لكن ما هي أصلها الياء، أصلها؟ الواو لأنها من قوّمت الشّيء، قوّمته أقوّمه، ولكنّها قلبت الواو ياء لعلّة تصريفية، وهي أن ما قبلها مكسور، فإذا جاءت الواو ساكنة وما قبلها مكسور قلبت ياء لأن الكسرة لا تتناسب مع؟
الطالب : مع الواو.
الشيخ : مع الواو، طيب لماذا لا نجعل الفتحة ضمّة من أجل أن توافق الواو فنقول قُوم؟ نعم للثقل، للثقل لأنها تتغير الصيغة، تتغير الصيغة من فِعلة، ولهذا كان قلب اللين إلى لين آخر أولى من تغيير الحركة، فنقول: قوِمة لا تتناسب الواو مع الكسرة نغير الواو إلى ما يناسب الكسرة وهي؟
الطالب : الياء.
الشيخ : الياء، فنقول: قيمة، لكن عندما نصغر فإنه يقال إن التصغير يردّ الأشياء إلى أصولها فنقول في قيمة؟
الطالب : قويمة.
الشيخ : قِوَيمّة، ولا نقول: قُييمة هذا ممنوع لأنه يجب أن نرد الأشياء إلى أصولها، وبهذا نعرف خطأ التّعبير الشائع الذي يقولون فيه تقييم هذا الشيء والصواب؟
الطالب : تقويم.
الشيخ : تقويم هذا الشّيء، تقويم لا تقييم، وهذا وارد عن بعض أهل العلم، ولهذا يعبر الفقهاء يقولون: التقويم ومقوّم وما أشبه ذلك، لكنّنا نحن في هذا العصر يقلّد بعضنا بعضًا في التعبير خطأ كان أم صوابًا، ويا حبّذا لو أنه ييسر أناس يتتبّعون مثل هذه الكلمات التي شاعت ويردّونها إلى أصلها العربي الصّحيح.
الطالب : موجود يا شيخ.
الشيخ : هاه؟
الطالب : موجود كتب.
الشيخ : موجود كتب في هذا؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : طيب هذا زين، ومنه أيضًا من التعبير الشائع يقول إلى هنا وتنتهي نشرة الأخبار، والصواب إلى هنا تنتهي نشرة الأخبار، الواو هنا ما لها أصل، ما لها مكان، لكن اعتادها الناس ودرجت عليه.
الطالب : ما تختلف قوَّم عن.
الشيخ : هاه؟
الطالب : إذا قلنا قوم الشيء ما تختلف عن...
الشيخ : قوّمه أي جعله قائمًا؟